مشاهد “نسائية” بالدرجة الأولى تم تداولهما بعنف على الشبكة الأردنية تسلط الضوء مجددا على أزمة متفاعلة وتتدحرج بدأت تتخذ طابعا عائليا هذه المرة في عمق ما يسمى في عمان ومن باب المجاز السياسي “تظاهرات الرابية“.في المشهد الأول سيدة محجبة تصرخ بحدة بأحد رجال الأمن وهو يحاول مع رفاقه المساهمة في حزام أمني يمنع تقدم عصبة نساء وهو ما لا يعجب السيدة التي صورتها الفيديوهات وهي تصرخ بحدة وتشتم رجل الأمن بألفاظ غير معهودة.في المشهد الثاني فتاة يبدو أنها مراهقة تستفز قطاعا واسعا من المعلقين وهي تجلس فوق كتفي شاب يرافقها وتلقي بدورها أمام رجال الأمن بهتافات انطوت على غلاظة سياسية.مشهدان عمليا يظهران حجم توتر المرأة الأردنية جراء المعطيات التي وردت منذ ستة أيام عن توسع إسرائيلي في اعتقال وقتل وحتى اغتصاب نساء فلسطينيات، لكنهما بكل حال مشهدان صادمان يقولان الكثير في حال تحليلهما بوعي ودون تنميط وإتهام مسبق.عمليا لم يعتد المواطن الأردني على مشاركة نسائية خشنة وحادة تصل في الانفعال إلى شتم رجال الدرك في الشارع.وبكل تأكيد لا أحد يتوقع من العناصر الأمنية التي تحاول ضبط الأمور بصبر تفهم مثل هذا الاحتكاك خارج المألوف الاجتماعي خصوصا وأن مشهدا ثالثا في أقل من 48 ساعة ازدحم مع المشهدين في تأسيس ذاكرة متشنجة ومنفعلة في منطقة الرابية حيث توجد سفارة إسرائيل عندما سحبت كوادر نسائية من الشرطة فتاة منفعلة على الشارع بهدف السيطرة عليها.لم يعتد لا رجال الأمن على الاحتكاك بالنساء في تظاهرات جريئة تخترق الأسقف ولا الرأي العام على اعتقال وتوقيف أردنيات محتجات.وهو الأمر الذي حصل وفقا لشهادة الناشط المعارض الشيخ محمد خلف الحديد وهو يبلغ “القدس العربي” بأن الإساءة للأردنيات المتظاهرات مرفوضة وأن الموجودات في منطقة الرابية يمثلن كل المكونات الاجتماعية الأردنية لا بل تم اعتقال بنات عشائر أردنية.هذا النمط من الأداء النسائي الخشن في الشارع أسس لمساحة جدل ونقاش حادة لدرجة أن البيان الذي صدر من الناطق الرسمي باسم الأمن العام بعد عصر الأحد اضطر للتحدث عن وجود فتيات ونساء حاولن الاعتداء على رجال الأمن والإساءة لهم.وتقول أوساط الملتقيات الشعبية بأن مبالغات درامية أعقبتها إجراءات أمنية خشنة واعتقالات تمهد لحالة تعسف بذريعة حصول انتهاكات وهتافات مسيئة مع أن الهدف الأساسي هو إظهار التضامن ونصرة الشعب الأردني للشعب الفلسطيني وفقا للمعارض الشيخ مراد العضايلة.ففي الأثناء توحي الإفصاحات الأمنية بأن توترا لا يستهان به يحصل الآن وقد يحصل مستقبلا أيضا في العشر الأواخر من شهر رمضان في مواجهة حالة الاحتواء العامة الزخمة جدا التي ترى الأوساط الرسمية أنها تتجاوز الحدود أحيانا وتخالف القانون فيما يرى نشطاء الحراك مع غزة أن الفعاليات منضبطة وسلمية وتظهر موقف الشعب الأردني فيما الجريمة على النساء والأطفال في غزة تتواصل.غيوم التوتر بالنتيجة رافقها حديث جبهة العمل الإسلامي رسميا عن اعتقال ستة من قيادته الشابة، فيما الأمن يلوح بتحقيقات وبالمزيد من التوقيفات.وكل هذه التشنجات من كل الأطراف تحتضنها ساحة مسجد الكالوتي غرب العاصمة عمان بعد أسبوع يحتمل رسائل عميقة جدا من التظاهر المكثف عنوانه الأساسي إجبار الحكومة على إغلاق سفارة إسرائيل ووقف التطبيع، الأمر الذي اعتبره علنا عضو البرلمان عمر العياصرة “غير واقعي وغير عملي ويؤذي حسابات ومصالح الدولة”.!!
عمان..الاردن : محجبة “تصرخ” ومراهقة “تهتف فوق الأكتاف”: مشاهد “نسائية” تثير الجدل في الأردن ومحيط “الكالوتي” متوتر للغاية!!
31.03.2024