أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني مسار التحقيقات في العملية الإجرامية التي استهدفت موكب رئيس الوزراء وزير الداخلية د. رامي الحمد لله في غزة مؤخراً، مؤكدةً أنها دعت منذ اللحظة الأولى لتشكيل لجنة مشتركة من الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة؛ للتحقيق في هذه الجريمة و"لكنا لم نجد آذاناً صاغية".وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوزارة، مساء اليوم الأربعاء، في فندق الكومودور بغزة للكشف عن مسار التحقيقات التي أجرتها: "نُعلن استعدادنا لاطلاع أي جهة معنية على مسار التحقيقات وما توصلنا إليه من نتائج حتى هذه اللحظة".وأشار إلى أن وزارة الداخلية في غزة أرسلت عدة تقارير حول العملية الإجرامية ومسار التحقيق لرئيس الحكومة وزير الداخلية ولم نتلق منه أي رد أو تعليمات".وعبر البزم عن استهجان واستغراب الداخلية لعدم تعاون شركتي الوطنية وجوال في الكشف عن المعلومات المتعلقة بهوية وبيانات أرقام الهواتف التي استخدمت في عملية التفجير أو التحضير لها، مما عقّد وأبطأ مسار التحقيق واضطر الأجهزة الأمنية لاستخدام وسائل أخرى للوصول للمجرمين.وأضاف: "تمكنت وزارة الداخلية والأمن الوطني من كشف الخلية التي نفذت عملية تفجير موكب رئيس الحكومة، وما زال الاستنفار الأمني مستمراً في وزارة الداخلية للبحث عن مطلوبين آخرين تتعقبهم الأجهزة الأمنية في إطار استمرار عملية التحقيق".وأكد أن هذه العملية الإجرامية لن تُؤثر على حالة الاستقرار الأمني في قطاع غزة، مشدداً على أن هذه العملية لن تسمح لأي جهة كانت بالعبث في أمن الوطن والمواطن.وكشف البزم تفاصيل العملية، قائلاً "مُنذ وقوع التفجير الذي استهدف موكب رئيس الحكومة في الثالث عشر من شهر مارس الجاري، أعلنت وزارة الداخلية الاستنفار الأمني وفرضت إجراءاتٍ أمنيةً مشددة في مناطق قطاع غزة كافة والمعابر والحدود لمتابعة الحادث".ولفت إلى أن الداخلية شكلَّت لجنة تحقيق على أعلى مستوى أمني في الوزارة من أجل الوصول للمجرمين.واستطرد قائلاً : "في اليوم الأول لوقوع الجريمة أرسل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء توفيق أبو نعيم تقريراً أمنياً حول تفاصيلها إلى رئيس الوزراء وزير الداخلية د. رامي الحمد الله، كما أرسل له تقريراً آخر في اليوم التالي حول سير التحقيقات الأولية والاحتياجات والمعلومات التي نحتاج توفّرها للإسراع في الوصول لمنفذي التفجير، ولكننا لم نتلقّ أي رد حتى هذه اللحظة.!!".وتابع : "بجهود مُضنية وتحقيقات مُعقدة توصلت الأجهزة الأمنية إلى المتهم الرئيس في عملية التفجير المدعو/ أنس عبد المالك أبو خوصة، وأعلنت وزارة الداخلية عن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تقود إليه".ونوه إلى أن الأجهزة الأمنية داهمت منزل أبو خوصة الكائن في منطقة التوام شمال قطاع غزة حيث عثرت بداخله على مواد متفجرة وأدوات تفجير مطابقة لما تم العثور عليه في العبوة الثانية التي لم تنفجر في الموكب، أسلحة وأدلة أخرى.ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية استمرت في تحقيقاتها بشكل مكثف وواصلت الليل بالنهار من أجل الوصول للحقيقة وكشف المجرمين الذي ارتكبوا هذه الجريمة رغم موجات التشويش للتأثير على مسار التحقيقات.ومضى يقول : "في اليوم التالي تمكنت الأجهزة الأمنية - بعد ورود معلومات - من تحديد المنطقة التي يختبئ فيها المطلوب أبو خوصة مع مساعديه غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة".