أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
أيام الزهللة لهدية حسين رواية عن عشق النساء في مدينة منسية !!
بقلم : الديار ... 31.12.2014

الكاتبة العراقية ترصد يوميات مدينة منسية ديدنها بساطة العيش وحب الحياة.
بيروت - عن “المؤسسة العربية للدراسات والنشر”، في بيروت، صدرت للكاتبة العراقية هدية حسين، المقيمة في كندا، رواية بعنوان “أيام الزهللة”، ترصد فيها الكاتبة يوميات مدينة منسية ديدنها بساطة العيش وحب الحياة وعشق النساء. غلاف الرواية للفنانة العراقية زينب فيضي ومن تصميم ديموبرس، تقع الرواية في 212 صفحة من القطع المتوسط.
رواية “أيام الزهللة”، هي الرواية العاشرة في سلسلة روايات الكاتبة هدية حسين، ومنها “بنت الخان” و”ما بعد الحب” و”زجاج الوقت” و”مطر الله” و”أن تخاف” و”ريام وكفى” ولها أيضا سبع مجموعات قصصية وكتاب في النقد.
الرواية تطرح عديد الأسئلة، ما الذي طفا على سطحها لينقلب مزاجها من الهدوء إلى الصخب ومن البساطة إلى التعقيد، ومن الوضوح إلى الإبهام، ومن الأمان إلى الخوف؟ كيف تداعت حياتها وتحوّلت إلى كوابيس، أية أصابع عبثت بأمنها، وأيّ سحر أسود نفذ إلى أعماقها فأحال لياليها إلى قلق؟ أين اختفت راقصة المدينة؟ ولماذا قُتلت “السيدة”؟ ومن اغتصب البنت العمياء؟ وماذا حلّ بالغجري العاشق؟
وهي رواية متعددة الأصوات، فيها الفنان والراقصة، والمفوّض الذي يمثل السلطة، والشرطي التابع الذليل، والزاهد في عالمه الجواني وتجلياته المشكوك بها، والرجل المسن الباحث عن شابة تعيد له فحولته، والفقير المعدم الذي حين يختل عالم المدينة يصعد ويسطع نجمه. وثمة أصوات أخرى مكمّلة لنسق السرد.
من أجواء الرواية نقرأ: «عند الصباح الباكر طرقت بدرية سلمان باب المختار، بدت أكثر شيخوخة، كما لو أنها عبرت عشر سنوات في أسبوعين قضتهما في العاصمة بحثا عن ابنها سعيد، كانت شفتاها يابستين، وبشرتها مصفرة، وعيناها متورمتين كأنها لم تنم منذ دهر. طرقت كثيرا (…) لكن الشابة النعسانة قالت لها: أهلا خالة، عندها أدركت بدرية سلمان أنها رأت هذه المرأة الصغيرة من قبل، لكنها في اشتباكات عذاباتها لا تتذكرها تماما، ليس هذا مهمّا، وليس هذا ما جاءت لأجله، ولذلك سألتها: المختار موجود؟
جاء الجواب متهكما: ألم تجدي وقتا آخر للمجيء يا خالة؟ الساعة الآن هي السابعة، وزوجي المختار نائم، يمكنك العودة بعد ساعتين. وأغلقت الباب، ثم أحكمت المزلاج.
شعرت بدرية سلمان بانكسار وخيبة أمام باب المختار الموصود، تكسّرت العبرات في صدرها، لكنها لم تعد إلى بيتها، ظلت جالسة لما يقارب الساعتين، يسلم عليها من يعرفها ومن لا يعرفها، ويتوقف القليل من الذاهبين إلى عملهم، ماشين أو دافعين عرباتهم، ليسألوها عن ابنها، فتعيد الحكاية ببعض الإضافات التي كانت قد نسيتها، لا تمنع دموعها من الجريان، تختتم كلامها دائما: هل تصدّقون أن “سعيد” يمكن أن يقتل السيدة؟ إنه مثل نملة لا تُسمع خطواته، ومثل بياض الحليب في سريرته».

1