بينما يستعد الجيش التركي لدخول عملية «غصن الزيتون» مرحلة جديدة مع بدء المعارك في أول منطقة مدنية مأهولة بالسكان في عفرين، وذلك من خلال إعداد فرق من القوات الخاصة المُدربة على خوض حرب المدن وتجنب وقوع أقل قدر ممكن من الخسائر في صفوف الجيش والمدنيين، يعيش سكان ولايتي هاتاي وكليس التركيتين على الحدود السورية جحيم تواصل سقوط الصواريخ والقذائف العشوائية على منازلهم وشوارعهم رغم دخول عملية «غصن الزيتون» يومها الثالث عشر وفشلها حتى الآن في وقف تحقيق أبرز أهدافها المتمثلة في شل قدرة الوحدات الكردية على ضرب المدن الحدودية التركية بالصواريخ.ميدانياً سيطرت فصائل الجيش السوري الحر بدعم من الجيش التركي، أمس، على قمة جبل قورنة، وبلدة «باك أوباسيه» في ناحية بلبل شمالي عفرين في ريف حلب الشمالي، بعد مواجهات عنيفة مع قوات وحدات الحماية الكردية، ضمن عملية غصن الزيتون التي كانت قد أطلقتها أنقرة قبل 13 يوماً، وأجبرت خلالها الميليشيات الكردية على التراجع من 24 نقطة، من بينها 19 قرية و5 تلال استراتيجية في محيط منطقة عفرين.وقصفت المدفعية التركية مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في مناطق عدة بريف عفرين، وشمل القصف مناطق راجو وجندريس، مترافقاً مع عشرات الغارات التي شنتها المقاتلات التركية على جبل دار ميك المطل على منطقة راجو شمال غربي عفرين، حيث كثف الطيران التركي من قصفه على الجبل الاستراتيجي بسبب ارتفاعه واشرافه على مناطق في ريف عفرين، مستهدفاً التحصينات والمواقع التي تتمركز فيها حدات الحماية الكردية، واتى ذلك عقب فرض القوات المهاجمة سيطرتها على بلدة الحانة والخليل غربي مدينة عفرين، وبلدة «صاتي شاغي» المحاذية لتلة السيرياتيل، بعد معارك طويلة مع الوحدات الكردية.فيما تحاول القوات التركية انطلاقاً من جبل برصايا الاستراتيجي الواقع في محور مدينة أعزاز والذي يرصد مساحات واسعة من بلدات وقرى عفرين، من الانطلاق باتجاه قرى جديدة، عقب تمكن القوات المهاجمة من السيطرة عليه واستكمال عملياتها في تأمين الجبل ومطاردة قوات وحدات الحماية الكردية من المنطقة بهدف الدخول إلى عمق مدينة عفرين التي مازالت وحدات الحماية الكردية تسيطر عليه.وردت المدفعية التركية عبر نقاط انتشارها من الحدود السورية التركية بقصف مجموعة من القرى المحيطة بمدينة عفرين، عقب استهداف الميليشيات الكردية بلدة الريحانية جنوبي تركيا بأربع قذائف، اسفرت عن مقتل شابة /17 عاماً/، وجرح آخرين.وشنت وحدات الحماية الكردية من جهتها هجوماً على محور دارة عزة محاولة التقدم باتجاه خطوط النار مع فصائل الجيش الحر، ونقاط المراقبة التابعة للجيش التركي.وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» ان صواريخ الكاتيوشا التي استهدفت حي الأشرفية داخل مدينة عفرين أسفرت عن سقوط جرحى، مشيرة إلى قيام فرق الهلال الأحمر بنقل الجرحى إلى مشفى آفرين حيث تم توثيق تسعة جرحى حسب المصدر.ومع نجاح الجيشين التركي و»السوري الحر» في السيطرة على جبل بورصايا الإستراتيجي وعدد من التلال الهامة، ومجموعة من القرى والبلدات في عفرين، بدأت المعارك تقترب تدريجياً من المناطق السكانية المأهولة بالسكان وهو ما دفع الجيش التركي لإعداد مجموعات من القوات الخاصة لخوض هذه المعارك.ويتوقع أن تكون أول هذه المناطق هي «بلدة راجو» التي تتمتع بكثافة بالمنازل والسكان، وحسب موقع «خبر 7» التركي فإن الجيش يُعد فرقاً من القوات الخاصة لبدء هذه المعارك منها «الوحدات الخاصة في قوات الدرك» (الجاندرما)، و»الوحدات الخاصة في قوات الشرطة»، التي قال إنها مدربة أكثر وتتمتع بقدرات أكبر على التعامل مع حرب الشوارع والمعارك داخل المناطق المسكونة.