أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
يانغون..ميانمار : مقتل 93 متظاهرا برصاص الأمن في ميانمار!!
28.03.2021

ارتفعت حصيلة القتلى في صفوف المتظاهرين، ظهر السبت، إلى 93 شخصا في اليوم الذي استعرضت فيه المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار قواتها المسلحة في شوارع العاصمة، وهذه أعلى حصيلة يومية منذ انقلاب الجيش على السلطة المدنية في مطلع فبراير/ شباط الماضي، بحسب ما نقلته وكالة أسوشييتد برس عن باحث مستقل، فضل عدم الكشف عن هويته، في مدينة يانغون كبرى مدن ميانمار.وقال المصدر إن حصيلة القتلى، السبت، بلغت 93 شخصا، في أكثر من 24 مدينة وبلدة في أنحاء البلاد.وجاء ذلك بالتزامن مع “يوم المقاومة” وهو اليوم الذي بدأ فيه الجيش مقاومة الاحتلال الياباني عام 1945، لكن جيش ميانمار أعاد تسميته إلى “يوم القوات المسلحة”، ويتم الاحتفال به سنويا بعرض للقوة العسكرية.وفي رسالة متلفزة، في وقت متأخر الجمعة، حذر المجلس العسكري المحتجين من رميهم بالرصاص في الرأس والظهر إذا ما واصلوا المظاهرات المناهضة للانقلاب.وأثارت أعمال القتل غضب المجتمع الدولي، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن المجلس العسكري في بورما أظهر استعداده “للتضحية بأرواح الناس خدمة لمصالح قلة قليلة”.وتشهد البلاد موجة من الاضطرابات منذ أطاح الجيش حكومة أونغ سان سو تشي في انقلاب الأول من شباط/فبراير، ما أدى إلى اندلاع انتفاضة على مستوى البلاد دعا خلالها المتظاهرون إلى إعادة الديموقراطية.وفيما سار عناصر القوات المسلحة حاملين المصابيح والأعلام بجانب عربات للجيش في الاستعراض العسكري الكبير، حذر قائد المجلس الجنرال مين اونغ هلاينغ من أن نظامه لن يتسامح مع الأفعال “الإرهابية” التي تشهدها الاحتجاجات على حد قوله.وندد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بـ”أشد العبارات” بهذه “المجزرة”.وأعرب بلينكن على تويتر عن صدمة واشنطن من “سفك الدماء الذي ترتكبه القوات الأمنية البورمية”.ورأى وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن المجموعة العسكرية بلغت “دركا جديدا” في قمع المتظاهرين السبت فيما ندّدت سفارات الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة بحمام الدم الجديد.ومع نزول المتظاهرين إلى الشوارع في مختلف أنحاء البلاد، تمكنت وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من مقتل 25 شخصا على الأقل من خلال شهود ومسعفين.واندلع العنف في جميع أنحاء منطقة ماندالاي في وسط البلاد حيث فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين، مما أسفر عن عشرة قتلى على الأقل في أربع مدن مختلفة، أحدهم طبيب في وندوين وفتاة تبلغ 14 عامًا في ميكتيلا.وقالت عاملة طوارئ من مدينة ماندالاي، ثاني كبرى مدن البلاد، لوكالة فرانس برس “جاؤوا إلينا بأربعة رجال قتلى”، بينما كانت تحاول معالجة عشرات الجرحى.ورجح أحد المتظاهرين في ميانغيان، شهد مقتل رجل بعدما أصيب برصاصة في رقبته، أن يرتفع عدد القتلى مع استمرار قوات الأمن في إطلاق النار في أنحاء مدينته. وتابع “اليوم هو بمثابة يوم ثورة بالنسبة لنا”.في منطقة ساغاينغ، قُتل خمسة أشخاص على الأقل في مدينتين، أحدهم فتى يبلغ من العمر 13 عامًا قُتل بالرصاص لدى إطلاق النار على محتجين، وفقًا لأحد سكان شويبو.وقال الشاهد إن الفتى “كان جالسًا داخل منزله”، مضيفًا أنه كان يستعد ليصبح راهبًا.وفي ولاية شان في شمال شرق البلاد، فتحت قوات الأمن النار على طلاب جامعيين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، فيما تحولت مسيرة في مدينة باغان السياحية، إلى حالة من الفوضى بعد مقتل مرشد سياحي متظاهر.كتب وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب في تغريدة “قتل المدنيين العزل ومن بينهم اطفال اليوم يشكل دركا جديدا. سنعمل مع شركائنا الدوليين لإنهاء هذا العنف غير المنطقي ومحاسبة المسؤولين وضمان طريق العودة إلى الديموقراطية”.