بين حرفيْنِ يعيشانِ رماداً
كيفَ للوصلِ يرى بينهما
حبَّاً جميلا
ليسَ للحبِّ وجودٌ
إن يكن يعجزُ أن يُنشئَ
للنبضِ سبيلا
إنْ يكُنْ مدُّكِ قد أعطى
إلى مدِّي الأفولا
و هو في هذا و هذا
ذابَ في جسمِكِ جسمي
و هو لا يرضى
سوى هذا بديلا
فتلقى طعناتٍ ذلكَ الحبُّ
و أمسى بين حرفينا
عليلا
كيفَ للحبِّ حياةٌ
و أذاكِ الصارخُ الهادرُ
يزدادُ سيولا
ذبُلَ الحبُّ بكفيِّكِ و كفِّي
و هو في نصفيكِ
لم يُتقِن نزولا
و هو في مرساكِ
لم يُحسِنْ وصولا
و هو في وصلِكِ
لم يُظهِرْ صهيلا
و هوَ في عينيكِ
لم يَسطعْ مِنَ المعراجِ
إنساناً نبيلا
و ظلالُ الوهجِ الخالدِ
فوق البقعة الخضراءِ
لو تدرينَ
قد أبدتْ إلى كلِّ مرايانا
الرحيلا
كم يناديكِ رمادي
و ارتيادُ العصفِ فيهِ
و على مليونِ جرحٍ
حملَ العبءَ الثقيلا
بين تقويماتِ قلبٍ
سالَ من قيسٍ و ليلى
ذلك الحبُّ زلالاً أبديَّاً عالميَّاً
احـذفـي أيـَّامـنـا الخضراءَ
مِـنْ دنـيـا الـهـوى
مِـنْ لـذة الألـحان
مِـنْ كـلِّ الأناشـيـدِ الـمـطيـرةْ
ليس للوردِ اقتدارٌ
و يدٌ مِنْ خلفِ أحلامِ النَّدى
تسبي عطورَهْ
و قراءاتٌ
مِنَ الحنظلِ
قد قصَّتْ جذورَهْ
و لقاءاتٌ
مِنَ الأشواكِ
قد أدمتْ شعورَهْ
كيفَ للأحزانِ
أن تُنقذَ للمجرى
غديرَهْ
كيفَ للبركانِ
أن يُطفئَ بالحُقدِ
سعيرَةْ
كيفَ للزلزالِ
أن يحفظَ للآتي
سطورَهْ
و أنا أنتِ
حرقنا للهوى الآتي
حضورَهْ
و دفنَّاهُ بكفَّينا
على كلِّ امتداداتِ الصَّدى الدَّامي
و لمْ يُعلنْ ظهورَهْ
و كتبناهُ هنا
في كلِّ ضوءٍ يتهجَّى
مَنْ أضاعَ الحُبَّ مرَّاتٍ
فلنْ يبقى
أمام السُّحبِ البيضاءِ
أمطاراً غزيرَة
لا و لنْ تحفظَ كفَّاهُ
بدورَهْ
لا و لن يُنقذَ ممشاهُ
طيورَهْ
و على قتلِ مياهٍ تتسامى
احـذفـي الوصلَ
مِـنَ الـدرب الـمؤدِّي للـقـصـيـدهْ
قبل أن يُظهرَ
هذا الجرحُ في عيني
و عينيكِ
رعودَهْ
قبلَ أنْ يُبرزَ
هذا العصفُ في الماضي
و في الآتي
وجودَهْ
قبلَ أن ينتخبَ الموتى
حدودَهْ
قبل أن يقرأ عطرُ الجسدِ الناعمِ
للقيا جديدَهْ
لـم يعدْ كُلِّي
بنصفيكِ صلاةً
و مـيـاهـاً و فتوحـاتٍ
و زرعـاً و نـخـيلا
كلُّ حرفٍ
جاء مِنْ دربكِ أمسى
بين ألوانٍ حيارى
ذلك الحرفَ القتيلا
قُتِلَ الحبُّ مراراً
كيفَ للمقتول أن يخلقَ
فيكِ المستحيلا
كيفَ للنبض الرماديِّ سبيلٌ
أن يرى قطعكِ وصلاً
و يرى بينهما
الحبَّ الجميلا
قراءاتٌ في الجسدِ النَّاعم!!
بقلم : عبدالله علي الأقزم ... 14.03.2014