حقق جيش النظام السوري أمس الإثنين المزيد من التقدم في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وبات يسيطر على 40 في المئة من هذه المنطقة المحاصرة، بالتزامن مع مقتل 73 مدنياً جراء استمرار القصف الجوي.وتزامن التقدم مع خروج قافلة المساعدات الأممية التي دخلت إلى غوطة دمشق الشرقية أمس الاثنين بعد تلقيها إيعازا من النظام السوري وروسيا بذلك. واضطرت القافلة للخروج دون أن تتمكن من تفريغ 9 شاحنات من أصل 46 شاحنة دخلت أمس، واستمر القصف على الغوطة وبنفس الوتيرة منذ دخول القافلة إلى الغوطة. وقالت بيان ريحان عضو المجلس المحلي لمدينة دوما (تابعة للمعارضة)، إن «افراد القافلة تعرضوا لضغوط من النظام وروسيا للخروج من الغوطة، وبعدها بساعة وصلهم إيعاز بالانسحاب المباشر من المنطقة فخرجوا بسرعة وحتى دون تنسيق مع فصائل المعارضة التي رافقتهم خلال جولتهم».وقال مسؤول في منظمة الصحة العالمية «رفض الأمن كل (حقائب) الإسعافات الأولية واللوازم الجراحية والغسيل الكلوي والأنسولين، واستبعد نحو 70 في المئة من الإمدادات التي نقلت من مخازن منظمة الصحة العالمية إلى شاحناتها خلال عملية التفتيش».ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله «تواصل قوات النظام السوري التقدم على جبهات الجهة الشرقية من الغوطة» في مواجهة فصيلي جيش الإسلام وفيلق الرحمن.وسيطرت قوات النظام مساء الإثنين على بلدة المحمدية في جنوب الغوطة بعد معارك مع فصيل «فيلق الرحمن»، كما تقدمت في مناطق زراعية أخرى.وأكد عبد الرحمن أن «قوات النظام باتت تسيطر حالياً على 40 في المئة» من المنطقة المحاصرة، لتتقلص بذلك مساحة الفصائل المعارضة التي كانت تسيطر على أكثر من مئة كيلومتر من إجمالي الغوطة الشرقية.وصعّد النظام السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيون من حملتهم الدموية على محاصري الغوطة الشرقية، منتهكين الهدنة المبرمة بشأن منطقة خفض التصعيد شرقي دمشق، وهدنة «الساعات الخمس» اليومية الروسية وقرار مجلس الأمن في وقف إطلاق النار.ووفقاً لإحصائيات الدفاع المدني وثقت «القدس العربي» مقتل أكثر من 73 مدنياً، بينهم أطفال ونساء في مجازر عدة ارتكبها النظام وحلفاؤه خلال الأربع والعشرين ساعة الفائتة.الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة قال في بيان له أمس الإثنين إن «عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين يتساقطون في الغوطة الشرقية مع مرور كل يوم وعلى مدار الساعة، جراء القصف الجوي والمدفعي لطائرات النظام وطائرات الاحتلال الروسي، والمجازر التي ارتكبت على يد روسيا والنظام خلال الساعات القليلة الماضية، ما يعني أن الغوطة الشرقية المحاصرة مستهدفة بكل مناطقها، وأن الهجوم الإجرامي الوحشي عليها يهدف إلى أحد أمرين: إما قتل من في الغوطة أو تهجيرهم، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي مجدداً أمام مسؤولياته، باعتبار أن الغوطة الشرقية تتعرض حالياً لحملة إبادة جماعية على يد روسيا والنظام والميليشيات الإيرانية». من جهتها أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بياناً شديد اللهجة يتهم روسيا بقتل المدنيين الأبرياء في سوريا، حيث تقدمت القوات الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلى جيب للمعارضة السورية في الغوطة الشرقية.وقالت سارة هوكابي ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض «بعد التأجيل المتكرر لقرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 2401 الذي طالب بوقف الأعمال القتالية في سوريا لمدة 30 يوماً، وأصلت روسيا تجاهل التزاماتها وقتلت المدنيين الأبرياء تحت رعاية كاذبة لعمليات مكافحة الإرهاب». ودعت ساندرز قوات الأسد إلى وقف الهجوم فوراً. وقالت إن العالم المتحضر يجب ان لا يتسامح مع استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية.تزامناً طالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الإثنين، بفتح تحقيق عاجل في الأوضاع في الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا، مطالبا بالسماح فوراً بدخول المساعدات الإنسانية إليها. وصوت المجلس على قرار تقدمت به بريطانيا، يدعو محققي حقوق الإنسان إلى «فتح تحقيق شامل ومستقل في الأحداث الأخيرة في الغوطة الشرقية». وتستعد 200 امرأة بوسنية، بينهن أمهات فقدن غالبية أقربائهن في مذبحة سربرنيتشا، للمشاركة في «قافلة الضمير من أجل النساء»، بهدف إسماع صرخات السوريات المعتقلات بشكل غير قانوني في سجون النظام، والتأكيد على ضرورة الإفراج عنهن.وتنطلق القافلة، المؤلفة من عدد من الحافلات، من مدينة إسطنبول التركية (شمال غرب)، اليوم الثلاثاء، وتمر بمدن تركية أخرى، قبل أن تبلغ الحدود التركية – السورية، في 8 آذار/ مارس، الذي يوافق اليوم العالمي للمرأة، حيث ستعقد مؤتمرا صحافيا.وقالت ممثلة جمعية «تحالف الثقافات البلقانية»، أنيدا غويو، ، إن «العالم يلتزم الصمت إزاء استمرار اعتقال العديد من النساء السوريات».
وأضافت أن «النساء المشاركات في القافلة سيوجهن مناشدة إلى العالم، في 8 مارس (آذار الجاري) لمساعدات السوريات اللاتي يتعرضن للتعذيب».وارتكبت القوات الصربية مجازر بحق مسلمين، إبان «حرب البوسنة»، التي تسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.من جانبها، قالت الناشطة في مجال حقوق المرأة البوسنية، شهيدة عبد الرحمنوفيتش، إن «القافلة تحظى بأهمية كبيرة، ولها رمزية عاطفية بالنسبة للنساء البوسنيات».وتابعت: «كنا نتمنى أن تنتهي المذابح في العالم بالإبادة التي عشناها في البوسنة، لكننا لم ننجح في تحقيق ذلك»!!
دمشق..سوريا : النظام السوري يسيطر على 40٪ من الغوطة ويجبر قافلة المساعدات على المغادرة!!
06.03.2018