أحدث الأخبار
الخميس 28 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47744
فلسطين المحتله : «خربة أم الخير» في مواجهة على مدار الساعة مع المستوطنين وجيش الاحتلال!!
14.10.2016

ما إن تدخل مدينة حلحول في اتجاه رأس الجورة وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، ومنها إلى مدينة يطا التي تطالب أن تتحول إلى محافظة مستقلة عن الخليل، كون تعدادها السكاني وصل إلى أكثر من مئة وعشرين ألف نسمة حتى تبدأ بمشاهدة بيوت مستوطنة كريات أربع الجاثمة على أراضي الفلسطينيين في قلب مدينة الخليل المحتلة.كريات أربع والأرض الفلسطينية المقامة عليها استولى عليها الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي لكن المستوطنة بنيت في العام 1984 وبدأت بالتوسع منذ ذلك الحين. وبدأ معها مسلسل الاعتداءات على الفلسطينيين من سكان الخليل والمناطق المحيطة بها من قبل المتطرفين الذين يعتبرون من غلاة المستوطنين.وفي الطريق إلى مدينة يطا وما جاورها لا بد أن يمر الشخص على مفترق بيت عينون الذي بات من أشهر مفترقات الطرق الفلسطينية واكثرها خطورة منذ انطلاقة الهبة الشعبية قبل أكثر من عام. كون هذا المفترق يشهد حركة نشطة لجيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه وشهد الكثير من عمليات الإعدام الميداني لشبان وأطفال فلسطينيين بحجة الطعن أو محاولة تنفيذ عمليات ضد الاحتلال.ورغم ما ارتكب من جرائم في بيت عينون على ايدي قوات الاحتلال ولا تزال مستمرة، إلا أن يطا معروفة على مستوى فلسطين بأكملها، بعنبها الأجود حتى في منطقة الخليل المشهورة بالعنب التي تنتج أكثر من أربعين صنفاً منه. وأشهر هذه الأنواع هو الذي يستمر إنتاجه حتى شهر فبراير/ شباط من كل عام عندما تكون الأنواع والكروم الأخرى قد أسقطت حتى أوراقها بفعل الثلوج التي تتساقط في تلك المنطقة.وعند الوصول إلى مدخل مدينة يطا يشاهد الزائر للمدينة المكعبات الإسمنتية التي تحتفظ بها قوات الاحتلال الإسرائيلي على طرفي الشارع وذلك لاستخدامها لإغلاق المدينة على أهلها بالكامل كما فعل قبل أشهر قليلة عندما نفذ شابان من المدينة عملية فدائية واستشهدا. وردا على العملية وتنفيذا لسياسة العقاب الجماعي حاصر جيش الاحتلال مئة وعشرين ألف فلسطيني لمدة أسبوع ونفذ عملية عسكرية واسعة في المدينة من هدم واعتقالات. وعلى حدود يطا لكن من جهة الصحراء الفلسطينية تقع خربة أم الخير وهي الخربة التي هدمت مرارا وأعيد بناؤها وهي لا تزال مهددة بالهدم، التي لجأ إليها المهجرون الفلسطينيون بعد النكبة 1948وتحديداً في العام 1949 قادمين من بئر السبع وتل عراد في صحراء النقب الفلسطيني واشتروا الأرض من أهالي يطا في عام 1964 أي إبان الحكم الأردني للضفة الغربية، مقابل مئة ناقة في ذلك الحين.في خيمة بسيطة التقت «القدس العربي» الشيخ شعيب من كبار السن في تجمع أم الخير البدوي وهو الذي يتحدث بصعوبة وخيمته ملاصقة للسياج الأمني لمستوطنة كرميئيل. وقال «لا يمكن أن نغادر هذا المكان وهذه الأرض المقدسة التي نعيش عليها. إنها حياة مفروضة علينا بسبب الاحتلال الإسرائيلي ونبحث دائماً عن أساليب ووسائل جديدة لنواصل الصمود».وعند مدخل المستوطنة يوجد مركز أقامه المستوطنون لاستقبال اليهود الأمريكيين والمتطرفين لتقديم الشرح لهم وإقناعهم بأن هذه أرض يهودية ويجب السكن فيها وطرد الفلسطينيين منها وهكذا يتم استقطاب المستوطنين الجدد بين الحين والآخر. وكما قال الحاج سليمان الهذالين لـ «القدس العربي» فإن عرب الجهالين تم ترحيلهم من بئر السبع والنقب إبان النكبة وهم نحو ثلاثين عشيرة بقي ثلثهم فقط في فلسطين والبقية توزعوا بين الأردن وسوريا والسعودية وغيرها من المناطق المحيطة بفلسطين. وبدأت معاناة أهالي أم الخير عندما بنيت المستوطنة في الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1980 وهم يعيشون في معركة متواصلة على مدار الساعة مع سكان المستوطنة وهم من غلاة المستوطنين والأكثر عنفا، وينغصون دوما حياة البدو الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين.واستذكر الحاج الهذالين أول تاريخ للهدم تعرضت له خربة أم الخير بقوله «هناك من يحتفل بعيد الحب في الرابع عشر من فبراير/ شباط من كل عام لكن هذا التاريخ بالتحديد في عام 2007 شهد أول هجوم على أم الخير وأهلها وتعرضت الخربة للهدم بالكامل. القضية بالنسبة لنا هي تطهير عرقي لكننا لن نخضع لنكبة ثانية ولن نرحل. هذه أرض عمر ووقف إسلامي من النهر إلى البحر».وتعرض منزله إلى الهدم ثلاث مرات كما هاجم المستوطنون خيمته وأنزلوا عنها الأعلام الفلسطينية لكنه كان في كل مرة يذهب إلى المدينة يشتري أعلاماً جديدة ويعيد رفعها على خيمته تأكيدا لهوية الأرض الفلسطينية والسكان والمكان. ويعتقد الهذالين أن لا الضعيف يبقى ضعيفاً ولا القوي يبقى قوياً ولا بد للاحتلال أن يزول.حياة البدو الفلسطينيين في خربة أم الخير تتلخص في الهدم والبناء فاليهود يهدمون والفلسطينيون يبنون من جديد حتى أن «الطابون» وهو الفرن الفلسطيني الطبيعي المحفور في الصخر الذي يستخدم لإعداد الخبز يحاربهم الاحتلال والمستوطنون فيه. وعقدت محكمة إسرائيلية لهذا الطابون الذي يبلغ عمره خمسين عاماً وقررت المحكمة أنه في حال أعادوا إشعال النار فيه واستخدامه فإن غرامة ذلك ستكون تسعين ألف دولار أمريكي.ورغم أن بلدية يطا تقدم العون لأهالي خربة أم الخير من حين لآخر وزارهم مرة رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إلا أنهم لا يطلبون شيئاً. وأكد الحاج الهذالين أن الطلب الوحيد من أهالي أم الخير لرئيس الوزراء كان أن يحافظوا على الأرض ويساعدوا الأهالي على الصمود في أرضهم في مواجهة الهجمة الاستيطانية والعسكرية الإسرائيلية التي يعانون منها على مدار الساعة.ويعيش اهالي أم الخير حياة بدائية بكل معنى الكلمة وبكل قساوتها. يعتاشون من الثروة الحيوانية ويسكنون الخيام ويدرس أطفالهم في مدرسة من الزينكو تبرع بها الاتحاد الأوروبي والقليل من الكهرباء من الطاقة الشمسية.المصدر: القدس العربي!!

1