يتوقع أن تبدأ قوات الاحتلال بتوسيع رقعة الهجوم البري على مدينة رفح، ليصل إلى مناطق الغرب، بعد استهدافها ما تبقى من مخيمات النزوح العشوائية، والتي أوقعت خلالها مجزرة كبيرة، راح ضحيتها عشرات المواطنين، غالبيتهم من الأطفال، فيما لا تزال توسع رقعة توغلاتها البرية في مخيم جباليا شمالا.ولا تزال آثار المجزرة البشعة التي اقترفتها قوات الاحتلال بحق النازحين غرب مدينة رفح قائمة، بعدما قصف الطيران الحربي مركز تجمع من الخيام غرب المدينة، بأكثر من 8 صواريخ.ومع جلاء الليل تبين حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمنطقة، جراء استهداف قوات الاحتلال لتلك المنطقة التي تؤوي عددا كبيرا من النازحين، الذين فضلوا البقاء في المنطقة، لعدم تلقيهم بلاغات عسكرية كمناطق شرق ووسط رفح بالإخلاء القسري، حيث تعتبر منطقة الاستهداف من المناطق الآمنة.مع جلاء الليل تبين حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمنطقة، جراء استهداف قوات الاحتلال لتلك المنطقة التي تؤوي عددا كبيرا من النازحينوفي تلك المنطقة امتزجت الدماء بقطع الخيام البلاستيكية، التي كانت تؤوي تلك الأسر قبل المجزرة، وتناثرت بعض أشلاء الضحايا في المكان، فيما تركت الصواريخ حفرا كبيرة في الأرض، كما ظلت النيران مشتعلة في المكان حتى صبيحة اليوم الثاني.وفي مشفى الكويت، وهو الوحيد الذي يعمل في مدينة رفح، وضع المصابون على أسرة العلاج وفي الطرقات، لعدم كفاية المكان لاستيعاب هذا العدد الكبير من المصابين، وكان من بين المشاهد المؤلمة، أم مصابة بجروح غائرة في اليد اليمنى ومناطق أخرى من جسدها، وهي تحضن طفلها الذي لا يتجاوز عمره العامين، خلال قيام الفريق الطبي بإجراء غيار على جرح له في الرأس.وقالت أم محمد وهي سيدة تقطن وأسرتها في منطقة الاستهداف، وتعرضت للإصابة وهي تروي ما حدث “لقينا الدنيا انقلبت صواريخ نزلت علينا وانفجارات كبيرة، خلت (جعلت) الكل يخاف، وبعدين اشتعلت النار في الخيام، والكل صار يدور (يبحث) على أولاده الصغار ويهرب”، ولم تكن تلك السيدة التي تحدثت لـ “القدس العربي” تتمالك نفسها وبكت بحرقة حين استذكرت لحظات القصف الأولى، لافتة إلى أنها اعتقدت أنها ومن معها سيموتون، وقد أشارت إلى أن الغارة أدت لاستشهاد جيران لها في مخيم النزوح، تعرفت عليهم خلال الحرب.وقال شاب نجا من المجزرة وخرج بإصابة في القدم “فجأة نزلت علينا الصواريخ، وحسبت فجأة رجلي راحت”.وفي المشفى صرخ رجل مسن وبكى بحرقة حين أبلغ بخبر استشهاد حفيده وقال “حسبي الله عمره بس ثلاث سنين”.وقال الشاب حسام صالح الذي يقطن على مقربة من المكان وتحديدا في الحي السعودي لـ “القدس العربي”، إن صوت الانفجار الناجم عن تلك الغارات الجوية، هز المنطقة بعنف، وإن الجميع من سكان المنطقة، ظن أن جيش الاحتلال بدأ بتنفيذ أحزمة نارية، مع بدء التوغل البري غرب رفح، لافتا إلى أن أسرته باتت تفكر جديا في ترك المنطقة والنزوح إلى مناطق أخرى.
وأكد أن الجميع في المنطقة بعد أن أدرك بعد وقت قصير مكان الاستهداف بدأ بالصراخ، بعد تيقنهم أن الغارة استهدفت النازحين في الخيام، وقال إن بعض السكان بكوا بحرقة حتى إن أحدهم أغشي عليه من شدة الصدمة.وكان هذا الشاب قد توجه كغيره من الجيران إلى منقطة الاستهداف، وساعد في انتشال الضحايا، وقال إن المشاهد المؤلمة التي شاهدها لم يسبق وأن مرت عليه من أول الحرب، وقال إنه جرى انتشال ضحايا وقد تفحمت أجسادهم من الحريق، وإن بعضهم أطفال كانوا مبتوري الأعضاء أو قطعت رؤوسهم، لافتا إلى أنه وغيره الكثير ممن حضروا للمساعدة انتشلوا جثامين من داخل الخيام المحترقة بصعوبة بالغة، مؤكدا أن من بين الضحايا من مات حرقا داخل خيمة النزوح.هذا وقد عمل من تبقى من سكان المنطقة من النازحين على لملمة جراحهم، وما تبقى لهم من أغراض، وأخلوا المنطقة إلى مناطق أخرى غرب خان يونس، وكان من بينهم عوائل من تلك التي فقدت بعضا من أفرادها في المجزرة، حيث اضطرت للنزوح بعد إتمام عملية الدفن، حسب ما أكدت مصادر محلية من هناك.
