رصدت مصادر يمنية من داخل العاصمة صنعاء، حركة وصفتها بـ”الكثيفة والمحمومة” في صفوف قياديين سياسيين وعسكريين من الحوثيين وأتباع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح المسيطرين على المدينة، وذلك بعد تواتر الأنباء عن التقدّم الميداني الكبير لقوّات الشرعية اليمنية المدعومة من التحالف العربي باتجاه العاصمة وسيطرتها على مناطق قريبة منها، وعلى محاور هامة مؤدية إليها.وأهم تلك المحاور على الإطلاق المحور الذي يربط صنعاء بصعدة المعقل الأصلي للحوثيين والمهدّد بالقطع نهائيا في ظل حشد الشرعية قواتها في محافظة الجوف بعد السيطرة على مركزها، مدينة الحزم.ونقل عن شهود عيان قولهم إن قوات الحوثي وصالح تعيد ترتيب دفاعاتها في صنعاء، بالتزامن مع عملية تسفير جماعية لعوائل أغلب قيادات الطرفين في أرتال من الحافلات الصغيرة وسيارات الدفع الرباعي نحو وجهة مجهولة يرجّح أنها مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن.ورصد بعض الشهود مغادرة رتل صغير من السيارات رباعية الدفع بحماية شديدة الكثافة عبر المدخل الغربي للعاصمة صنعاء. ورجّح هؤلاء أن يكون قيادي كبير ـ أو أكثرـ من جماعة الحوثي أو من معسكر علي عبدالله صالح ضمن الموكب، استنادا إلى أن حركة الرتل تتطابق مع طريقة تنقّل كبار المسؤولين خلال تحرّكاتهم منذ بداية عاصفة الحزم في شهر مارس الماضي.ويأتي ذلك فيما واصل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية المواليين للرئيس عبدربه منصور هادي، أمس إرسال تعزيزات عسكرية إلى مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف، لتأمينها بعد السيطرة عليها، نهاية الأسبوع الماضي.ورصد مراسل وكالة الأناضول أمس وصول تعزيزات عسكرية من المنطقة السادسة بالمحافظة إلى مدينة الحزم، مشيرا إلى أن هذه التعزيزات عبارة عن مدرعات، وأسلحة متوسطة، بالإضافة إلى عدد من القوات.وكانت القوات الموالية للشرعية اليمنية قد سيطرت الجمعة الماضية، على مدينة الحزم، بعد معارك عنيفة مع الحوثيين.وشهدت الساعات الماضية، عودة محدودة للسكان الذين كانوا قد نزحوا من المدينو إلى محافظة مأرب المجاورة.ونقل عن القيادي في المقاومة الشعبية، صالح الروسا، القول إن “المقاومة ستستمر في تقدمها لتحرير بقية مدن المحافظة”.وأضاف أن “مقاتلي المقاومة أمّنوا مدينة الحزم بالكامل، ويسعون لبسط نفوذهم على الطريق الرئيسي القادم من صنعاء لتأمينه”.وتكتسي محافظة الجوف أهمية استراتيجية بالغة، نظرا لامتداد مساحتها على الحدود مع السعودية، وعلى الحدود مع عدة محافظات يمنية، أبرزها صعدة معقل الحوثيين من الغرب، وعمران، كما أن لها حدودا مع العاصمة صنعاء، إضافة إلى محافظة مأرب من الشرق.ويرجّح محلّلون عسكريون أن سيطرة القوات الموالية للشرعية على هذه المحافظة، مثّلت تطوّرا كبيرا في الأوضاع الميدانية باليمن يرتقي إلى مستوى المنعرج الحاسم باتجاه سيطرة الانقلابيين على البلد، وتحديدا على عاصمته التي سيكون من الصعب الدفاع عنها بعد أن باتت شبه محاصرة.وواصلت القوات الموالية للشرعية اليمنية والمدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية أمس تحقيقها مكاسب ميدانية على الأرض جعلتها على أعتاب العاصمة صنعاء.وتركزت الاشتباكات أمس في محافظة الجوف بشمال شرق البلاد، ما جعل المتمردين الحوثيين وحلفاءهم من قوات صالح يكثفون محاولتهم استهداف جنوب السعودية بالصواريخ سعيا لتشتيت جهود التحالف.وهاجمت المقاومة والجيش الوطني أمس مواقع للحوثيين بشمال شرق مدينة الحزم. وأسفر ذلك عن استعادة منطقتي الغيل والمتون في محافظة الجوف.وبحسب تقارير صحفية فإن ميليشيات الحوثي أُصيبت بالانهيار في محافظة الجوف وشوهد مقاتلوها يهربون جماعيا من الجبهة بعد أن أحكمت المقاومة الشعبية وقوات من الجيش السيطرة الكاملة على معسكر اللبنات ومفرق الجوف واستعادة مدينة الحزم مركز المحافظة!!
صنعاء..اليمن : هروب جماعي : قطع محور صعدة صنعاء يزرع الفوضى في صفوف الحوثيين !!
21.12.2015