عادت قضية محرقة عائلة دوابشة التي راح ضحيتها ثلاثة شهداء من عائلة واحدة إلى الأذهان بعد أن أحرق يهود منزلاً جديداً يعود لأحد أفراد العائلة نفسها في قرية دوما الواقعة إلى الجنوب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. واتت النيران على أجزاء من المنزل بعد تعرضه لمادة حارقة القاها مستوطنون من نافذة.ووقعت الحادثة قرابة الساعة الثالثة من فجر أمس الأربعاء عندما سمعت أصوات في محيط المنزل ليفاجأ أصحابه بزجاجة حارقة قذفت باتجاه الطابق الثاني قبل أن يسمع دوي انفجار داخل المنزل الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن منزل الشهيد سعد دوابشة الذي استهدفته نيران المستوطنين العام الماضي في حين لم يصب أحد من أفراد العائلة بأذى.من جهته قال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية إن مستوطنين القوا زجاجات حارقة على منزل محمد دوابشة ما أدى إلى اشتعال النار في الطابق الثاني. وأكد دغلس أن المستوطنين متهمون بشكل أساسي في الحادث سيما أن المواد المستخدمة هي مواد سريعة الاشتعال وتنتشر في المكان خلال ثوانٍ وهي مواد غير موجودة في السوق الفلسطيني. ونجحت فرق من الدفاع المدني الفلسطيني التي وصلت إلى مكان الحادث بالسيطرة على النيران.واعتبرت حركة فتح حرق منزل محمد دوابشة إرهابا إسرائيليا منظما يقوده مستوطنون متطرفون بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال منير الجاغوب من مفوضية التعبئة والتنظيم فتح إن هذه الجريمة ما كانت لتحدث لولا إصرار حكومة الاحتلال على الاستمرار بالاستيطان وحماية المستوطنين والإمعان في قتل الفلسطينيين أطفالا وكهولا كما حدث بالأمس بحق المواطن مصطفى برادعية 5عاما والطفل محيي طباخي 12 عاما.وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية إقدام عصابات المستوطنين الإرهابية على عملية الخرق الجديدة وإرهاب العائلة الموجودة في المنزل وأطفالها وإصابتهم بالاختناق.والجدير بالذكر أن قرية دوما وعائلة دوابشة قد تعرضتا إلى جريمة إرهابية من قبل عصابات المستوطنين أدت إلى إستشهاد العائلة وذلك على مرأى ومسمع قوات الاحتلال وأجهزتها المختلفة. وكانت قوات الاحتلال قد أطلقت سراح 15 مستوطناً من أصل 17 من المتهمين بالقيام بأعمال عنف وإرهاب ضد الفلسطينيين بمن فيهم المتهم بحرق منزل دوابشة العام الماضي. كما أدانت الوزارة إقدام جيش الاحتلال على نفي مسؤولية المستوطنين عن هذه الجريمة البشعة. وحمل بيان الخارجية الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وغيرها من الأعمال الإرهابية التي يمارسها المستوطنون وتنظيماتهم الإرهابية في طول وعرض الأرض الفلسطينية المحتلة وضد المواطنين الفلسطينيين ومركباتهم وممتلكاتهم ومقدساتهم ومزروعاتهم خاصةً. وقالت إن الحكومة الإسرائيلية هي التي تخطط وتدعم وتمول الاستيطان والمستوطنات بصفتها قواعد إرهاب منظمة ومتقدمة ضد الفلسطينيين وتواصل توفير الحماية للمستوطنين الإرهابيين فلا تعتقلهم وإن اعتقلتهم سرعان ما تفرج عنهم بدون أي عقاب أو محاسبة.وتساءلت الوزارة في بيانها أنه إذا كان افيغدور ليبرمان وزير حرب الاحتلال يريد أن يبني الملاعب للفتية الفلسطينيين حتى لا يقوموا بإلقاء الحجارة فماذا هو فاعل للمستوطنين الإرهابيين الذين يواصلون عمليات إحراق المواطنين الفلسطينيين العزل ومنازلهم؟!واعتبر بيان الخارجية الذي وصل «القدس العربي» ان المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتحديد مطالب أكثر من أي وقت مضى بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وبشكل عاجل وعليه تحمل مسؤولياته في ملاحقة ومحاسبة المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين المتورطين في تلك الجرائم.وأتت حادثة دوماً بعد أن شيعت جماهير غفيرة في بلدة عناتا شمال شرق مدينة القدس المحتلة جثمان الشهيد أنور فلاح السلايمة (22 عاما) إلى مثواه الأخير في مقبرة البلدة في موكب جنائزي مهيب بعد احتجازه لمدة ستة أيام من قبل سلطات الاحتلال.وانطلق المشيعون خلال مراسم التشييع في مسيرة شعبية كبيرة رفعوا فيها الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد ورددوا هتافات وطنية قبل مواراته الثرى. واستشهد السلايمة بعد إطلاق الاحتلال الرصاص عليه في بلدة الرام شمال القدس بزعم تنفيذه عملية دهس لجنود الاحتلال وتسلمت عائلته جثمانه على مدخل البلدة.!!
فلسطين المحتله : مستوطنون يحرقون منزلاً جديداً للدوابشة في دوما!!
21.07.2016