تشير التطورات في سوريا إلى ما يشبه الخلاف بين روسيا وإسرائيل، على خلفية الضربات الجوية التي تشنها الطائرات الإسرائيلية بشكل متواصل على أهداف عسكرية تابعة للنظام السوري والميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني.وفي مؤشر واضح على ذلك، قالت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية، مساء الإثنين، إن الأنظمة الدفاعية التي يشغلها الجيش الروسي في سوريا، تهدد هبوط الطائرات في مطار “بن غوريون” في مدينة ” تل أبيب”.وأضافت قناة “كان” الإسرائيلية، أن إسرائيل بعثت برسالة إلى روسيا تفيد بأن “أنظمة دفاعية متطورة يشغلها الجيش الروسي في قاعدة “حميميم” الجوية في ريف اللاذقية، تعطّل الموجات الكهرومغناطيسية”، موضحة أن “هذه الموجات تسبب اضطرابات في نظام تحديد المواقع العالمي GPS، وتؤثر على الطائرات التي تستعد للهبوط في مطار بن غوريون”، إلا أن موسكو رفضت طلب إسرائيل، مرجعة ذلك إلى أن “تلك الأنظمة مصممة لحماية جنودها”، وفق القناة ذاتها.ويقول المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف،”، إن “حرص روسيا الدائم على عدم تصعيد الأوضاع بين روسيا والنظام لا يعني بحال من الأحوال التنازل عن مصالحها، والتساهل في أمن قواتها المنتشرة في سوريا”.ويشير في هذا السياق إلى الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مرفأ اللاذقية، مضيفاً: “هذا القصف للمرفأ الذي يقع على مقربة من قاعدة “حميميم” الروسية، يشكل تهديداً مباشراً للجنود الروس في القاعدة”.وأكمل أونتيكوف أنه رغم أن روسيا تسعى إلى إيجاد موازنة بين كل اللاعبين الخارجيين في سوريا، وليس فقط إسرائيل، وأقصد هنا الولايات المتحدة وتركيا وإيران، إلا أن موسكو تضع مصالحها في الأولوية، ويجب النظر من هذا المنطلق إلى كل ما يحدث في سوريا.وتعليقاً على الطلب الإسرائيلي، والرفض الروسي، يقول المحلل الروسي: “على ما يبدو أن إسرائيل تحاول إيجاد الذريعة لاستمرار الضربات في سوريا، في حين تعتبر روسيا هذه الضربات تهديداً مباشراً لطائراتها العسكرية، وأيضاً لحركة الملاحة الجوية التي تعبر الأجواء السورية”.وفي 24 من كانون الثاني/يناير الماضي، أجرى طيارون عسكريون تابعون لقوات النظام السوري وطيارون روس أول دورية جوية سورية – روسية مشتركة فوق الأراضي السورية.وأكدت وكالة “تاس” الروسية مشاركة القوات الجوية الروسية بمقاتلات من طراز “سو-34″ و”سو-35” وطائرة “أ-50” للإنذار المبكر، ترافقها طائرات “ميغ-23″ و”ميغ-29” السورية.