تغييرات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على مراكز القوى"الغامضة"، نقاهة سياسية متجددة بدلالات الجدل والتناقض، توصيفٌ غامض لديمومة الثقة والبيعة. إقالة وزير وترقية غفير، وتنصيب مستشار"غريق" بدل قائد "فريق" ، بروتوكول ينعش دوريا، نظاما دوغمائيا ، ما تأخر يوما في دق البراغي، في نعوش شهداء ، عاهدوا فأفوا وكفوا، وقضوا رجالا أشداء، واقفين، فلم يشهدوا حصاد الخلفاء، والورثة الراشدين، من تقويض المؤسسات، والاستحقاقات السياسية الناصعة، بشرعية ثورية، أدارت لها غالبية الشعب الظهر، في حضرة سُحنات ترى فيها تكريسا مستمرا لمقومات العفن، وإطلاق يد سلطة الأفن، في تسير الاقتصاد، والقضاء، والتربية، والأوقاف الدينية، والدنيوية.
التفاف صارخ على هيبة قيم الجمهورية، وليّ كلّ ذراع امتدت للنيل من مافيا الفساد، واستنزاف ثمار مدائن السهول الشهية، والآبار النفطية.
الرئيس بوتفليقة ومحيطه، يستشرفون باستعراضات التعديل والتأهيل"المشبوهة"، مزيدا من التنويم، ومشاكسة الغموض بالتعتيم، في سياق دورات فنون الدجل والتنجيم، طالما أن منطق اللعبة، داخليا وحتى إقليميا ، ودوليا موكّل بالهذيان طورا، وباستجداء صكوك الغفران أطوارا.
الجزائر على خطى "الغموض" العابر للقارات، ومن استأثروا بالثروات، واغترفوا من صرف البنوك، وحبس عطايا المقدّرات والخيرات، يتنفّذون في تأصيل الميوعة، وهم ينعون اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أمنا واستقرارا، وسيادة ألجمتها هيمنة السادة الصّادين عن عرى تطلعات مسارات الحرية والديمقراطية ورايات المدنية.
الجزائر في مزاد تحالفات، ومساومات، وصفقات، تُعتق رقابا، وتَبرأُ من ذمم، ذنبها التوازنات، وإكراهات نووي إيران، ونفايات برّ لبنان
حضور قوي، لبهارات تخطيط مسمومة، في لحظات عاتية، من الحيرة والترقّب، واللهفة، دون ذكر لشعب عزل نفسه، واختار صمت الطاعة ، وغلبته آيات خصوصية الحكم الراشد، فاستبدت به ملاحم الثورة، ووطنية زعامة آل البيت "البوتفليقي"، الشرفاء، ورغم ذلك يدندن، في إذاعات أرصفته، منافذ كبته، وانفتاحه، بالرّحيل عن المضارب، ويدين بالغالي، والنفيس لأقدام ميسي، ورونالدو، ونزاهة بلاتير...
بالغموض ينتظر خلف بن بولعيد ، وبلمهيدي، و حسيبة، ومالك بن نبي، خلاص وطن كئيب، وبه أيضا ينظرون إلى خاتمة رئيس طيّب الخواطر، وحفظ السرائر، وعفا عن الكبائر. سكرة من ينقب ويقلب ويلقب ولا يهتدي إلا إلى مستقبل زاهر من "الغموض"!!
