شيع حزب الله الاثنين في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت القيادي سمير القنطار غداة اعلان مقتله جراء غارة اسرائيلية في سوريا، حيث كان يتولى قيادة مجموعة عمليات في الجولان السوري ضد الدولة العبرية. وفي حسينية روضة الشهيدين في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت ووسط اجراءات امنية مشددة، سجي جثمان القنطار، ملفوفا بعلم حزب الله. ووضعت خلف النعش لافتة كتب عليها “على طريق القدس، عميد الاسرى الشهيد سمير القنطار”.وادى عناصر من حزب الله باللباس العسكري “قسم العهد للمقاومة” امام النعش قبل ان يحملوه وخلفهم مئات المشاركين في الجنازة ليوارى في روضة الحوراء زينب في الغبيري، حيث يدفن الحزب قتلاه الذين يسقطون في سوريا.ونثر المشاركون في التشييع الورود والارز على نعش القنطار، ورفع عدد كبير منهم اعلام حزب الله، وحمل البعض اعلام لبنان وفلسطين. وردد المشيعون هتافات عدة ابرزها “الموت لاسرائيل” و”الموت لامريكا”.وقتل سمير القنطار ليل السبت في غارة اسرائيلية استهدفت مبنى كان يتواجد فيه في مدينة جرمانا في ريف دمشق، وفق ما اعلن حزب الله في بيان الاحد.وقال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين خلال التشييع “اذا كان الاسرائيلي باستهداف سمير القنطار يتخيل انه قد اقفل حساباته فانه مخطئ جدا لانه يعلم وسيعلم تماما انه فتح على نفسه حسابات لا تقفل بصاروخ غادر”.واضاف “ان لم يتعلم الاسرائيلي من كل تجاربه الفاشلة في اغتيال القادة فسيدرك لاحقا انه ارتكب حماقة جديدة”.وكانت اسرائيل اعتبرت على لسان مسؤول امني كبير غداة اطلاق سراح القنطار العام 2008 انه “هدف”. واضاف المسؤول “اذا كان ثمة احتمال أن تصفي اسرائيل حساباتها مع القنطار فلن تتردد”. والقنطار (54 عاما) درزي يتحدر من بلدة عبيه الواقعة جنوب شرق بيروت، وهو معتقل سابق في اسرائيل لنحو ثلاثين عاما، ويلقب بـ”عميد الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية”، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن المؤبد بعد ادانته بقتل ثلاثة اسرائيليين في نهاريا (شمال اسرائيل) في نيسان/ابريل 1979.وكان القنطار لا يزال حينها قاصرا ومنضويا في صفوف “جبهة التحرير الفلسطينية”. وافرج عنه واربعة معتقلين لبنانيين في اطار صفقة تبادل مع حزب الله العام 2008.وكتب اخوه بسام القنطار مقالا في صحيفة الاخبار، المقربة من حزب الله الاثنين جاء فيه “حين لاحت بشائر تأسيس جبهة مقاومة في الجولان السوري المحتل، كان اول الوافدين”. وقال ان اسرائيل حاولت اغتياله “ست مرات” في لبنان وسوريا.ولم تتبن اسرائيل رسميا تنفيذ الغارة الا ان مسؤولين اسرائيليين رحبوا بمقتل القنطار.وقال الباحث اللبناني ومؤلف كتاب “دولة حزب الله” وضاح شرارة لوكالة فرانس برس “يمثل سمير القنطار رمزا لمشروع معلق، وهو انشاء جبهة مقاومة في الجنوب السوري الدرزي”. واضاف “حاول القنطار ان يقوم بدور فاعل بحكم انتمائه الى الطائفة الدرزية لمد جسور يسعى من خلالها الى كسر علاقة الدروز بالدولة العبرية. وهذا امر لا تستطيع اسرائيل ان تقبل به”.ويعيش نحو الفي درزي في الجولان، ويحمل الجزء الاكبر منهم الجنسية الاسرائيلية منذ ضم تلك المنطقة في العام 1981. ويعيش في اسرائيل 130 الف درزي.وشغل القنطار، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان منصب “قائد المقاومة السورية لتحرير الجولان” التي اسسها حزب الله قبل نحو عامين لشن عمليات ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان، التي تحتل اسرائيل جزءا منها.ودان النائب الدرزي وليد جنبلاط، الذي يختلف سياسيا مع حزب الله في شان النزاع السوري، مقتل القنطار. وقال في تصريح امس “بمعزل عن التباينات في الموقف السياسي حيال الأزمة السورية، فإننا ندين استهداف المناضل سمير القنطار بغارة إسرائيلية في جرمانا ما أدى إلى استشهاده”.وانتقدت تعليقات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان عدم تحرك روسيا التي تملك رادارات من احدث انظمة الدفاع الجوي وصواريخ طويلة المدى “اس 400″. وسأل احد الناشطين “هل يمكننا القول ان العملية التي قامت بها الطائرات الإسرائيلية في جرمانا تم تنسيقها في غرفة العمليات الروسية-الإسرائيلية المشتركة؟”.وذكرت وسائل اعلام قريبة من حزب الله ان طائرتين اسرائيليتين قصفتا جرمانا باربعة صواريخ من فوق الجولان المحتل عند بحيرة طبريا من دون ان تخترقا الاجواء السورية.وقال شرارة ان “روسيا اوضحت منذ البداية ان دفاعها عن النظام السوري لا يرتبط بالصراع السوري الاسرائيلي”.!!
بيروت..لبنان : تشييع جثمان عميد الاسرى الشهيد سمير القنطار في جنوب بيروت الى مثواه الاخير!!
21.12.2015