أدانت شخصيات وفعاليات وأحزاب لبنانية، اليوم، الممارسات الإسرائيلية في القدس والأراضي الفلسطينية والمحتلة، واقتحام المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى.ورأت في بيانات متفرقة، أن اقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى برعاية الحكومة وحماية الجيش وقوات الأمن الإسرائيلية يشكل استفزازا صارخا لمشاعر العرب وأحرار العالم ويساهم في توسيع دائرة الصراع في المنطقة.وفي السياق، نظمت الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية مسيرة أعلام فلسطينية، في مدينة صيدا جنوب بيروت، تحت شعار “احمل علمك وتعال يا كل محبي فلسطين”، رفضا لمسيرة الأعلام الإسرائيلية التي ينفذها المستوطنون في القدس المحتلة، وتضامنا مع المرابطين في القدس والمسجد الأقصى.انطلقت المسيرة من ساحة الشهداء حيث جابت شارع رياض الصلح وصولا إلى ساحة النجمة، ورفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية، وهتفوا تأييدا للقدس والأقصى.من جهتها، استنكرت ندوة العمل الوطني في بيان، ما يحصل في فلسطين المحتلة بشكل عام والقدس بشكل خاص، وقالت “الندوة” في بيانها: “ما عادت تنفع اليوم، نداءات الشجب والتنديد؛ ولا تصلح، تاليا، بيانات الرفض والاتهام بمخالفة أبسط حقوق الإنسان؛ والحال على ما هو عليه من اعتداءات صهيونية في رحاب الأقصى الطاهرة”.أضافت “صار الوضع يتطلب منهجا مختلفا، من الحزم الوطني العروبي، لا يقوم سوى على مواجهة الاعتداءات بالقوة الصارمة، المستندة إلى الحق الطبيعي في الأرض والإنسانية. يبقى أن أمور هذه المواجهة بالقوة الصارمة المحقة لن تستقم من دون دعم عروبي مباشر”.وقالت: “على العرب الفعليين الصادقين والمخلصين، بقضية فلسطين ومركزيتها العربية، إعادة نظر جذريا في منهج تعاملهم في دفاعهم عن الحق الفلسطيني، ورسم أساليب مواجهتهم للغصب الصهيوني. ليصير الأمر، كل الأمر، بالعودة السليمة إلى المنطق الذي أقرته القمة العربية في الرباط سنة 1974، بحضور قادة الأمة، وقد أكدت أن قضية فلسطين هي قلب قضايا القومية العربية، وأن أي إجحاف بالحق الفلسطيني هو إجحاف بحق جميع دول الجامعة العربية، وأنه لا بد من الدفاع العربي المشترك عن الكيان الفلسطيني في حال الاعتداء عليه”.وختمت “الندوة” بيانها: “إن الكيان الفلسطيني يتعرض لجميع أنواع الاعتداءات وأقصاها؛ ولا بد من مواجهة جماعية عربية لهذا الاعتداء، وإلا صار الوجود العربي برمته خاضعا للاعتداء وراضيا بالذل وقانعا بالهزيمة”.بدوره، استنكر النائب في البرلمان اللبناني وليد البعريني اقتحام المسجد الأقصى. وقال في بيان: “رغم كل الوجع الذي نعيشه في لبنان من أزمات اقتصادية وسياسية إلا أن ذلك لن ينسينا القضية الأم، القضية الفلسطينية. ندين وبشدة اقتحام المسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين والاحتلال الإسرائيلي، ونطالب بضرورة اتخاذ موقف عربي جدي لوقف هذه الانتهاكات الجائرة”.كما استنكر النائب علي عسيران، في بيان اليوم “اقتحام العدو الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى”، واعتبره “تحديا للمشاعر ولن يمر بهذه السهولة”، داعيا الأمم المتحدة إلى “اتخاذ قرارات حاسمة وحازمة لجعل هذه المقدسات تحت رعاية أممية لوقف الغطرسة الإسرائيلية”.وقال: “إنه تحد لمشاعر العرب لما يعنيه المسجد الأقصى وكنيسة القيامة من قيمة وجدانية ودينية، فالمسجد الأقصى هو عنوان كرامة المسلمين وله خصوصيات لدى مختلف الأديان، والعدوان عليه واقتحامه من جيش العدو والمستوطنين الصهاينة، عدوان على جميع الشعوب العربية والإسلامية، وما يرتكبه العدو بحق المسجد الأقصى إنما يهدد الأمن والسلام العالميين ويعتبر حلقة من حلقات استمرار إسرائيل في عدوانها على المقدسات والقيم الإسلامية والمسيحية”.ورأت الجماعة الإسلامية في لبنان أن “الدعوات إلى ما يسمى بمسيرة الأعلام والتي تنوي مجموعات متطرفة من قطعان المستوطنين الصهاينة تنفيذها بالقدس الشريف برعاية وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي محاولة مكشوفة لطمس تاريخ المدينة وتغيير حقيقة أنها عاصمة فلسطين، فضلا عن كونها خطوة على طريق هدم المسجد الأقصى المبارك من خلال تدنيسه وتقسيمه زمانيا ومكانيا لتكريس واقع الاحتلال على المدينة المقدسة وإنشاء الهيكل المزعوم”.وإذ حذرت من “هذه الممارسات المتغطرسة التي وجدت في أجواء التطبيع الأخيرة مظلة لفرض واقع جديد في القدس”، أعلنت أنها “تشد على أيدي أهلنا في فلسطين، لا سيما في القدس والمناطق القريبة منها والمحيطة بها، للوقوف صفا مرصوصا لإفشال هذه المسيرة والحفاظ على الحق العربي الإسلامي”، وأكدت “وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة لصد أي عدوان صهيوني جديد على القدس وأهلها أو على المقدسات، ونضع إمكاناتنا المتاحة في تصرفهم”.ودعت “أبناءنا وأهلنا وشباب أمتنا إلى أوسع حملة تضامن مع أهلنا في فلسطين، فهذا أقل الواجب، والتعبير عن دعمنا لهم بالوسائل والطرق التي تشد من عزيمتهم وتؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة”.وتلبية للنداء الذي أطلقته الفصائل والقوى الفلسطينية، دعت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في لبنان، وهي إطار يضم الفصائل الفلسطينية المنضوية ضمن منظمة التحرير الفلسطينية وخارجها، اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، للمشاركة مساء اليوم الأحد في مسيرات دعم وإسناد لأهالي فلسطين المحتلة والمسجد الأقصى، بالتوازي مع “مسيرة الأعلام” التي ينوي المستوطنون إقامتها في القدس المحتلّة.وجاء في بيان الدعوة الذي عممته الهيئة خلال الساعات الماضية “دعماً لشعبنا الفلسطيني في فلسطين المحتلة الذي يقاوم الاحتلال الصهيوني ويتصدى لكل مشاريعه التصفوية والتهويدية وخاصة في مدينة القدس والمسجد الأقصى، واستنكارا لما يسمى “مسيرة الأعلام” التي تنوي حكومة الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين تنظيمها في القدس اليوم، تقرر هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، تنظيم مسيرات جماهيرية في المخيمات الفلسطينية”.ودعت الهيئة، إلى رفع الأعلام الفلسطينية، ويافطات تحمل شعارات تؤكد على وحدة الشعب الفلسطيني والتكامل بين الداخل المحتل وخارجه، في النضال والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني.
لبنان: إدانة رسمية وشعبية واسعة لاقتحام المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى!!
29.05.2022