
كتبت هبة محمد.. بعد هجمات منظمة هي الأولى من نوعها بعد سقوط نظام الأسد المخلوع، قالت إدارة الأمن العام في سوريا إن قواتها احتوت حادثة “تمرد” واسعة، استهدفت مواقع عسكرية وأمنية حساسة في الساحل، وشنت حملة تمشيط واسعة في ريف اللاذقية الشمالي والشرقي وأوتوستراد “أم فور” باتجاه مدينة جبلة، كما فكت حصارا كان مفروضا على عناصرها في القرداحة.وقال فضل عبد الغني مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إن “عصابات موالية لنظام الأسد قتلت 100 من قوات الأمن و15 مدنيا”.يجري ذلك وسط معارك عنيفة في جبلة والقرداحة في ريف اللاذقية، وفرض حظر للتجوال (ينتهي اليوم السبت) في ثلاث محافظات هي اللاذقية وطرطوس وحمص، ووصول تعزيزات ضخمة للجيش من معظم المحافظات إلى منطقة الساحل، بالتوازي مع ردة فعل جماهيرية جارفة، وحراك شعبي بدأ منذ ليل الجمعة، ومظاهرات حاشدة تحت شعار “جمعة الوفاء لدماء الأحرار”.مصدر في وزارة الدفاع قال لوكالة الأنباء الرسمية “سانا” إن قواتنا بدأت بالانتشار في مدينتي اللاذقية وطرطوس دعماً لقوات إدارة الأمن العام ضد فلول ميليشيات الأسد، ولإعادة الاستقرار والأمن للمنطقة.وزاد: “تمكنت قواتنا من فك الحصار المفروض من قبل فلول النظام البائد على مقاتلينا بمحيط مدينة القرداحة، بعد اشتباكات عنيفة في المنطقة”.وأوضح أن فلول النظام المخلوع اتخذت من أبنية ومرتفعات مدينة القرداحة وكراً لها، وتستهدف قوات الجيش، مؤكداً أن الجيش ينفّذ الآن “عمليات نوعية دقيقة بالتنسيق مع قوى الأمن العام ضد فلول النظام المخلوع التي غدرت بقواتنا وأهلنا في مدينة القرداحة”.وحسب مصادر عسكرية مسؤولة تحدثت لـ “القدس العربي” فإن “الهجوم الواسع هو الأول من نوعه، من حيث التنسيق بين قيادات وقوات نظام الأسد المخلوع مع بعضها، حيث تتلقى هذه المجموعات دعما وإشرافا داخليا وخارجيا، إذ بدأت الهجمات بشكل منظم مستهدفة مواقع عسكرية وأمنية حساسة، نفذ خلالها المهاجمون عدة كمائن بموازاة اشتباكات متزامنة في أكثر من موقع”.وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، إنه “بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية”.وأفاد” المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن إقدام “عناصر من قوات الأمن على إعدام 90 شابا ورجلا علويا” خلال أعمال انتقام.وأعلنت محافظة اللاذقية السورية، الجمعة، انقطاع التيار الكهربائي عن جميع أرجائها، إثر أعمال تخريبية نفذتها فلول النظام المخلوع.وأشارت على قناتها الرسمية في منصة تلغرام، إلى “فصل عام للكهرباء في معظم أرجاء اللاذقية، بسبب انقطاع في خط الـ 230 ك.ف المغذي للاذقية” .وأرجعت سبب ذلك إلى “الأعمال التخريبية الناتجة عن العمليات الإرهابية التي نفذتها فلول النظام البائد” .من جهة أخرى، جددت إسرائيل، أمس الجمعة، عزمها على مواصلة احتلال مناطق في سوريا وصفتها بـ”الأمنية”، وأعادت التلويح بورقة الدروز في سياق تدخلها في الشأن السوري. وفي منشور عبر منصة إكس، واصل وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس تصريحاته العدائية ضد سوريا في ظل الإدارة الجديدة التي تولت السلطة بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024.وفي إشارة إلى مزيد من التدخلات الإسرائيلية في سوريا، توعّد كاتس بأن تل أبيب “ستعمل على ضمان أن يكون جنوب سوريا منزوع السلاح وخاليا من التهديدات” .ولم يكتف بذلك، بل قال أيضا: “سنحمي السكان الدروز هناك”، في خطوة تعكس استغلال إسرائيل للورقة الطائفية، وسط رفض سوري واسع لهذه التصريحات!!
*المصدر : القدس العربي