وأشار البزم إلى أن الأجهزة الأمنية فرضت طوقاً أمنياً على المنطقة والبحث عن المطلوبين حيث تم تحديد مكانهم ومطالبتهم بتسليم أنفسهم، إلا أنهم بادروا بإطلاق النار وإلقاء قنابل بشكل مباشر على عناصر القوة الأمنية.وذكر أن العملية الأمنية أدت إلى استشهاد اثنين منهم هما الشهيد الضابط الرائد زياد الحواجري والشهيد الضابط الملازم حماد أبو سويرح، وإصابة عدد آخر من قوات الأمن، أعقب ذلك اشتباك مع المطلوبين أسفر عن مقتل المطلوب أنس أبو خوصة الذي حاول تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه في القوة التي حاولت اعتقاله، كما أصيب اثنان آخران من المطلوبين تم نقلهما لتلقي العلاج، توفي أحدهما وهو عبد الهادي الأشهب متأثراً بجراحه الخطرة، وما زال الآخر يخضع للتحقيق.وأوضح أن العملية الأمنية أدت إلى التوصل لمطلوبين جدد من ذوي العلاقة بالجريمة، وتقدم في التحقيق، وتم اعتقال أشخاص آخرين متورطين.وحيا المتحدث باسم وزارة الداخلية أبناء الأجهزة الأمنية كافة الذين قدموا أرواحهم ودماءهم، وما زالوا في حالة استنفار من أجل كشف هذه الجريمة والمحافظة على استقرار الحالة الأمنية.وكان جهاز الأمن الداخلي نشر بعد ظهر اليوم على صفحته في "فيسبوك" مقطع فيديو قصير "برومو" تحت عنوان "ترقبوا" يتضمن مشاهد لم تنشر من قبل متعلقة بحادث تفجير موكب رامي الحمد الله، والاشتباك الذي حصل مع المتهم الرئيس بتنفيذ الهجوم والذي أدى إلى مقتله ومقتل أحد مساعديه واستشهاد ضابطين من جهاز الأمن الداخلي.ويتضمن الفيديو توثيق كاميرات المراقبة للمتهم الرئيس أنس عبد المالك أبو خوصة الذي قتل في اشتباك معه منتصف الأسبوع الماضي بعيد التفجير وتوجهه إلى بيته في منطقة التوام شمال قطاع غزة وذلك بواسطة دراجة نارية برفقة شخص آخر.ونجحت الأجهزة الأمنية في غزة في غضون فترة وجيزة من كشف حيثيات التفجير والمتهم الرئيسي فيها المدعو أنس عبد المالك أبو خوصة، والذي قتل قبل أيام باشتباك مسلح أدى أيضا إلى مقتل مساعده واستشهاد عنصرين من الأجهزة الأمنية خلال محاولته اعتقاله.وعقدت قيادة حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، اجتماعًا طارئًا ومهمًا بحضور رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية ورئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، مع عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، لإطلاعهم على آخر التحقيقات حول جريمة تفجير موكب د. رامي الحمد الله.وقدمت الحركة خلال الاجتماع الذي عُقد في مكتب السنوار، صورة تفصيلية لآخر التحقيقات التي تم التوصل إليها حول جريمة تفجير موكب د. رامي الحمدالله وصولاً إلى كشف الجاني والاشتباك الذي حصل صباح الخميس الماضي.واستنكر قادة الفصائل الحملة الإعلامية والاتهامات الباطلة التي تمارسها حركة فتح والسلطة، ونعت الفصائل الفلسطينية شهداء الواجب الوطني الذين قضوا خلال الاشتباك، ووجهت الشكر والتقدير للأجهزة الأمنية على أدائها المهني.وأكد قادة الفصائل على بذلهم للجهود كافة لوقف تداعيات التفجير، وأكدوا على ضرورة ملاحقة كل حالات تجاوز القانون والعبث بجبهتنا الداخلية مهما كانت الجهة التي تقف خلفها.!!
غزة..فلسطين :شاهد..فيديو.. الداخلية الفلسطينية تكشف تفاصيل استهداف موكب الحمد الله!!
29.03.2018