أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
«على قيد الحياة»: ألبوم جديد للمغنية الجزائرية الفرنسية أمل بنت بشير!!
بقلم : مروة صلاح متولي ... 19.10.2021

أصدرت المغنية الجزائرية الفرنسية أمل بنت بشير المعروفة باسم «أمل بنت» ألبوماً جديداً بعنوان Vivante يحتوي على 13 أغنية تتنوع في موسيقاها وأفكارها وأصواتها أيضاً، حيث يوجد أكثر من دويتو مع كل من المغنية المغربية الفرنسية إيمان، والمغني الفرنسي آتيك، والمغني الفرنسي دادجو، وهو ألبومها السابع، منذ أن بدأت مسيرتها الموسيقية عام 2004 الذي شهد صدور أول ألبوماتها، وانطلاق أغنية «فلسفتي» التي حققت نجاحاً كبيراً وقت صدورها، ولا تزال تحققه حتى اليوم، هذه الأغنية التي كتبتها فتاة نضرة لم تبلغ التاسعة عشر من عمرها، لكنها تعبر عن ذكاء وحكمة خاصة، وإن كانت صغيرة وبسيطة وغير معقدة، كما تدل على وجود الرؤية الفنية والحياتية، ومعرفة ماذا تريد وترغب في تحقيقه، والطريقة التي تختارها من أجل الوصول إلى الهدف المنشود.
وبعد مرور سبعة عشر عاماً على صدور هذه الأغنية وطوال السنوات الماضية، حققت أمل بنت بعض الأحلام التي عبرت عنها في أغنيتها، والتزمت بالكثير من معانيها أيضاً، فظلت دائماً فخورة بأصولها، وجعلت الغير يتقبلها ويحترمها كما هي، ولم تتغير من أجل إرضاء أحد، رغم كل ما كانت تسمعه من كلمات سلبية، كما إنها لم تتوقف عن المحاولة، وضاعفت جهودها باستمرار سعياً وراء النجاح، بلا خوف من الأحلام الكبيرة والطموحات العالية، لم تقع أمل بنت أسيرة نجاح هذه الأغنية، وأبدعت من بعدها الكثير من الأغنيات الجميلة، لكن تبقى لأغنية «فلسفتي» مكانتها الخاصة وذكراها الحلوة وتاريخها المهم.
ومنذ ذلك الحين تعد أمل بنت من أشهر المغنيات في فرنسا، وظلت خلال السنوات المتتالية محتفظة بنجاحها على المستوى الجماهيري والنقدي، وكذلك على مستوى المبيعات، فلديها الصوت القوي الجميل، والرؤية الفنية والاختيارات الذكية والمتوازنة، التي تتيح لها عرض قدراتها الصوتية، وإظهار تمكنها من أداء البوب والآر آند بي، بصوت حار غير بارد وحنجرة غير محايدة، لا تفتقد الإحساس والتعبير الدرامي والشاعري، الذي قد يكون بسيطاً أو انفعالياً، كما يوجد التحكم في الصوت بانتقالاته المرتفعة والمنخفضة، فهو صوت متنوع يتحرك في مجال كبير، وينخفض ويرتفع بالأوكتافات بمرونة تامة، يبدو مجروحاً بعض الشيء في الطبقات المنخفضة، وقوياً بدرجة كبيرة في الطبقات المرتفعة.
قامت أمل بنت بكتابة وتلحين أغلب أغنيات الألبوم، وشاركت فنانين آخرين في تنفيذ بعض الأغنيات مثل، المغنية الفرنسية فيتا، والمغني الجزائري الفرنسي سليمان، الذي يعد اليوم من أشهر صناع الأغنية الفرنسية رغم صغر سنه إلى حد ما، وهو يتعاون مع أمل بنت منذ أن فاز بلقب أجمل صوت عام 2016 في النسخة الفرنسية من البرنامج العالمي «ذا فويس»، وصار يكتب ويلحن لعدد من نجوم الغناء في فرنسا، بالإضافة إلى عمله على إعداد أغنياته وإصدار ألبوماته الخاصة.
«على قيد الحياة» عنوان الألبوم وعنوان أول أغنياته أيضاً، وتتكرر الكلمة في الدويتو الذي تغنيه أمل مع إيمان، هذا التأكيد على الحياة، هو تأكيد على صعوبتها في الوقت نفسه، فإن مجرد البقاء على قيد الحياة قد يعد انتصاراً صغيراً أو كبيراً، بالإضافة إلى انتصارات التقبل والتأقلم مع ما لا يمكن تقبله والتأقلم معه.
