خلافًا للماضي غيرُ البعيد، بدأ صنّاع القرار في تل أبيب يُفكّرون بأنّ قواعد الاشتباك مع مقاتلي حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينيّة تغيّرت، بحيث أنّ الجانب الفلسطينيّ، على الرغم من عدم تكافؤ القوى، سيُحاول إنزال المفاجآت خلال الحرب القادمة، التي وفق جميع المؤشّرات والدلائل باتت مسألة وقت، لا أكثر.في هذا السياق، نقل موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ عن مصادر مطلعّة في تل أبيب قولها إنّه في الجيش الإسرائيليّ يُقدّرون اليوم أنّه في المُواجهة العسكريّة القادمة، ستُحاول حماس أنْ تُفاجئ قوات الجيش على خطّ الحدود لغزة عن طريق استخدام عدّة أنفاقٍ هجوميّةٍ، وأنّ أسرابًا كاملةً من قوات النخبة، مسلحين ببنادق، رشاشات وصواريخ مضادّة للدبابات سينقّضون على التجمعات ومواقع الجيش الإسرائيليّ، ومن غير المُستبعد بالمرّة أنْ يتسللوا لمدينة “سديروت” بهدف القتل، مثلما حاولوا أنْ يفعلوا في عملية 2014.وتابعت المصادر عينها قائلةً لمُحلل الشؤون العسكريّة، أمير بوحبوط، إنّ طبيعة تدريبات قوات النخبة في قطاع غزة التي يتّم التحدث عنها في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعيّة العربيّة لم تترك لنا مجالًا للشكّ، لافتةً إلى أنّ حماس ستنقل القتال في المعركة المقبلة للمناطق الإسرائيليّة، وستُحاول أنْ تتسلل للتجمعات لتنفيذ عمليات قتل. مُوضحةً أنّ الخطوة الأولى سيُحاولون تنفيذها بمفاجأةٍ كاملةٍ للجيش، الشرطة والوحدات المُدربّة.ولفتت المصادر أيضًا إلى أنّ التحقيقات التي أُجريت في جهاز الأمن بعد عملية الجرف الصامد ونطاق نوعية التدريبات لقوات النخبة في قطاع غزة جعلت الجيش الإسرائيليّ يستعّد من جديد، بهدف منع حماس من استخدام الأنفاق الموازية لخطّ الحدود.وكجزءٍ من الاستعدادات لمثل هذه الهجمات، قالت المصادر، تمّ شق طرق جديدة على طول الحاجز من أجل السماح لقوات الجيش للمطاردة بعد أنْ تتسلل القوات لساحة النقب الغربيّ، كما أنّه بجانب السياج المنتشر على طول حدود قطاع غزة، سيتم تعزيز آليات الرصد وكذلك تطوير عمل القوات المرتكزة هناك.بالإضافة إلى ذلك، حذّرت المصادر من أنّ حماس ليست خاملةً، وأنّ ما يُميّز هذه الفترة منذ العملية، هو مضاعفة المعرفة المهنيّة لدى قواتها. وقال ضابط رفيع المُستوى في قيادة المنطقة الجنوبيّة في الجيش الإسرائيليّ إنّ قادة حماس الكبار لم يتغيروا، بل أنّ خبرتهم ومعرفتهم تزايدت، وعندما يريدون جمع معلومات ينشرون طائرة مزودّة بكاميرا، يدخلون لشبكة الانترنت ويجمعون صور تم التقاطها في إسرائيل، أوْ يراقبون عبر كاميرات لها على الحدود. من ناحية، هم يُشغلون القوات بإبعاد فلسطينيين عن خط الحدود، ومن الجانب الآخر، هم مستعدون لمعركةٍ ضدّ إسرائيل.من ناحيته، يحرص الجيش على تغييرات في المنطقة الحدودية عن طريق بناء سدود ترابية محاذية للحدود، إقامة مواقف للدبابات والمراصد، وضع أسلاك شائكة عائقة وعقبات أخرى، ولكن حماس هي الأخرى تُحاول تحدّي الجيش الإسرائيليّ، إذْ أنّها قامت مؤخرًا بوضع غسالات قرب السياج الحدودي وكتل خرسانية تُشكّل حواجز هندسية لآليات الجيش الإسرائيليّ، قالت المصادر في تل أبيب، مُضيفةً أنّ حماس هي عدو بلا منطق. إنّها لا تُعول على انتصار، إنّها تُحاول تحقيق مفهوم المقاومة، بحسب المصادر.وأشارت أيضًا إلى أنّ حماس تدرك جيدًا أنّه في أيّ معركةٍ وجهًا لوجه، الجيش سيكون أقوى منها بكلّ الأحوال، ولذلك فإنّ التقدير الإسرائيليّ يؤكّد أنّ حماس تخطط لهجمة مُفاجأة ومُباغتة، ولكن الجيش بات مُستعدًا لدرء هذا الخطر، إذْ أنّ القوات في المنطقة ستكون بحاجةٍ لمواجهة قوات حماس التي ستخرج من النفق لعدة دقائق، حتى تصل التعزيزات.وكشفت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة النقاب عن أنّ التشديد المركزيّ في التعاون بين أجهزة الاستخبارات المُختلفة هو الاستمرار في العمليات الأمنية المشتركة لأحداثٍ حيّةٍ تتّم دون استخبارات سابقة، مُشدّدّةً على أنّه في إطار التدريبات التي أجريت وتجري يُركّز الجيش والشرطة على التعاون الفعليّ عن طريق استخدام وسائل تواصل مشفرة من أجل تحسين فرصة الرد السريع في المنطقة، كذلك، فإنّ مئات أفراد الشرطة المسلحين سيُشاركون في مهام إغلاق الطرق من أجل عرقلة وإحباط نوايا المهاجمين الذين يحاولون التسلل للعمق، وتحقيقًا هذا الهدف تمّ نشر قوات مستعدة ليلًا ونهارًا في منطقة النقب، على حدّ تعبيرها.يُشار في هذا السياق، إلى أنّه على الرغم من أنّ تقرير مُراقب الدولة الإسرائيليّة، الذي نُشر يوم الثلاثاء الماضي، وجّه انتقادات لإذاعة للمُستويين السياسيّ والأمنيّ حول الإخفاق في معالجة الأنفاق الهجوميّة، فإنّ المشكلة ما زالت قائمة، إذْ أنّه بحسب المصادر في تل أبيب، توقّف كلّ شيءٍ في غزّة، إلّا حفر الأنفاق، الذي يستمّر العمل فيه على مدار الساعة، وبدون توقفٍ بالمرّة!!
فلسطين :الأنفاق :الاحتلال يُقّر بتغيّر قواعد الاشتباك ويتوجّس من هجماتٍ عسكريّةٍ تُنفذّها حماس داخل العمق في المُواجهة القادمة!!
05.03.2017