أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
الخرطوم..السودان : قتل ونهب واغتصاب : ظهور نادر للبرهان وسط جنوده … و»الدعم السريع» يتوعد بـ «التصدي» للشرطة!!
18.05.2023

في أول ظهور ميداني له منذ اندلاع الصراع في السودان، نشرت صفحات الجيش على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء، مقطعا مصورا يظهر رئيس المجلس السيادي، القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، وسط مجموعة من الجنود في مقر قيادة القوات البرية، وسط الخرطوم.يأتي ذلك بعد أيام من نشر «الدعم السريع» مقطعا صوتيا لزعيمه، محمد حمدان دقلو «حميدتي» قال فيه إنه موجود بين قواته في كل أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم، مهددا البرهان «بالقبض عليه ومحاكمته، عاجلا أم أجلا»، على حد قوله.واندلعت المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى منتصف أبريل/ نيسان الماضي، بعد تصاعد الخلافات بين البرهان و»حميدتي»- الحاكمين الفعليين للسودان- منذ تنفيذهما انقلابا عسكريا على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، إلا أن خلافات الرجلين هذه المرة ألقت البلاد في أتون حرب شرسة وأوضاع إنسانية كارثية.وعلى الرغم من الهدوء الحذر الذي شهدته العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، إلا أن عددا من أحياء شمال وجنوب الخرطوم شهد معارك بالأسلحة الثقيلة.وقالت المواطنة سماهر عادل التي تعيش في حي العشرة، جنوب الخرطوم، لـ «القدس العربي» إن «معظم سكان المنطقة هجروها بسبب المعارك وانقطاع الكهرباء والمياه، وأعمال النهب المسلح».
«لا يجرؤ أحد على إيقافهم»
وأضافت: «قُتل جارنا البارحة (أمس الأول) بينما كان يحاول الحصول على وقود، أصابته شظية بترت ساقه، ظل ينزف لوقت طويل، على الرغم من محاولات رفيقه إسعافه وسط القصف والمعارك، إلا أنه توفي في نهاية الأمر، معظم المشافي في محيط منطقتنا مغلق، نحن مقهورون وحزينون للغاية».وتابعت: «يبدو أن الحرب لن تتوقف، أخبار الاغتصاب والتجاوزات الجنسية مروعة، وتجار الأزمات ضاعفوا سعر كل شيء وسط ندرة كبيرة، والعصابات المسلحة تنهب المنازل والأسواق بشكل همجي ومخيف، رأيتهم ينقلون مسروقاتهم من السوق الشعبي القريب من منزلي داخل الأحياء، لا يجرؤ أحد على إيقافهم، فقط نغلق أبوابنا بينما تملأنا الحسرة على حالنا وحال البلاد». أما عبد الكريم النعيم فقال لـ»القدس العربي» من حي الكدرو شمال الخرطوم، إن قذيفة استهدفت عمود الكهرباء القريب من منزله، وإنه فر مع أسرته إلى منزل قريب له في حي الدروشاب القريب، ويستعدون للخروج من ذلك الحي أيضا بعد إعلامهم بإخلائه بشكل فوري بسبب المعارك.وطلب طرفا القتال من المواطنين في منطقة الدروشاب شمال والكدرو شمال الخرطوم إخلاء منازلهم بسبب المعارك، حسب ما قالت مجموعة «محامو الطوارئ» الناشطة في تقديم العون القانوني في البلاد، مشيرة إلى أن ذلك يعرض حياة المدنيين للخطر ومنازلهم وممتلكاتهم للنهب والدمار جراء الاشتباكات.وبينت أن المواطنين بدأوا بالفعل النزوح الى أحياء مجاورة وبعضهم الى خارج ولاية الخرطوم.ونددت بالاشتباكات التي تدور داخل الأحياء السكنية والتي تروع وتهدد حياة المدنيين وتجبرهم على ترك منازلهم وسط ظروف إنسانية صعبة، لافتة إلى أن بين الفارين مرضى ونساء وأطفالا، في ظل انعدام الرعاية الصحية والإسعاف وصعوبة التنقل بسبب شح الوقود وانعدام الأمن الذي خلفته الحرب التي وصفتها بـ»العبثية»، داعية إلى وقف الحرب واحترام حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني.
«محاولة يائسة»
في الأثناء، وصفت قوات «الدعم السريع» في بيان إعفاء البرهان لوزير الداخلية المكلف عنان حامد بـ»المحاولة اليائسة التي تضاف إلى قائمة الفشل والتخبط التي يعيشها قادة الانقلاب ومتطرفو النظام البائد». وقالت إن التعديلات في قيادة قوات الشرطة جاءت من أجل استكمال ما أسمتها «حلقات التآمر والزج بقوات الشرطة في أتون الحرب الدائرة الآن»، مضيفة أن «الشرطة السودانية ظلت طوال تاريخها مثالاً يحتذى به في القومية والحيادية لولا تدخل قوات الاحتياطي المركزي في الحرب والذي قابلناه بالحسم اللازم بالرغم من تحذيرنا المسبق»، في إشارة إلى هجوم الدعم السريع على قوات تابعة للشرطة الأسبوع الماضي، في منطقة وسط الخرطوم.وجاء في البيان: «إننا نثق في حكمة الشرطة بالتمسك بموقفهم الحالي بعدم الانسياق وراء مخططات فلول النظام البائد والدخول في حرب هم ليسوا طرفًا فيها بأي حال من الأحوال»، محذرة من إن قواتها «لن تتردد في التصدي لأي تحركات أو تصرفات من الشرطة أو من أي جهة تستغل اسمها وأزيائها ضد الدعم السريع».
«أرضا سلاح»
إلى ذلك، أطلق حزب المؤتمر السوداني- من مكونات «الحرية والتغيير»، حملة «أرضا سلاح»، قال إنها «تهدف إلى تعزيز الضغط الشعبي السلمي للسودانيات والسودانيين في داخل وخارج البلاد من أجل إنهاء نزيف الدم السوداني في كل أنحاء السودان، جراء الحرب المندلعة منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، وتقوية الجبهة المدنية لإيقاف الحرب». ودعا الجميع للمشاركة في الحملة والتعبير في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وحساباتهم الشخصية وفي الأماكن الآمنة في الداخل وفي دول الاغتراب واللجوء في الخارج عن رفض الحرب.
*المصدر : القدس العربي


1