أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
بقلمي أرسم أفقا ما بين خيال وواقع!!
بقلم : رانية وهاب ... 14.04.2021

بقلمي أرسم أفقا ما بين خيال وواقع، لأعيش الواقع كما ينبغي لي، وأحلّق في الأفق كما ينبغي له، أركب السحاب وألتحف النور والألق وأحيا مع النجوم... أقتبس التماعها... أرقص على نغم الحروف... على بساط العبارة.
بقلمي سأعلن ثورة على زمنٍ غريبٍ عجيب... لا يرحم ولا يلين... زمن تحول فيه النقيض إلى النقيض... والرّجل إلى امرأة... زمنٍ انقلبت فيه الأمور رأساً على عقب ... زمنٍ آثرت فيه العزلة والانعزال أطلب الصّمت والهدوء ... حفاظاً على العزة التي نرفع بها رؤوسنا... سأعتكف فيه تحت شجرة أفضي إليها وتفضي إلي... أسامر النّجوم وأغازل القمر... أصغي إلى شدو العصافير... لأحلق بفكري في عالمٍ آخر غير عالمنا الماديّ المشين... سأسبح في ذلك الفضاء متأملة بفاطر السّماء والأرض ... لتستظلّ تلك الكلمات بكلّ حروفها في ظلال زمن آخر، تسطع فيه شمسك، تغدو وتروح منك وإليك، وتهجر ظلّ الحجر ٍوالبشر... هناك أفق سأتلو خبره في طيات وميض من خلل الرحلة.... بقلمي الشّجيّ أحدّثك عن زمن تتمطّى في الغربة والوحشة... تتقابل فيه قسوة البشر ولين الصّخر... يعتلج فيه الحبٍّ والعداء فينهزم الحبّ مستسلما للفناء... تغلب سطوة الجاهل وينكسر العارف... مَن رفع القلوب السّوداء التي تأجج البعاد... فلا تعرف الغفران ولا تمرّر الزّلل... وتأوي إلى كنف الجفوة معلنةً النكران؟! يا زمنًا تتلاشى فيه القيم وتتهافت فيه مبادىء راقية... وتحتضر الرّحمة... فيغدو كلّ شيء أثرا بعد عين... إنّه الخواء... وفجأة نقف باكين على الأطلال... وقد أقفرت الديار... نندب الضمير... فيا عجبا لحال إنسان غدا شبحا بلا ضمير... إنّه الضياع... بأمّ عيني أشهد الضياع... وها أنا ذا أقف على الأطلال...
أيكون هذا زمن الصعاليك الهابط ؟!
بقلمي سأكمل المشوار لينجلي الضباب وتزول الغمّة... بقلمي أجامل حزني وأضحك عندما يجتاحني حزن ... لم لا ؟ قد يكبر الحزن في زمن الضياع الذي لا حدّ له... هنا تتجلّى صورة أمي... فأعلن عن شوقي واشتياقي وحنيني العظيم لك يا أمي... عن قلبي الذي انفطر وعبراتي الساخنة التي ما زلت أقضي معهما ليالي الطّوال بفقدك المرّ... عن حلم وأمنية تراوداني في ذلك الليل... حلم يأخذني لصباح ورديّ تنثره الورود والرّياحين ...لأصدح بعدلٍ ساد... وحقّ خيم في دنيانا العابرة... برحمة وإنسانية من أبناء جلدتنا... بقسوة الصخر لأنّه صخر ولين البشر... بسطوة العارف ... وانكسار الجاهل... بزمنٍ تعلو فيه الأخلاق والقيم ... بقلم يصدح بالحقّ لأنّه الحقّ دون وجل ورياء ونقاق.... يصدح بذكريات تترك فينا بصمة وحبّاً منساباً كماء المزن وقلباً يحتوينا كلّما طرق الأسى أبوابه... بحبّ ينير الوجه بضوء وهّاج... يأبى النسيان ويستوطن النّفس ولا يغيب... لا يعرف تاريخا للانتهاء... وإذا برنة الهاتف توقظني من ذلك الحلم... يناديني صوت خفي قائلاً: العدالة لا تكون إلا عند ربّ السّماء... سأكتب بلا توقف... سأجمع المتناقض بالمتناقض... وأحلم بعالم آخر...

1