أحدث الأخبار
الجمعة 29 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47744
"الشلالدة والكوازبة".. هذه هي القصة!!
08.01.2016

كتبت: رولا حسنين.. بدأت قصة شهداء عائلتي الشلالدة والكوازبة، منذ أن قرر جيش الاحتلال إرسال 21 مستعرباً لدخول مستشفى الأهلي في الخليل بتاريخ 12-11-2015، واختطاف الشاب الجريح عزام الشلالدة (22 عاماً) الذي أصيب برصاص المستوطنين أثناء قطافه الزيتون، وإعدام ابن عمه الأسير المحرر عبد الله الشلالدة (27 عاماً) بخمسة رصاصات، تاركين خلفهم أسير ما زال يعاني ألم إصابته وسجنه، وشهيداً تبعه 6 شهداء آخرين من بلدة سعير شمال الخليل.13-11-2015 في اليوم الذي شيع فيه مواطنو سعير جثمان الشهيد عبد الله الشلالدة، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال قرب بيت عينون، أصيب فيها الشهيد محمود الشلالدة (18عاماً) إصابة حرجة، استشهد متأثراً بها في اليوم التالي 14-11-2015، هذه التفاصيل التي بدت للكل على أنها أخبار عاجلة، يُعلن عن اسم شهيد ثم يُشيّع إن لم يحتجز الاحتلال جثمانه، ثم نبدأ بخبر شهيد آخر، ولكن الشهيد الآخر كان الفتى أحمد الكوازبة (17 عاماً) رفيق الشهيد محمود الشلالدة، تأثر أحمد برفيقه في مقعد الدراسة أيما تأثر، في قرارة نفسه ربما كان يُعدّ للحظة يثأر فيها لصديقه، وفي علانيته قال لأهله أنه أنهى الفصل الدراسي الأول من الصف الأول الثانوي العلمي، وعدهم أن يحصل على شهادة مميزة فظنوا أن شهادته ستكون كما كل مرة حبر على ورق يكتب علامات جمعها عقل أحمد نتيجة دراسة حساب الرياضيات والفيزياء والكيمياء، إلا أن حساب عقل الشهيد أحمد كان أكثر عمقاً وبُعداً عما يجول في خاطر الكل، فكانت حساباته أن ينهي مسألة الثأر لصديقه، فالشهادة التي كان يتحدث عنها هي شهادة تُكتب بالدم على أرض الوطن، لينفذ أحمد عملية طعن على مفرق "غوش عتصيون" بتاريخ 5-1-2016 ويصيب فيها جندي من جيش الاحتلال، ويرتقي بعدها شهيداً، ليلتحم هنا دم شهداء سعير البطولة من عائلتي الشلالدة والكوازبة، ضمن عملية ثأر مقدس، شهيد يثأر لآخر في وطن الشهداء.حين قيل في الزمن الغابر إنه "مَن أمن العقاب، أساء الأدب"، لم يأتِ هذا المثل من فراغ، فالاحتلال أمن العقاب فهو الجلاد والحاكم، الظالم والمُشتكي، فأساء الفعل وأجرم، ولم يكتفِ بأن يُحدث جرحاً غائراً في قلوب عوائل الشهداء، بل زاد عليهم جراحاً لن تنتهي ألماً ولا ثأراً، فأعدم 4 شهداء آخرين، 3 شبان من عائلة الكوازبة على مفرق "غوش عتصيون" مساء أمس الخميس 7-1-2016، بزعم نيّتهم تنفيذ عملية طعن، وهم مهند الكوازبة (18 عاماً) وأحمد الكوازبة (19 عاماً)، وعلاء الكوازبة (19 عاماً)، فيما أعدم الفتى خليل الشلالدة (16 عاماً)، وهو شقيق الشهيد محمود الشلالدة في ذات مكان استشهاد أخيه على مفرق بيت عينون بزعم نيّته تنفيذ عملية طعن، ليبقى المحتل مُحاسباً الفلسطيني على نية قد لا تشبه نيّته، وليرتفع عدد شهداء الانتفاضة المستمرة 149 شهيداً في اليوم الـ 100 لها.هكذا حالنا، الشهداء يرحلون، أهالي الشهداء يبكون، الوطن ينتظر مَن يحرره، وإذا سُئلنا عن الموت فقل شيء يشبه ضمائرنا ..المصدر: وكالة وطن للانباء!!

1