في مناسبة رحيل الشاعر الكبير محمود درويش ، هجم علينا مئات الكتاب، والشعراء، وأشباه الكتاب والشعراء والنقاقيد..وأمطرونا بكلام لا يضيف شيئا لشعر محمود درويش، فلا دراسة ذات قيمة تضيف لمعرفتنا بشعر الشاعر، وتفتح آفاقا لدراسة شعره لم تطرق من قبل...
هي ( فزعة) و..كتابات تتمسح بالشاعر الكبير، وهي مسيئة لأن فيها من الولدنة والسطحية ما يُنّفر. فهؤلاء لم يسمعوا بشعراء فلسطين الكبار، ولم يتوقفوا عندهم، وكأن محمود درويش نبت في الفراغ، وكأنه زعيم سياسي أوحد ...
في بيروت، وعندما احتفلنا بشاعرنا الكبير عبد الكريم الكرمي ( أبوسلمى) _ كنت شخصيا عريف الاحتفال_ خاطبه محمود درويش: أنت الشجرة التي نبتت عليها قصائدنا..هات يدك لأرى فيها بيادرنا...
ولو خاطب إبراهيم طوقان، وعبد الرحيم محمود، وحسن البحيري، ومحمد العدناني، وفدوى طوقان ماذا كان سيقول؟!
هو كشاعر كبير يعرف من أين جاء، ففلسطين لم تكن عاقرا، ففي حين برز محمود درويش في فلسطين ال48، برز بين كبار: راشد حسين، توفيق زياد، سميح القاسم...
وفي ذات الوقت كان هناك شعراء كبار يتألقون في الشتات: فواز عيد، عز الدين المناصرة، صالح هواري، أحمد دحبور، محمد القيسي، مريد البرغوثي...
هل ننسى شاعرنا الكبير هارون هاشم رشيد أمد الله في عمره، وشاعرنا الكبير معين بسيسو؟!
وهل ننسى شاعرتنا الكبيرة سلمى الخضرا؟ وهل ننسى توفيق صايغ أحد أكبر مؤسسي قصيدة النثر في الشعر العربي الحديث؟!
محمود درويش قبل رحيله بأيام قال في لقاء صحفي معه: هناك أكثر من عشرة شعراء فلسطينيين كبار..وأنا علّقت يومها على هذا الكلام الذي ينصف شعراء فلسطين، ويرفض كريس واحد على حساب حضور الجميع.
هؤلاء الكتبة يمسخون مسيرة ثقافتنا،وإبداعنا...
هؤلاء يصادرون على حضور شعار يضيفون لشعرنا المعاصر: خالد أبوخالد، مي صايغ، محمد لافي، أحمد حسين _ هل سمعتم بهذا الشاعر الكبير، وهل قرأتم له؟_ إبراهيم نصر الله، يوسف عبد العزيز، وغيرهم كثيرون...
ترى: هل سمع هؤلاء بالشاعر حسن النجمي؟
هل سمعوا بشعراء حلب الفلسطينيين؟! لا أريد أن أورد بعض أسمائهم حتى لا أنسى بعضهم ...
هل قرأتم لصلاح أبولاوي، ومراد السوداني، وأحمد أبوسليم؟!
هناك من يستظلون باسم محمود درويش، ويتكسبون من اسمه، ويعقدون الصفقات باسمه، و..هناك من هم أخطر، واقصد الذين يجيّرونه سياسيا، وهم من ( رموز) التطبيع ، والاتصالات مع الصهاينة...
هولاء عبء على اسم محمود درويش، ومسيرته الشعرية، وإضافاته للشعر العربي ...
لقد أغرقتم ذكرى محمود درويش بكلام تافه، فيه كثير من التطاول على حركتنا الشعرية، ورموزنا، وكبارنا..وبهذا أسأتم للشاعر الكبير في ذكرى رحيله البدني، لا الإبداعي...
لذا أرفع صوتي في وجوهكم، في الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر الكبير : ارحموا محمود درويش من هذا ( الحب) الرخيص، المائع، المفتعل، الذي يحول بينه وبين محبي شعره، ويعزله عن مسيرة فلسطين الشعرية الغنية وعن مسيرة الشعر العربي المعاصر...
فزعة عجفاء للشاعر محمود درويش!!
بقلم : رشاد أبوشاور ... 13.08.2016