أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
سلاح آل سعود!!
بقلم : رشاد أبو شاور ... 14.04.2015

و..أخيرا، ها هو سلاح آل سعود قد ظهر، وها هو يقتل، ويجرح، والسلاح في يد(ال..)، كما يقول مثل عربي شآمي: يجرح.
دائما طُرح السؤال: لماذا يقتني آل سعود سلاحا بالمليارات، وهم لا جيش يعتد به عندهم، وهم محميون من أمريكا، راعيتهم، وحارسة وولية نعمتهم؟!
في حروب العرب مع( العدو) الصهيوني، لم يشارك جيش آل سعود، ولا طائراتهم الحديثة_ أقل حداثة من الطائرات التي تقدمها أمريكا للكيان الصهيوني_ من أجل فلسطين، وبسببها.
ربما يدافع عنهم منتفعون إعلاميون، بأنهم قدموا المال، وأن هذا أعفاهم من المشاركة، كونهم لا جيش يعتد به عندهم، ولأنهم يشعرون بالحرج من مقاتلة الكيان الصهيوني حليف راعيتهم أمريكا.
مع ذلك، ومع إعلان، أو افتضاح، كل صفقة سلاح ، كان السؤال يطرح من جديد: لماذا تدفعون المليارات في أسلحة تتكدس في مستودعاتكم، ولا لزوم لها؟!
لماذا تبددون المليارات على تسلح لا لزوم له، وفي بلادكم فقر، وتخلف، وأمية؟!
يبدو الأمر عبثيا، فعائلة آل سعود تبعثر المليارات بسفاهة على أسلحة لا تستخدم، ولكن حقيقة الأمر أنهم لا يعقدون الصفقات رغبة منهم ، وبرضاهم، ولكنهم يعقدونها صاغرين، صادعين لأوامر الإدارات الأمريكية المتلاحقة، خدمة لدوران عجلة الإنتاج في شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية!
مع ذلك، فهم، آل سعود، يستعرضون هذه الأسلحة أحيانا، تغطية على سفاهة تبذيرهم لمليارات يحتاجها الشعب في ( شبه جزيرة العرب) التي مسخوا اسمها، من الحجاز ونجد إلى (المملكة السعودية)!.
يذكرني ما تقترفه أسرة آل سعود بحق الشعب اليمني العربي العريق، بقصة للكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، وعنوانها( اللقاء)، ومختصرها: ما دام يوجد سلاح ..فإنه سيحرّض على استعماله..فالسلاح عدواني في جوهره!
لا تستغربوا، فالسلاح المكدس بأمرة آل سعود، ملأهم بالغرور، بحيث نسوا أنفسهم، وواقع حالهم، وحرّضهم على استخدامه..وضد من؟! ضد شعب اليمن العربي العريق، الذي يريده آل سعود مجرّد شعب من الخدم ليس إلاّ!..أترون: الثراء حوّل آل سعود إلى (عنصريين)!!
هذه الوصاية، وهذا الاستعلاء..على شعب اليمن، بدأ قبل ثورة اليمن عام 1962..فآل سعود تعاملوا مع اليمن، حتى في أيام الإمام أحمد حميد الدين..على أنه تابع لهم، وتحت هيمنتهم، ولا استقلالية له، وأي تقدم، أو تطور في أحواله..سيهدد ( أمن) واستقرار، وديمومة حكم آل سعود، لأنه سيفتح عيون الشعب المضطهد المقهور في الحجاز ونجد على فساد العائلة المتحكمة بمصيره.
مع تفجّر ثورة شعب اليمن، ونزول ملايين اليمنيين للشوارع، ورفعهم راية الحرية، والاستقلال الحقيقي، والعدالة الاجتماعية، ولعنهم لأمريكا والعدو الصهيوني، شعر آل سعود بان النار تتأجج بجوارهم، وفي أطراف بيت حكمهم الظالم، والفاسد، فاستأنفوا تآمرهم، وعمليات شراء الذمم، والتخريب، ومحاولة شق الصفوف بين أهل اليمن..وهل من لعبة غير لعبة الطائفية في يد آل سعود؟ علما بأن الطائفية في اليمن لا حضور لها، ولكن الأمر ينطلي على الجهلة، والمرتزقة، ومروجي فتاوى شيوخ آل سعود التافهة، والسطحية، والمجنونة، وآخرها فتوى لشيخهم الأكبر، بجواز أكل الرجل لزوجته إذا ما جاع، وافتقد الطعام!!
هل لمملكة آل سعود أن تتحمل نزول ملايين النساء في اليمن، والسير بجوار الأزواج، والأخوة، والآباء، والبناء..في مسيرة الحرية..دون أن يؤكلن ..رغم فقر الرجال اليمنيين؟! ( اضحكوا يا عرب..ويا مسلمون من عجائب مملكة التخلف والجهل والعمالة والتبعية)!!
كان لا بد للسلاح ( النائم) في مخازنه، ومستودعاته، وجحوره..من الخروج لضرب ثورة شعب اليمن..وهذا ما يحدث، ولأنه لا جيش حقيقي _ بسبب الخوف من وجوده_ فقد لجا آل سعود إلى الطيران ليقصفوا به شعب اليمن الفقير، في مدنه، وقراه، وأريافه البعيدة.
ينتشي آل سعود بقتلهم شعب اليمن، وعربدتهم، وزعرنتهم..وينتظرون ( جلب) جيوش مشتراة ..للمشاركة ( بريا) في حرب الزحف (لاحتلال) اليمن..الذي لم يحتله مستعمر عبر التاريخ، فتركيا عجزت عن احتلاله، ودول الاستعمار الحديث عجزت عن احتلاله، ولم تتمكن من الاستقرار على أرضه. ( حدث هذا في الجنوب مع بريطانيا).
قبل أيام ن وفي حوار مع سماحة السيد حسن نصر الله، مع قناة الإخبارية السورية، قال مبشرا: السعودية ستهزم، وشعب اليمن المظلوم سينتصر...
آل سعود ظنوا بأنهم سيهزمون شعب اليمن بغارات الطائرات الأمريكية، وبأنهم سيشقون صفوفه، ولكن: خاب ظنهم، فشعب اليمن صامد، وهو يزداد حقدا على آل سعود، وجيشه وقواه الشعبية على الأرض يواصلون تطهير وتحرير مدنهم، ومطاراتهم، وموانئهم، بصبر يماني معهود، وحكمة يمانية يمانية أين منها محدثو النعمة آل سعود!.
(اللقاء) المصيري التاريخي والحاسم بين سلاح آل سعود الأمريكي، وسلاح شعب اليمن العربي الأصيل..يجري تحت أبصارنا، وفي هذا اللقاء في الميدان سيتقرر مصير أسرة طالما تآمرت على العرب المعاصرين، وفي المقدمة أقدس قضاياهم: قضية فلسطين..ناهيك عن وحدتهم، وتحررهم، وتطورهم، وتقدمهم...

1