عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مفتوحة مطولة ترأسها وزير الخارجية الأمريكي التي تتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن لشهر آب /أغسطس، حول الجوع والأمن الغذائي وعلاقة ذلك بالصراعات المسلحة.وقد تكلم في الجلسة رفيعة المستوى 81 من المندوبين والمدعوين، من بينهم وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني، كينجي يامانا، ووزيرة الدولة الإماراتية، نورا بنت محمد الكعبي، ونائبة وزير خارجية ألبانيا للشؤون الأوروبية ميغي فينو.وقالت منسقة الأمم المتحدة للوقاية من المجاعة والاستجابة لها، رينا غيلاني، إن خطر المجاعة يجب أن يكون خطا أحمر، وأن “الجوع والصراع يغذي كل منهما الآخر”.وقالت المسؤولة الأممية إن عدد الجوعى في العالم قد بلغ الآن نحو ربع مليار شخص، وهو الرقم الأعلى الذي يتم تسجيله منذ سنوات. وقالت إن 376 ألف شخص في العالم يعيشون ظروفا مشابهة لحالة المجاعة، بينما هناك 35 مليون آخرون على شفا المجاعة، مؤكدة أن النساء والأطفال هم الأكثر تضررا.
وأكدت منسقة الأمم المتحدة أن الصراع وانعدام الأمن لا يزالان من العوامل الرئيسية للجوع والمجاعة، مشيرة إلى أن البلدان السبعة التي يعيش فيها الناس ظروفًا شبيهة بالمجاعة العام الماضي تضررت من نزاع مسلح أو مستويات كبيرة من العنف، خمسة من هذه البلدان – هي أفغانستان وهايتي والصومال وجنوب السودان واليمن – مدرجة بانتظام على جدول أعمال هذا مجلس الأمن.وقالت: “إن النزاع المسلح يدمر النظم الغذائية، ويحطم سبل العيش، ويخرج الناس من ديارهم تاركا الكثيرين مستضعفين وجائعين. في بعض الأحيان تكون هذه الآثار نتاجا ثانويا للحرب. ولكن في كثير من الأحيان يتم إلحاقها بشكل متعمد وغير قانوني لاسيما عند استخدام الجوع كأحد تكتيكات الحرب”.واستشهدت المسؤولة الأممية بما يحدث في السودان من استهداف ونهب للمساعدات والمنشآت الإنسانية وقتل العاملين الإنسانيين كمثال على تلك التحديات.وأضافت أن انعدام الأمن الغذائي في حد ذاته يفاقم حالة عدم الاستقرار، مشيرة إلى أنه “القشة التي قصمت ظهر البعير حيث يتسبب في صراعات تتراوح ما بين التظاهرات وأعمال الشغب، والحرب الأهلية”.وفي كلمته أمام المجلس، قال الوزير الأمريكي أنتوني بلينكن إن الجوع والصراع مرتبطان ارتباطا وثيقا حيث يؤدي شح الموارد إلى رفع منسوب التوتر بين المجتمعات والدول، كما أن الأطراف المتحاربة تستغل الطعام لإخضاع السكان المحليين، مضيفا أن الصراع هو المحرك الأكبر لانعدام الأمن الغذائي حيث عانى أكثر من 117 مليون شخص من الحرمان الشديد العام الماضي بسبب العنف والاضطرابات.وضرب بلينكن مثلا بما يحدث الآن في السودان “حيث تسبب القتال الدائر هناك في تعطيل موسم الزراعة ورفع تكلفة الغذاء. وفي اليمن تلجأ العائلات هناك إلى غلي أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة”.ودعا الوزير الأمريكي إلى زيادة الإنتاج الزراعي والاستثمار في عمليات التكيف، وبناء قدر أكبر من الصمود في مواجهة الصدمات المستقبلية لاسيما في المناطق المتضررة من الصراعات حول العالم وهاجم بلينكين الغزو الروسي لأوكرانيا وأثر ذلك على الأمن الغذائي العالمي وخاصة بعد انسحاب روسيا من مبادرة حبوب البحر الأسود “التي توصلت إليها الأمم المتحدة وتركيا مع الطرفين الروسي والأوكراني”، قائلا إن أسعار الحبوب ارتفعت في العالم بأكثر من 8 في المائة بعد تعطيل المبادرة من قبل روسيا.وأضاف وزير الخارجية الأمريكي أنه يتعين على جميع أعضاء المجلس وأعضاء الأمم المتحدة مطالبة روسيا بعدم استغلال واستخدام المستضعفين في العالم كوسيلة ضغط. ودعا إلى إنهاء ما وصفه بالحرب غير المبررة وغير المعقولة.وأكد الوزير على أن تعزيز الأمن الغذائي ضروري لتحقيق رؤية ميثاق الأمم المتحدة “لإنقاذ الأجيال من ويلات الحرب، وإعادة التأكيد على كرامة كل إنسان وقيمته”.نائب الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة، السفير فلاديمير سافرونكوف، وضع اللوم على الدول الغربية فيما يتعلق بأزمة الأمن الغذائي، قائلا إنهم يحاولون استغلال هذا الموضوع من أجل شيطنة روسيا”. وقال إن العديد من أزمات الغذاء الأكثر حدة كانت ناتجة بشكل مباشر أو غير مباشر عن تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها أو نتيجة سياساتهم طويلة المدى.وقال إن الأزمة الغذائية يجب أن تؤخذ في إطارها الصحيح وخلفياتها التي تعوة في إلى أيام الاستعمار واستغلال ونهب وسرقة الموارد الطبيعية لتلك البلاد وألان يتبححون بأنهم يقدمون مساعدات غذائية لتلك الدول. وقال إن سوريا كانت تعتبر سلة غذائية للدول المجاورة والآن تحتل الولايات المتحدة جزءا كبيرا منها وتسرق ثرواتها البترولية.وشدد على أهمية البدء بمعالجة الأسباب الجذرية للتهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي، قائلا إنه من الناحية الفنية لا يوجد نقص حاد في الغذاء في العالم، بل تكمن المشكلة في التوزيع غير المتكافئ للغذاء.وتطرق المسؤول الروسي إلى مبادرة البحر الأسود، مشيرا إلى أن الدول الغربية حولت أحد شقي الاتفاق من شق إنساني إلى شق تجاري، مضيفا أنه لم يصل إلا 3 في المائة فقط من صادرات الحبوب إلى الدول المحتاجة، بينما حصلت الدول الغربية على حصة الأسد.وقد صدر بيان رئاسي بالإجماع عن مجلس الأمن يدعو إلى العمل المشترك من أجل تأمين الغذاء ومحاربة الجوع وتقديم المساعدات لملايين الجوعي وخاصة في مناطق الصراعات المسلحة. كما دعا البيان إلى عدم تسييس مسألة الغذاء والاستجابة للأزمات الغذائية والجوع!!
نيويورك ..الأمم المتحدة:السفير الروسي في جلسة مجلس الأمن حول الأمن الغذائي: تستعمرونهم وتسرقون ثرواتهم ثم تتصدقون عليهم!!
04.08.2023