من جهة أخرى عثر الجيشان «التركي و»الحر» على شبكة أنفاق ومخابئ، تحت سطح الأرض بعمق أربعة أمتار، وذلك في قرية قسطل جندو المحررة، وذكرت وكالة الاناضول التركية ان «مسلحي»ب ي د/ بي كا كا» أنشأوا شبكة الأنفاق والمخابئ تحت الأرض، بهدف الاختباء من الغارات الجوية التي تنفذها المقاتلات التركية ضدّ مواقعهم، وتربط الممرات داخل الأنفاق بين العديد من مواقع الأسلحة ونقاط المراقبة».ووفقاً للمصدر فإن أحد المخابئ كان يستخدم كغرفة قيادة من قِبل وحدات الحماية الكردية، وعثرت القوات المشاركة في غصن الزيتون داخل الأنفاق، على مذكرات مكتوبة باللغتين التركية والكردية، إضافة إلى العديد من الوثائق السياسية وصور عبد الله أوجلان زعيم منظمة «بي كا كا».وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي اعلن أن عملية «غصن الزيتون» التي تشنها القوات التركية على منطقة عفرين، أسفرت عن مقتل 29 جندياً من القوات التركية، و649 من الميليشيات الكردية مؤكداً أن الأسلحة التي تستخدمها تركيا هي صناعة تركية.
وقال جانيكلي، في كلمة أمام البرلمان التركي «أؤكد لكم أنه لا توجد خسائر بشرية بين المدنيين خلال عملية عفرين، والعملية متواصلة بشكل جيد، وحصدنا خلالها أرواح 649 إرهابياً، وقتل 29 من قواتنا خلالها» مشيراً إلى ان عملية غصن الزيتون «تنتهي عندما يتم تطهير المنطقة تماماً من الإرهاب، فبعض مقاتلي «داعش» توجهوا إلى عفرين للاشتباك مع قواتنا».وأكد أن أنقرة على تواصل دائم مع موسكو بشأن العملية. وقال «نستمر بالاتصال الوثيق مع روسيا. إننا نشرح باستمرار أعمالنا المتصلة بعملية غصن الزيتون».
ووفقاً لمصادر إعلامية تركية فقد استهدفت الميليشيات الكردية ولايتي هاتاي وكليس جنوبي تركيا، بـ52 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون، ما اسفر عن مقتل 5 مدنيين وإصابة 73 آخرين بينهم أطفال، منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون».ومع إطلاق عملية غصن الزيتون أكد كبار المسؤولين الأتراك على أن العملية تهدف بالدرجة الأولى إلى إنهاء خطر الصواريخ التي تطلقها وحدات حماية الشعب الكردية من داخل عفرين على المدن التركية الحدودية، ولكن مع دخول العملية يومها الثالث عشر تصاعدت حدة تساقط هذه القذائف.وأمس الأربعاء، تعرضت ولاية هاتاي التركية لأربعة حوادث سقوط صواريخ على الأحياء المدنية المسكونة في المدينة، لا سيما قضاء الريحانية الذي لا يبعد سوى عدة كيلومترات عن الحدود مع مدينة عفرين، وأصابت القذاف عدة منازل مسكونة أدى أحدها إلى مقتل فتاة (17 عاماً) وإصابة آخرين.ومنذ انطلاق العملية العسكرية التركية في عفرين، سُجل سقوط 52 قذيفة هاون وقذيفة صاروخية على ولايتي هاتاي وكليس، أدت في مجملها إلى مقتل 6 مدنيين وإصابة 75 آخرين، كان أبرزها سقوط قذيفة على مسجد في كليس أثناء أداء صلاة المغرب ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المصلين.ويعيش سكان هذه البلدات حالة من الخوف والرعب على مدار الساعة، لا سيما وأن الصواريخ التي تُطلق على المدينة بدائية وغير محدد الهدف، وذلك بغاية إثارة الخوف والرعب وعلى الرغم من أن الأغلبية المطلقة من سكان هذه البلدات الحدودية مع سوريا يبدون دعماً مطلقاً للحكومة التركية في عملية عفرين إلا أنهم ومع دخول العملية يومها الثالث عشر واستمرار سقوط القذائف باتوا يُظهرون حالة من التململ!!
إسطنبول..تركيا : الجيش التركي يستعد لحرب المدن وقوات «غصن الزيتون» تسيطر على قرى استراتيجية في عفرين!!
01.02.2018