وسط خروقات يومية لمناطق خفض التصعيد في الشمال والجنوب من قبل النظام السوري والميليشيات التابعة له، وبدعم روسي وتصعيد للنظام عسكرياً في مدينة درعا، تزامناً مع تحذيرات أممية من كارثة إنسانية تتهدد مئات آلاف المدنيين في الجنوب، وبينما تجري عمليات نزوح جماعي، جاء التهديد التركي لأول مرة، أمس، بإنهاء مسار «أستانة» مع روسيا وإيران، وكذلك مسار «جنيف»، في حال استمرار الهجمات على مناطق خفض التصعيد في محافظة إدلب السورية، والذي يأتي – بحسب محللين أتراك – في إطار الضغط الروسي على أنقرة، في ظل غضب موسكو من الاتفاق التركي ـ الأمريكي في محافظة منبج شمالي سوريا.فقد طالب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي، أمس، روسيا وإيران بوقف الهجمات المتواصلة على منطقة خفض التصعيد في إدلب، التي أنشأت تركيا فيها 12 نقطة مراقبة بموجب تفاهمات «أستانة» بين الدول الثلاث الضامنة «روسيا وإيران وتركيا». وأضاف الوزير التركي مهدداً: نقول لروسيا وإيران إذا وقعت هجمات على هذه المنطقة فإن هذا يعني نهاية المحادثات السياسية. أنتم ضامنون للنظام، وحصول الهجمات يعني انتهاء مسار أستانة وكذلك مسار جنيف». والتهديد التركي غير المسبوق جاء بعد أن صعد النظام السوري وروسيا هجماتهما على إدلب، وسط مخاوف من تحضيرهما لهجوم واسع على المدينة، وهو ما أثار مخاوف كبيرة لدى السكان المدنيين ودفع الأمم المتحدة للتحذير من احتمال تهجير 2.5 مليون من سكان المحافظة إلى تركيا في حال توسيع الهجوم العسكري عليها.جنوباً وعلى جبهة درعا نزح آلاف المدنيين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة داخل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، مع تصعيد قوات النظام قصفها على ريف درعا الشرقي، خشية من هجوم عسكري وشيك على المنطقة لطالما لوحت دمشق أخيراً بشنه. وحذرت الأمم المتحدة أمس من تداعيات التصعيد على سلامة مئات الآلاف من المدنيين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب سوريا. وتكتسب هذه المنطقة خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع اسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.وأكدت مصادر عسكرية في المعارضة السورية جهوزيتها واستعدادها الكاملين لصد العدوان على درعا، متوعدة قوات النظام ومن يساندها بحرب لم تشهدها من قبل.مصدر خاص أكد لـ«القدس العربي» أن دولاً عديدة ستساند المعارضة في الجنوب السوري، ضد الهجمات الإيرانية والتابعة للنظام السوري، مؤكداً أن الجنوب لن يتم تسليمه لإيران ومن خلفها قوات النظام والميليشيات الشيعية.المصدر، الذي فضل حجب اسمه، أكد وصول عشرات الشاحنات من الأسلحة النوعية والثقيلة والصاروخية من دولة أوروبية للجيش السوري الحر، خلال الساعات الماضية، من بينها أسلحة حديثة مضادة للمدرعات، وراجمات صواريخ، وغيرها من الأسلحة النوعية المتطورة، متوقعاً دعماً عسكرياً كبيراً سيصل إلى الجنوب السوري خلال أيام قليلة جداً لصد الضغوط العسكرية التي تمارسها إيران وروسيا والنظام السوري ضد المعارضة التي تسيطر على غالبية المنطقة، بينما نفت مصادر أخرى وصول تلك الشحنات من الأسلحة.وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس أمس عن «نزوح أكثر من 12 ألف مدني خلال الأيام الثلاثة الأخيرة مع تصعيد قوات النظام قصفها المدفعي والجوي على ريف درعا الشرقي وبلدات في ريفها الشمالي الغربي». وتسبب القصف على درعا منذ الثلاثاء بمقتل 14 مدنياً، بالإضافة إلى ستة من مقاتلي الفصائل المعارضة، حسب المرصد!!
دمشق..سوريا : نزوح جماعي لسكان جنوب سوريا هربا من قصف النظام… وتحذيرات أممية من تداعيات التصعيد!!
22.06.2018