إلى ذلك فقد تواصل الهجوم البري العنيف على شرق ووسط مدينة رفح، حيث استهدفت قوات الاحتلال بالطيران الحربي العديد من الأحياء السكنية، ودمرت خلال الغارات والقصف المدفعي أيضا العديد من المنازل.وكانت قوات الاحتلال وصلت إلى منطقة قريبة من المشفى الميداني الاماراتي وسط مدينة رفح، فيما تجاوزت منطقة وسط المدينة من ناحية الحدود مع مصر، بوصولها إلى بوابة صلاح الدين بعد التوغل في حي البرازيل.هذا وقد سقط أربعة شهداء وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال لمنزل غرب مدينة رفح، يقع قرب مفترق بدر.وفي شمال قطاع غزة استمر الهجوم البري الإسرائيلي ضد مخيم جباليا للاجئين، حيث وسعت قوات الاحتلال من عملياتها العسكرية، واستهدفت منازل جديدة تقع على مقربة من وسط المخيم، كما قامت بنسف مربعات سكنية في جباليا وفي بلدة بيت لاهيا المجاورة.ودفعت تلك الهجمات الجديدة التي وقع بعضها على مقربة من مراكز النزوح، إلى مغادرة الكثير من المواطنين المخيم والتوجه إلى مدينة غزة.إلى ذلك فقد واصلت المدفعية الإسرائيلية عمليات القصف المدفعي لأحياء كثيرة في المخيم، كما نسفت قوات الاحتلال مربعات سكنية جديدة، في إطار خطة التدمير الشاملة وإيقاع الخسائر في صفوف المواطنين.وحسب مصادر محلية فإن الغارات هذه اشتدت بعد إعلان المقاومة الفلسطينية عن تمكنها من قتل جنود إسرائيليين بينهم ضابط كبير، ونشرها فيديوهات توثق استهداف آليات وجنود الاحتلال، خلال تصديها لعمليات التوغل.وفي مدينة غزة سقط خمسة من الشهداء بينهم طفلة، وعدد آخر من الجرحى في قصف إسرائيلي على منزل لعائلة البطران في منطقة الزرقا شمال المدينة.كما أطلقت طائرات الاحتلال المروحية النيران من أسلحة رشاشة ثقيلة تجاه المناطق الجنوبية لمدينة غزة، وتحديدا حي تل الهوا والشيخ عجلين.إلى ذلك فقد واصلت قوات الاحتلال عمليات القصف العنيف لوسط قطاع غزة، وأطلقت مدفعية الاحتلال العديد من القذائف على مناطق غرب مخيم النصيرات، وأخرى على الحدود الشمالية للمخيم، وعلى الحدود الشرقية لمخيم البريج.وعلى غرار المجزرة التي اقترفتها قوات الاحتلال في مدينة رفح، سقط عدد من الشهداء بقصف مسيرة إسرائيلية تجمعا للمواطنين قرب السوق الجديد في مخيم النصيرات، التي يقيم فيه عدد كبير من النازحين، في خيام نصبت هناك.وحسب شهود عيان، فإن طائرة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة شارع الزهور بمخيم النصيرات، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين، وذلك قبل أن تقوم بقصف محيط مركز إيواء نازحين تابع لـ “الأونروا” في شارع صلاح الدين شرق دير البلح، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين.واستهدف الطيران الحربي منزلا في منطقة شارع العشرين في مخيم النصيرات.وعلى الأرض، توغلت بشكل محدود عدد من آليات الاحتلال شرق مخيم المغازي وسط إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف.وليل السبت سقط نحو ستة شهداء والعديد من الجرحى في قصف جوي عنيف استهدف منزلا يقع شمال مخيم النصيرات، حيث أدت الغارة إلى إحداث دمار كبير في محيط المنزل المستهدف.وردا على هجمات جيش الاحتلال، تبنت فصائل المقاومة تنفيذ العديد من العمليات المسلحة، ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة، وأكدت إيقاع الخسائر في صفوف تلك القوات.وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، استهدف دبابة “مركفاه 4” بقذيفة “الياسين 105” في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، كما أعلنت عن استهداف قوات الاحتلال المتوغلة في حي القصاصيب بمخيم جباليا بقذائف الهاون من العيار الثقيل.وقالت أيضا إن ناشطيها تمكنوا من استهداف 5 دبابات وجرافتين عسكريتين وناقلة جند بقذائف “الياسين 105″ و”تاندوم” وعبوات “شواظ” في منطقة “بلوك 2” وشارع الداخلية بمخيم جباليا.كما أعلنت استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور “نتساريم” بصواريخ “رجوم” قصيرة المدى من عيار 114 ملم، كما أعلنت بالاشتراك مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن دك تحشد لقوات الاحتلال شمال معسكر جباليا بقذائف الهاون.وأعلنت سرايا القدس استهدافها آليةً عسكريةً إسرائيليةً بقذيفة “RPG”، شرقي بوابة صلاح الدين بمدينة رفح.وقالت كتائب شهداء الأقصى إنها استهدفت ناقلة جند إسرائيليةً، بقذيفة “RPG”، في محيط مسجد الخلفاء الراشدين في مخيم جباليا، محققةً إصابةً مباشرةً فيها، وإنها خاضت اشتباكات ضارية، بالأسلحة الرشاشة، مع الجنود الإسرائيليين هناك.
رفح تلملم جراح مجزرة النازحين.. جثث بلا رؤوس وأشلاء ودماء الضحايا التصقت بالخيام!!
27.05.2024