«على قيد الحياة» عنوان الألبوم وعنوان أول أغنياته أيضاً، وتتكرر الكلمة في الدويتو الذي تغنيه أمل مع إيمان، هذا التأكيد على الحياة، هو تأكيد على صعوبتها في الوقت نفسه، فإن مجرد البقاء على قيد الحياة قد يعد انتصاراً صغيراً أو كبيراً، بالإضافة إلى انتصارات التقبل والتأقلم مع ما لا يمكن تقبله والتأقلم معه، وتغني أمل بنت على إيقاع الحياة المتبدل دائماً وغير الثابت، الذي قد يكون سريعاً مفرحاً، أو بطيئاً مميتاً لا يكاد يتحرك، أو ثقيلاً بما يحمله من حزن، أو هادئاً رزيناً متشبعاً بالحكمة، وتدور أغنيات الألبوم حول الحب والسعادة والحزن والكآبة وتجارب الحياة وصعوباتها. ويعد الدويتو الذي غنته أمل مع إيمان بعنوان Jusqu’au bout من أكثر أغنيات الألبوم حيوية بإيقاعاته النابضة بالحياة، وعلى الرغم من ذلك تعد هذه الأغنية لطيفة ولا يمكن وصفها بأنها صاخبة أو مزعجة، ويوجد الكثير من التوافق بين المغنيتين على مستوى الصوت والغناء، وتمازج الإحساس وانسجامه، والتفاعل الفني بينهما، والانفعال المشترك في أدائهما لأغنية عن حرية العيش والاختيار، وعدم التقيد بالقوالب الثابتة وأحكام الآخرين الجاهزة، وعن الحياة والاحتفاء بها، وفي هذا الدويتو تغني إيمان على طريقة أمل إلى حد ما، ويضيف صوتها المزيد من النعومة والدفء إلى صوت أمل بنت، التي يبدو صوتها أكثر قوة، وقد تم تصوير هذه الأغنية، وأضاف إلى التناغم الصوتي بينهما التنسيق في الملابس وأداؤهما الحركي على أنغام الأغنية، ومن الجميل أن تشارك أمل بنت الغناء مع مغنية جديدة، لا تزال في العشرين من عمرها وفي مراحلها الفنية الأولى، هي المغنية المغربية الفرنسية إيمان، ولأمل بنت أصول مغربية أيضاً، فهي مولودة لأب جزائري وأم مغربية.
ومن الأغنيات التي تم تصويرها أيضاً، ذلك الدويتو الذي شاركها في أدائه المغني الفرنسي آتيك، ويحمل عنوان 1,2,3 والأغنية عبارة عن حوار بين عاشقين، يشكو أحدهما ويقول إنه تعب من كونه الوحيد الذي يقول أحبك، بينما يقول الآخر إنه يحبه في صمت، وفي هذه الأغنية تميل أمل بنت إلى أسلوب آتيك في الغناء وطريقة التعبير والأداء الحركي أيضاً، أما الدويتو الثالث الذي يحتوي عليه هذا الألبوم، فتؤديه أمل بنت مع المغني الفرنسي دادجو، ويحمل عنوان Tu l’aimes encore وهو حوار أيضاً بين عاشقين يظن كل منهما أن الآخر لا يزال يحب عشيقه السابق، ويمكن القول إن الإيقاع هو الشيء المميز في هذه الأغنية.
وتظهر أغنية «اسمك» مدى شاعرية صوت أمل بنت وجمال تردده وقوته أيضاً، وهي أغنية رومانسية هادئة عن صعوبة التخلص من الذكريات، والأحلام والكلمات المتبادلة، والابتسامات التي لا تنسى، وتغنيها بصوت يصاحب البيانو في طبقته المنخفضة، ويرتفع في نهاية بعض المقاطع، أما أغنية «ميرسي مسيو» فهي حزينة بعض الشيء، تغنيها امرأة لشخص ما قد يكون الأب أو الحبيب، أو أي رجل تخلى عنها، وكان غيابه والصمت الذي سببه هذا الغياب، سبباً في نضجها وقوتها واعتمادها على نفسها، إلى درجة أنها تشكره ولا تلومه. ومن الأغنيات الأكثر جدة وجدية أيضاً في هذا الألبوم، أغنية J’étais celle ويمكن وصفها بأنها وصية مغناة كتبتها أمل بنت لأطفالها، أو محاولة لتعليمهم أدق أمور الحياة وحقائقها غير اللطيفة، فتقول لهم إن الأرض ستظل تدور بعد موتها ولن تتوقف عن الدوران، وستبقى الشمس، وفصول السنة، والمنزل وشرفته المطلة على الآفاق البعيدة، كل شيء سيبقى بعد أن تذهب وتغادر هذه الدنيا، لكنها تود منهم عندما يقومون بالتفكير فيها وعندما يتذكرونها بالبكاء أو بالضحك، أن يقولوا إنها كانت الحالمة المحبة الجريئة التي لم تكف عن المحاولة، وتقول إنها سوف تلتقي بهم وتجتمع معهم مرة أخرى، وتخبرهم في النهاية أن الحب هو القيمة الأعلى في هذه الحياة.


*كاتبة مصرية..**المصدر : القدس العربي
1