وقال مكتب المفوض السامي لحقوق الانسان إنه تلقى تقارير “عن اعداد قتلى عالية” مضيفا أن “هذا العنف يعزز عدم شرعية الانقلاب ومسؤولية قادته”.وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في رانغون إن “اليوم (السبت) هو يوم إرهاب وخزي”.من جهتها، نددت السفارة الأمريكية في ميانمار بقتل المدنيين. وقالت في بيان إنّ تصرفات قوات الأمن “تعتبر جرائم قتل مدنيين عزل بينهم أطفال. هذه ليست تصرفات جيش او شرطة محترفة”.ومع حصيلة السبت المرتفعة وصل عدد القتلى إلى أكثر من 420 منذ الانقلاب بحسب جمعية مساعدة السجناء السياسيين.وارتفعت اعمدة الدخان في سماء رانغون التي تعتبر معقل الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة.وقتل فيها خمسة على الأقل خلال الليلة الماضية عندما فتحت الشرطة النار على متظاهرين تجمعوا أمام مركز للشرطة في جنوب المدينة للمطالبة بالإفراج عن اصدقاء لهم وسمع سكان الحي إطلاق نار متواصلا طوال الليل.وأصيبت طفلة صغيرة كانت تلعب في الشارع في حي فقير في شمال رانغون في عينها بعيار مطاطي خلال تصدي الشرطة لمتظاهرين كانوا على مقربة منها.وقرب سجن إنسيين الشهير سادت الفوضى فجرا بعدما عمد جنود لإطلاق النار باتجاه مشاركين في تجمّع احتجاجي.وقتل شخص واحد على الأقل هو الشرطي شيت لين ثو البالغ 21 عاما والذي انضم لحركة الاحتجاج. وأفاد والده جوزيف “اصيب برصاصة في الرأس وتوفي في المنزل”.وتابع “أنا حزين للغاية من أجله لكني في الوقت نفسه فخور بابني”.وخلال خطابه السبت، دافع قائد المجلس العسكري الجنرال هلاينغ مجددا عن الانقلاب وتعهد تسليم السلطة بعد انتخابات جديدة.لكنّه وجه تهديدًا جديدا للحركة المناهضة للانقلاب محذّرا من أن أفعال “الإرهاب التي يمكن أن تضر باستقرار وأمن البلاد” غير مقبولة.وقال إنّ “الديمقراطية التي نرغب بها ستكون غير منضبطة إذا لم يحترموا القانون وإذا انتهكوه”.وينظم عادة في يوم القوات المسلحة، الذي يحيي ذكرى مقاومة الاحتلال الياباني للبلاد إبان الحرب العالمية الثانية، عرض عسكري يحضره مسؤولون أجانب ودبلوماسيون.إلا أنّ المجلس الذي لم يتمكن من الحصول على اعتراف دولي منذ استيلائه على الحكم في ميانمار قال إنّ ثمانية وفود دولية فقط حضرت العرض السبت بينها وفدا الصين وروسيا.وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّ معدات عسكرية روسية الصنع – دبابات ومقاتلات ومروحيات- شاركت في العرض، على ما نقلت عنها وكالة انترفاكس الروسية للأنباء.وندّد النواب المعارضون للمجلس العسكري في ميانمار المجتمعون تحت إسم “برلمان الظل” باستعراض القوة بعد سبعة اسابيع دموية.وقال مبعوث هذا البرلمان، الذي ينشط العديد من نوابه في ظل السرية، إلى الأمم المتحدة “يجب ألا نسمح لجنرالات الجيش بالاحتفال بعدما قتلوا اشقاءنا وشقيقاتنا”.وبموازاة ذلك اعلن “الاتحاد الوطني للكارن” وهو مجموعة متمردين من أقلية كارن الاتنية إنه تعرض لقصف جوي من المجموعة العسكرية الحاكمة، في شرق البلاد السبت.ولم تعلق السلطات على هذه الاتهامات ولم يعرف إن كان الهجوم أسفر عن سقوط قتلى أو جرحى.ومن جانب آخر، أعلنت السفارة الأمريكية في ميانمار، السبت، عن وقوع إطلاق نار على المركز الأمريكي في مدينة يانغون، العاصمة السابقة لميانمار.وقالت السفارة في تغريدة عبر تويتر، إن “السفارة الأمريكية تؤكد أنه تم إطلاق أعيرة نارية على المركز الأمريكي في يانغون”.وأضافت أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع أي إصابات، مؤكدة على فتح تحقيق في الحادث.ومطلع فبراير/ شباط الماضي، نفذ قادة بالجيش في ميانمار انقلابا عسكريا تلاه اعتقال قادة كبار في الدولة، بينهم الرئيس وين مينت، والمستشارة أونغ سان سوتشي.وعلى إثر الانقلاب خرجت مظاهرات شعبية رافضة له في عموم البلاد أسفرت عن سقوط عشرات القتلى برصاص الجيش، وأعلنت الإدارة العسكرية فرض الأحكام العرفية في 7 مناطق بمدينتي يانغون وماندلاي.!!


1