أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
أحمد الحرباوي يروي حكاية حب فلسطينية من طرف واحد!!
بقلم : الديار ... 30.10.2014

رواية "الحب يموت في كانون.. حيا" تعتمد على مونولوج داخلي لا يتعدى كونه تيارا شعوريا يرسم الأجواء التي عاشتها البطلة.
عمان- (الأردن)- رواية “الحب يموت في كانون حيا!” هي باكورة أعمال الكاتب الفلسطيني أحمد الحرباوي، الصادرة عن “دار فضاءات للنشر”، في عمّان. وهي رواية قصيرة مكثفة ذات حدث واحد تروي تفاصيله بطلتها ندى، الطالبة الجامعية التي تدرس الآثار في جامعة الخليل في البداية، ثم الموظفة في دائرة الآثار بالخليل.
يقوم الحدث الرئيسي في الرواية على حكاية حب من طرف واحد، هو ندى نفسها في سرد استذكاري تفضي فيه بأسرار علاقتها وحبها لوائل، الذي يحمل شهادة الماجستير في الآثار من إسبانيا، ويعمل مديرا لدائرة الآثار في الخليل. وقد تعرفت إليه وشغفت به خلال مشاركتها قبيل التخرج، في دورة تدريبية يشرف عليها، لكنها لم تطمئن في البداية إلى حقيقة مشاعرها تجاهه، رغم أنه تظاهر بالتجاوب معها، وتعترف بأنها أعجبت بتمرده وجرأته، وأسلوبه اللطيف في التنديد بثقافة العيب، التي تسود مجتمع مدينة الخليل.
وتشاء الظروف أن تتعمّق علاقة ندى بوائل حينما يرافقان وفدا سياحيا أوروبيا في رحلة إلى شمال فلسطين، ويتبادلان الحديث عن الحب، لكن وائلا يظل مراوغا، وغير صادق معها، يخفي أسراره عنها إلى أن تكتشف أنه متزوج من امرأة إسبانية من أصل عربي، وله منها طفل عمره سبع سنين، فتتخلى عنه وعن ذكراه بعد أن رأته آخر مرة في حفل تكريم برام الله دعيت إليه لتكريمها على كتاب نشرته، وكان وائل نفسه من بين الأشخاص المكرّمين على كتاب حول الآثار أيضا، وقد أحضر معه للحفل زوجته وابنه.
الجانب الاجتماعي والعاطفي في الرواية يرافقه منحى سياسي، كتحصيل حاصل لحدث يجري في بلد محتل، واحتكاك شخصيات الرواية بسلطة الاحتلال، من قبيل تعرض بطلة الرواية إلى الرشق بالحجارة وكسر كاميرتها على يد بعض المتطرفين اليهود خلال قيامها برحلة تدريبية في أطلال “تلّ رْميدَة”، وهو كنز أثري يمتد تاريخه إلى آلاف السنين، وقد عمدت سلطة الاحتلال إلى إجراء حفريات فيه بحثا عمّا يثبت أنه أثر عبري وليس كنعانيا، ولا عربيا.
وكذلك اعتقالها وإجراء تحقيق قاس معها ومصادرة هاتفها النقال إثر تصويرها بعض الاحتجاجات في بلدة “لفتا” التابعة للقدس، وقيامها بإزالة علم إسرائيلي رفعه المستوطنون فوق إحدى البيوت. وتتعرض خلال التحقيق إلى التهديد ومحاولة إرغامها على التعاون مع الاحتلال مقابل المال، لكنها ترفض الخيانة، وفي الأخير يطلق سراحها.
تهيمن الرؤية الأنثوية للعالم المسرود على الرواية كون بطلتها وساردتها في آن واحد امرأة تُخضع جميع المواقف لوجهة نظرها، ويأتي بوحها محملا بمشاعر الأنثى ووعيها ورغباتها وإحباطاتها وأسلوبها، فالقارئ لا يتعرف على الشخصيات الأخرى ولا يقرأ الوقائع والصراعات، ولا الحوارات إلاّ من خلال تصوراتها وانطباعاتها.

1