في مشهد يعيد إلى الأذهان خطاب الكراهية والانقسام الذي طبع ولايته الأولى، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشعال فتيل التوتر العالمي، وهذه المرة عبر تهديداته الموجهة إلى نيجيريا بذريعة محاربة “الإرهاب الإسلامي”. فقد لوّح ترامب بقطع المساعدات الأمريكية، بل وهدد بشنّ ضربات عسكرية “سريعة ووحشية” ضد من وصفهم بـ“الإرهابيين الإسلاميين الذين يذبحون المسيحيين”.أتكينسون: ترامب يستغل الخطاب الطائفي لتأجيج الكراهية ضد المسلمين، تمامًا كما فعل سابقًا في سياساته التي استهدفت اللاجئين وحظرت دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة لكن هذه التصريحات، بحسب الكاتبة كلوي أتكينسون، ليست سوى تجلٍّ جديد لخطاب ترامب المتعالي والعنصري، الذي يخلط بين الحقائق، ويستغل المعاناة الإنسانية لتغذية نزعة التفوق الأمريكي وتبرير التدخلات العسكرية.وتؤكد أتكينسون أن المأساة في نيجيريا حقيقية ومؤلمة، إذ أودت أعمال العنف منذ عام 2020 بحياة أكثر من 20 ألف مدني، في ظل صراعات معقدة تشمل جماعة “بوكو حرام”، والاشتباكات بين المزارعين والرعاة، وانفلاتًا أمنيًا واسعًا. وقد شهدت البلاد مجازر مروعة مثل مذبحة أبريل/ نيسان في بلدة زيكي ومجزرة يونيو/ حزيران في يلواتا، التي خلفت دمارًا وتهجيرًا واسعًا.ومع ذلك، فإن تصوير نيجيريا كدولة فاشلة تحتاج إلى “تحرير أمريكي” هو طرح خطير ومضلل، إذ تُظهر البيانات أن المسلمين أنفسهم كانوا في كثير من الأحيان ضحايا لتلك الجماعات المسلحة. فـ“بوكو حرام” استهدفت مصلين في المساجد، وأحرقت أسواقًا في مناطق ذات أغلبية مسلمة، ما ينفي رواية ترامب بأن الحرب في نيجيريا هي صراع ديني ضد المسيحيين.وترى الكاتبة أن الأزمة في نيجيريا ليست حربًا مقدسة، بل مزيجًا قاتلًا من الفقر، والتغير المناخي، وصراعات الموارد، والأفكار المتطرفة التي تفتك بالجميع. غير أن ترامب، بدلاً من معالجة جذور المشكلة، يستغل الخطاب الطائفي لتأجيج الكراهية ضد المسلمين، تمامًا كما فعل سابقًا في سياساته التي استهدفت اللاجئين وحظرت دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.أتكينسون: تصريحات ترامب هي تجلٍّ جديد لخطابه المتعالي والعنصري الذي يخلط بين الحقائق، ويستغل المعاناة الإنسانية لتغذية نزعة التفوق الأمريكي وتبرير التدخلات العسكرية وأثارت تصريحات ترامب غضبًا واسعًا في نيجيريا، إذ أعرب المتحدث باسم الرئاسة بايو أونانوجا عن “صدمته” من التهديدات الأمريكية، بينما وصف الرئيس بولا تينوبو اتهامات ترامب بالتعصب الديني بأنها “تشويه للواقع الوطني”. حتى المعارضة، ممثلة بمتحدث حزب العمّال كين إيلوما أسوغوا، أقرت بوجود إخفاقات أمنية لكنها رفضت “رواية الإبادة” التي يروجها ترامب، ووصفتها بأنها “خطاب تخويفي بلا أساس”.وتحذّر أتكينسون من أن أي تدخل عسكري أمريكي أحادي الجانب سيؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة، إذ سيزيد من حدة الصراعات العرقية ونقص الموارد، ويخلق موجات جديدة من اللاجئين، ويقوّض الاستقرار في أكبر دول أفريقيا سكانًا.وتدعو الكاتبة إلى تبني نهج واقعي وإنساني يقوم على دعم المساعدات الإنسانية، وتعزيز التعاون الأمني مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، والضغط على الحكومة النيجيرية من خلال الحوافز لا التهديدات. فـ“القوة الحقيقية”، كما تقول، “تكمن في بناء الجسور، لا في بناء المخابئ”.وتختم أتكينسون بالقول إن الأزمة النيجيرية تمثل اختبارًا لضمير أمريكا وسياستها الخارجية، وإن خطاب ترامب ليس فقط خطأ سياسيًا، بل “خيانة للقيم الأمريكية ذاتها”. وتضيف:“من أجل أرواح النيجيريين وروح أمريكا، يجب ألا نسمح لترامب بأن يجرّ البلاد إلى مستنقع جديد من صنع يديه. نيجيريا تستحق السلام، لا القنابل.”!!






























