أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
دمشق..سوريا : أكراد سوريا يريدون تحالفاً أبدياً مع أمريكا والمخاطر حول كيانهم متعددة !!
25.05.2019

نشرت مجلة «إيكونوميست» تقريراً عن أكراد سوريا متسائلة «من سيحكم شمال سوريا». وقالت إن الأكراد يقومون ببناء دولتهم في هذه المنطقة من سوريا، ولكن هذه الدولة قيد الإنشاء تواجه أعداء كثراً. وتشير إلى أن الأكراد يطلقون على منطقتهم اسم «روجافا» والذي يعني «حيث تغيب الشمس». وتقول إن الأكراد عانوا منذ وقت طويل من اضطهاد لثقافتهم ثم جاء تنظيم الدولة والذي حاول احتلال مدنهم ودمرها. ومنها كوباني التي تخرج من دمار الحرب مع تنظيم الدولة بتذكار الحرب الضخم والذي ينظم معرضاً ثانياً للفن.وتقول المجلة إن الأكراد وعلى مدى ثمانية أعوام من الحرب الأهلية سيطروا على ثلث سوريا. وفي عام 2016 أعلنوا عن منطقة الحكم الذاتي والتي تحتوي على مصادر سوريا الهامة من النفط والحقول الزراعية والسد الكبير. وهي إنجازات تظل بيدقاً في محاولة الأكراد الحصول على حق تقرير مصيرهم. ولكن هذا يعني وجود أعداء كثر وتحديات نابعة من الداخل والخارج. وهناك خشية بين الأكراد من امكانية تخلي الولايات المتحدة الحليف الأقوى عنهم وبتغريدة من ترامب.وفي الوقت الحالي يبدو أن الأمور تجري في مسارها. فرغم العقوبات التي تمنع الإعمار في معظم أنحاء سوريا إلا أن الشاحنات المحملة بالحفارات والإسمنت تصطف على الحدود العراقية مع سوريا. وتحتشد ناقلات النفط في الطريق إلى دمشق، فيما تقوم الوكالات الأجنبية بإعادة إعمار البنى التحتية والمستشفيات والمدارس في المنطقة. وتم تشكيل البرلمان في أيلول (سبتمبر) ولكنه يعقد جلساته في مدرسة ثانوية. وتعلق المجلة أن قادة المنطقة الأكراد يعتبرون متحررين في القضايا الإجتماعية، فتعدد الزوجات ممنوع ويمكن للرجل والمرأة العمل في نفس مكاتب الحكومة والتشارك في القيادة.فهناك إمرأة تحكم الرقة التي كانت «عاصمة» لتنظيم «الدولة». وهناك قلة من مسؤولي الحزب الذي يسيطر على المنطقة يرتدين الحجاب. وغالبية الأكراد هم مسلمون لكنهم كما تقول المجلة متساهلون – يشربون الخمر ويدخنون في رمضان. ويعتبرون الدين أمراً شخصياًوأشارت «لفرحة الإنجيليين الأمريكيين الذين افتتحوا كنيسة في كوباني لخدمة المعتنقين الجدد للمسيحية». ولكن حكام منطقة شمال شرقي سوريا مدينون بسلطتهم للبندقية والإلتزام الثوري لا صناديق الإنتخابات، فقد خرجوا من عباءة حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) الذي يتخذ من شمال العراق مقرا له ويعد منظمة إرهابية. والمنطقة والحالة هذه تحمل ملامح دولة الحزب الواحد، فالتظاهرات ممنوعة فيها ويتم التحرش بأحزاب المعارضة.ويقول المسؤولون إنهم أفضل من نظام بشار الأسد أو المعارضة التي قاتلته، وهي مقاربة ذات سقف متدن. ووصف صحافي محلي الوضع بالقول «إنه مثال عن وضع ديكتاتوري آخر». ويواجه هذا النظام مشكلة في الحكم، ديمغرافية الطابع، فعدد الأكراد في المنطقة يتراوح ما بين نصف مليون إلى مليون نسمة يعيشون وسط مليون ونصف مليون عربي. ولهذا حاول القادة الأكراد جذب العرب من خلال تغيير اسم المنطقة من «روجافا» إلى «الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا». ونقلوا العاصمة من القامشلي ذات الغالبية الكردية إلى بلدة عين عيسى. وتم تعيين العرب في عدد من المراكز القيادية. ويقول بولات شان، أحد قادة قوات سوريا الديمقراطية «نريد فدرالية جغرافية وليس فدرالية إثنية».ولكن العرب في المنطقة يشعرون بالتهميش. وتسيطر قوات حماية الشعب الكردية على قوات سوريا الديمقراطية. وعند القاعدة العسكرية يسأل الحرس الزوار «كردي أم عربي؟». ويقول شيوخ القبائل أن الأكراد صادروا أراضيهم وفرضوا عليهم عاداتهم وتقاليدهم. وقال أحد المشائخ الساخطين «يريدون إحضار نسائنا للاجتماعات». وهناك من يتحدث عن «احتلال» كردي. وقام المتظاهرون في منطقة دير الزور الغنية بالنفط بمنع الوصول إليها وحرقوا الإطارات وهتفوا «الأكراد سرقوا نفطنا». وفي الشمال تركيا والجنوب نظام الأسد كل يحاول استغلال الخلافات داخل المنطقة. وقامت تركيا وسوريا بعقد لقاءات مع مشائخ القبائل في محاولة لجذبهم.وتريد تركيا إقامة منطقة آمنة قد تشمل قرى وبلدات كردية وتقول إن المنطقة ستمنح حزب العمال الكردستاني فرصة لمواصلة حملته الإرهابية التي يقوم بها منذ 40 عاماً. وفي منطقة غرب منبج تقوم القوات التركية بحشد قواتها، وليس لدى الأكراد الغطاء الجوي ولا المعدات الثقيلة. ولا يستطيعون مواجهة جيش الأسد الذي يقول إنه يريد استـعادة سـوريا كلها!!


1