انطلقت في وسط العاصمة التونسية فعاليات الأسبوع الثقافي الفلسطيني في تونس تحت شعار «من تونس إلى فلسطين المقاومة ثقافة» وتختتم اليوم 22 تشرين الثاني/اكتوبر بمشاركة فرق وجمعيات ومنظمات فلسطينية قدمت من لبنان بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل بينها نادي الأسير الفلسطيني، باليستا، الملتقى الدولي للشباب المناهض للامبريالية والحملة العالمية للعودة إلى فلسطين. وتتخلل التظاهرات ندوات فكرية وحفلات فنية بين العاصمة تونس ومدينة صفاقس، يؤمنها فنانون فلسطينيون ويعود ريعها لمرضى السرطان في المخيمات الفلسطينية في لبنان.في قلب الشارع الرئيسي الذي يحمل اسم الزعيم الحبيب بورقيبة انتصبت خيمة التراث الفلسطيني مع الأغاني والأهازيج الفلسطينية المحفورة في الذاكرة مثل «يا زريف الطول وقف لقلك» وسط اقبال كبير من المارين والعابرين الذين وقفوا لمشاهدة السلع واللوحات والأزياء والمصنوعات الحرفية التي تعبر عن الهوية الفلسطينية ولم ينسوا اقتناء «الكوفية» رمز الصمود والنضال.من هنا قبل أكثر من 35 عاما استقبل هذا البلد المحاربين والمقاتلين الفلسطينيين المنهكين بزيف الوعود ومعهم قيادة منظمة التحرير، فوجدوا تونس التي فتحت لهم أبوابها في استراحة محارب ينتظر الفرصة للعودة مجددا إلى ساحة الوغى، ولأن مقارعة المحتل تحمل ألوانا وأشكالا مختلفة، عسكرية ودبلوماسية وثقافية، فقد اختار القائمون على هذه الفعالية نصرة فلسطين وقضيتها العادلة عبر تذكير الشعوب بهوية فلسطين وسكانها وحضارتها. يقول حسام عرعر مدير مؤسسة «باليستا» وهي إحدى الجمعيات المشاركة أنه عندما تاهت البوصلة عن فلسطين فيما يسمى بـ «الربيع العربي»، عادت من تونس، فهي التي بقيت وفية لفلسطين والقضية. وأضاف : «أردنا من خلال المشاركة في هذا النشاط الأول ضمن مؤسسات جماعية ـ بعث رسالة للعالم بأن قضيتنا لا تزال حية. وقد دعانا اتحاد الشغل فلبينا الدعوة وجئنا بكل قدراتنا، بفنانينا وعازفينا وموسيقيينا وأدواتنا وموادنا التراثية لإداركنا لمحبة الشعب التونسي لفلسطين». وتابع: «من هذا المبدأ أردنا أن نعمم هذه الأفكار في كل الأقطار العربية بدءا من تونس وسنستمر وسننتقل إلى المغرب والجزائر وفرنسا». ومن أبرز الأسماء المشاركة الفنانة لارا زمزم، ومصطفى زمزم مغني الثورة مع «طالعلك يا عدوي طالع» لنعيد الأجواء الوطنية» على حد قول محدثنا. ليلى العياري التونسية الناشطة في مجال القضية الفلسطينية والسكرتيرة التنفيذية لمؤسسة «شدوا الرحال إلى القدس» واحدى الحاضرين قالت ان «الخيمة رائعة بما تعرضه من صناعات تقليدية وتراثية والأجمل ان ريعها سيعود إلى مستشفى السرطان في المخيمات الفلسطينية». وقالت أن «هناك حفلات وفرق دبكة ستشارك في مسرح الكوليزي خلال هذا الاسبوع». وأضافت ان فلسطين رغم كل ما أصاب المنطقة ما زالت هي البوصلة. لكنها أبدت عتبها على وسائل الإعلام التي لم تعد تولي فلسطين الأهمية التي تستحقها.وأكد ممثل الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين الدكتور عبد الملك سكرية على أهمية التراث والثقافة في المقاومة باعتبار أنهما يساهمان في تشكيل الوعي وهما العمود الفقري لأي حضارة، وأضاف:»هنا نفهم لماذا يستميت العدو الصهيوني ليجعل الحمص والفلافل إسرائيلية، لكي يمعن في التضليل بأنه دولة قديمة وعريقة. مئة عام من الصمود والتصدي والمقاومة يشارك فيها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بدأت تأتي أكلها حيث بدأت حركة المقاطعة العالمية تحاصر وتقلق الكيان الصهيوني وتسقط روايته الكاذبة والمضللة». واعتبر سكرية «أن قرار اليونسكو الذي ينفي أي علاقة لليهود بالأقصى هو إنجاز هام وتاريخي. وتبقى فلسطين القضية المركزية الأولى والأساس وتحرير أرضها فرض واجب على كل عربي ومسلم».وقال رائد عامر مدير العلاقات الخارجية في «نادي الأسير الفلسطيني» : «إن مشاركتنا كوفد فلسطيني جاءت ضمن جهودنا وجهود المؤسسات في تونس من أجل المزيد من التعاون لإبراز قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وبمشاركة مؤسسات سواء من داخل فلسطين أو خارجها». وأضاف إن هذه الأنشطة الثقافية والندوات والعروض الفنية، تبرز معاناة الشعب الفلسطيني وقضية الأسرى. وقال أنه دهش من إقبال الجمهور في اليوم الأول على خيمة التراث التي ستتواصل أربعة أيام في قلب شارع بورقيبة وسط العاصمة وأكد أن الهدف هو مد الجسور بين تونس وفلسطين.!!
تونس..تونس : أسبوع ثقافي فلسطيني: نبض القدس يسمع في تونس!!
23.10.2016