ترغب إسبانيا في التحول إلى مخاطب رئيسي جديد أو استعادة مكانتها القديمة مع دول أمريكا اللاتينية القلقة من سياسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، مما قد يعزز من مكانة الاتحاد الأوروبي في هذه المنطقة التي توصف تاريخيا بالحديقة الخلفية للولايات المتحدة.وبادرت إسبانيا إلى التعاطف مع المكسيك التي تعرضت لتحرشات دبلوماسية من طرف دونالد ترامب بسبب سياسته الرامية إلى بناء جدار لمنع الهجرة اللاتينية، والتلويح بطرد المهاجرين والتضييق على الشركات التي تنوي الاستثمار في المكسيك للتصدير للسوق الأمريكية. وتحاول إسبانيا التحول إلى مخاطب رئيسي لدول أمريكا اللاتينية مع الاتحاد الأوروبي في ظل هذه التطورات، بعدما فقدت هذا الصفة في الماضي.وعمليا، ترى الكثير من دول أمريكا اللاتينية في الاتحاد الأوروبي خير شريك سياسي واقتصادي في ظل السياسة الخارجية العنيفة التي يلوح بها فريق دونالد ترامب، بينما يطالب فريق من الخبراء بالاعتماد على الدول نفسها بدون اللجوء إلى قوى سياسية أخرى. ومن أهم المقالات التحليلية في هذا الصدد، ما كتبته سونيا ألدا في «إنفولتام هذه الأيام» وهو موقع متخصص في الدراسات التحليلية، إذ تؤكد على أن «ترامب أظهر استعداده لتنفيذ برنامجه الانتخابي، لكن لا ننسى أن ترامب ليس قويا جدا ولا أمريكا ضعيفة جدا. وتبقى حالة المكسيك دالة للغاية، فهو بلد له اقتصاد ضخم مرتبط بالاقتصاد الأمريكي، لكن الاقتصاد الأمريكي يحتاج المكسيكي».وتضيف في فقرة أخرى أن «الولايات المتحدة ليست بالدولة الكبرى في العالم، ولكنها الآن تفقد الكثير من تأثيرها بسبب السياسة الانعزالية التي ينهجها دونالد ترامب، وهذا سيؤدي إلى فقدان وزنها دوليا وبسرعة».ويذهب محللون آخرون إلى التذكير بأن الرئيس المكسيكي بينيا نييتو هو الذي بادر بتجميد زيارته إلى الولايات المتحدة وليس دونالد ترامب. في الوقت ذاته فإن عددا من رؤساء أمريكا اللاتينية لم يطلبوا مقابلة ترامب ولا يفكرون في زيارة البيت الأبيض في الظروف المكهربة الحالية. وبدأ تفكير جدي في الرهان على الصين وعلى الاتحاد الأوروبي وروسيا سواء كشركاء اقتصاديين وتجاريين لتعويض الولايات المتحدة أو كشركاء في القضايا الدولية. وعمليا، تذهب التحاليل إلى صعوبة إقدام حتى الرؤساء المحافظين من اليمين في دول مثل البرازيل وكولومبيا على تطوير علاقات كبيرة مع ترامب في الوقت الراهن خوفا من العزلة أمام الرأي العام في أمريكا اللاتينية وأمام دول أخرى.ومن أبرز رؤساء المنطقة الذين أدلوا بمواقفهم تجاه ترامب هناك رئيس الاكوادور رافائيل كوريا الذي قال إن ترامب قد يجعل من دول أمريكا اللاتينية تفكر في الوحدة للدفاع عن جالياتها المهاجرة في الولايات المتحدة أمام هجمات ترامب وتوظيفه للهجرة اللاتينية بشكل سلبي.!!
مكسيكو..المكسيك : سياسة ترامب توحّد أمريكا اللاتينية ضده و رؤساؤها ابتعدوا عن طلب مقابلته خوفاً من فقدانهم شعبيتهم!!
04.02.2017