في مغادرة واضحة لمربع “الخلاف الناعم” الذي هيمن على العلاقة بين تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والرئيس محمود عباس “أبو مازن” طالب أحد المسؤولين الكبار في هذا التنظيم الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية من أبو مازن بالاستقالة، بعد بيانات حادة حملت عبارات نقد شديدة قالت أنه “تجاوز الخطوط الحمراء”.وفي تتابع للخلاف بين الجبهة الشعبية والرئيس، قال عضو المكتب السياسي الدكتور رباح مهنا، أن أبو مازن “تجاوز كل الخطوط الحمراء”.مهنا في انتقاده الحاد لأبو مازن والذي ورد في تدوينه على موقع “الفيسبوك” قال أيضا أنه عطل قرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بإيقاف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأنه وأجهزته ما زالا يمارسان التنسيق.واتهم مهنا رغم حالة الصمت التي اعلنت مواقف فصائل المنظمة على حادثة قيام وفد من السلطة بالتعزية في وفاة رئيس الإدارة المدنية بالضفة، الرئيس أبو مازن بإرسال هذا الوفد، وانتقد مهنا كذلك تصريحات أبو مازن في لقائه الأخير مع “تلفزيون العدو”، ورأى في حديثه التلفزيوني “تجاوز كل ما هو مقبول وطنيا”ً.واختتم تصريحاته بمطالبة أبو مازن بالاستقالة من رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ،لأن هذه المنظمة تمثل كل الشعب الفلسطيني.وقال “إذا لم يقم بذلك أطالب جميع أعضاء اللجنة التنفيذية بمحاسبة على هذه الأخطاء وعزلة من منصبة كرئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية”.الدعوة للاستقالة، أو الإقالة، جاءت قبل اجتماع من المقرر أن تعقده اللجنة التنفيذية مساء الاثنين في مقر المقاطعة برام الله.ويتردد في أروقة منظمة التحرير أن أبو مازن ليس لديه الرغبة في وقف التنسيق الأمني، وأنه يماطل بذلك خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية، التي أقرت سابقا خطوات وقف التنسيق بناء على قرار المجلس المركزي.وفي هذا الإطار قال أبو مازن خلال لقاء مع قناة تلفزيونية إسرائيلية أن الامن الفلسطيني يفتش المدارس الفلسطينية، ويفتش حقائب التلاميذ بحثا عن سكاكين لمنع العمليات، وأن الاجهزة الفلسطينية عثرت في مدرسة واحدة على 70 سكينا في حقائب التلاميذ وجردتهم منها.وقال بعد ذلك خلال لقائه بوفد من الدروز “نحن لا نريد سفك دم أي إنسان، مهما كان دينه أو عرقه، ولا نريد قطرة دم أن تسيل”.وكانت الجبهة الشعبية أيضا وفي بيان رسمي لها بعد هذه التصريحات من المجلس المركزي واللجنة التنفيذية بالوقوف أمام تصريحات أبو مازن، كونها حسب ما قالت “تجاوزت الخطوط الحمراء”، وأشارت كذلك لعملية التعزية بالضابط الإسرائيلي.وقد صفت ما قاله أبو مازن بـ “السلوك المشين”، بشأن ملاحقة الأطفال في مدارسهم بحجة تجريدهم من السكاكين، ورأت أنه يعد “تشريعا لجرائم الحرب الصهيونية التي تمارس يومياً على حواجز الموت، وفي شوارع المدن الفلسطينية في الضفة والقدس، وتحريضا مباشراً على الجهاز التعليمي الفلسطيني”.وضمن هجوم تنظيم الجبهة الشعبية على أبو مازن أيضا، طالب القيادي في هذا التنظيم بدران جابر المجلس الوطني “وبقايا اللجنة التنفيذية” لمنظمة التحرير، بالعمل على محاسبة الرئيس، كونه أدار ظهره لقرار وقف التنسيق الامني!!
رام الله..فلسطين : الجبهه الشعبيه ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير تدعو عباس لـ “الاستقالة أو الإقالة الجبرية” !!
05.04.2016