أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
انقرة.. تركيا : التحرير القاتل : قُتل خلالها 14 رهينة.. الكشف عن تفاصيل عملية كوماندوس فاشلة للجيش التركي في شمال العراق!!
15.02.2021

كشفت تصريحات رسمية وتقارير صحافية عن تفاصيل العملية العسكرية التي نفذها الجيش التركي شمالي العراق على مدار الأيام الماضية، حيث تبين أنها لم تكن عملية عسكرية تقليدية ضد تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) وإنما كانت عملية كوماندوس حاول خلالها الجيش التركي تحرير 14 من الرهائن الأتراك الذين كان يحتجزهم التنظيم في مغارة جبلية معقدة بمنطقة غارا الواقعة بعمق الأراضي العراقية.وفي العاشر من الشهر الجاري، أعلن الجيش التركي بدأ عملية عسكرية تحت اسم “مخلب النسر” ضد تنظيم بي كا كا في منطقة غارا شمالي العراق، وأعلن على مدار الأيام الماضية تنفيذ غارات جوية و”تحييد مسلحين”، لكن ومع الإعلان رسمياً عن إنتهاء العملية بدأت التفاصيل تتكشف ليتبين أنها كانت محاولة لإنقاذ رهائن انتهت بمقتلهم جميعاً إلى جانب عشرات المسلحين وعدد من جنود الجيش التركي.واستهدفت العملية بشكل محدد مغارة ضخمة يستخدمها التنظيم كمركز قيادة وسجن، حيث توصلت المعلومات الاستخبارية التركية إلى أن الأتراك الـ14 محتجزين في المغارة الواقعة في منطقة غارا بعمق 25 كيلو عن الحدود التركية داخل العراق.ولا توجد أي معلومات بعد عن الأتراك الـ14 الذين قتلوا في العملية، حيث لم يعلن في وقت سابق عن اختطاف هذا العدد سواء من المدنيين أو العسكريين، وتقول مصادر تركية إن الجهات الرسمية لم تعلن سابقاً عن اختطافهم “حفاظاً على أمنهم وسير محاولات انقاذهم”، بينما اكتفي وزير الدفاع التركي خلوصي آكار بتأكيد أنهم “مدنيين”.وبحسب تأكيدات رسمية، عثرت قوات الكوماندوس التركية على الرهائن الـ14 وقد تم إعدامهم بإطلاق الرصاص على رؤوسهم من مسافة قريبة، ويعتقد أنه تم إعدامهم من قبل المسلحين عقب محاصرة المغارة من الجيش التركي، وهو ما أكده أحد المسلحين الذين تم إلقاء القبض عليه وهو على قيد الحياة.يقول تقرير للتلفزيون الرسمي “تي ري تي خبر” إن الجهات الاستخبارية التركية أمنت المعلومات الكاملة حول المنطقة والمغارة ومكان احتجاز الرهائن، وبناء على هذه المعلومات تقرر القيام بعملية عسكرية واسعة وخاطفة في محاولة لتحرير الرهائن وتوجيه ضربة لتواجد التنظيم في هذه المنطقة.والمغارة تقع في منطقة غارا، وهي منطقة تقع بعمق 25 كيلو عن الحدود التركية داخل العراق، وتمتد على مساحة واسعة تصل إلى 75 كيلومتر وتعتبر منطقة جبلية وعرة وذات تضاريس معقدة ويصعب التنقل والتحرك فيها، وتعتبر أيضاً من مراكز القيادة الاستراتيجية لتنظيم بي كا كا الذي يتحصن في تضاريسها المعقدة وداخل الكهوف والمغارات.وتشير صور نشرتها وزارة الدفاع وتحليلات خبراء عسكريين أتراك إلى أن المغارة تقع على منحدر أحد الجبال، وفي منطقة بين منحدري جبلين بزاوية 60 درجة، بينها سهل عميق، وهو ما يجعل من إمكانية القيام بعمليات الانزال الجوي والتحرك براً أمراً معقداً للغاية.وبدأت العملية بضربات جوية واسعة نفذتها أكثر من 40 طائرة حربية ومُسيرة، بالإضافة إلى طائرات التحكم والإنذار المبكر والتزود بالوقود جواً، وقالت وزارة الدفاع التركية إن هذه الضربات دمرت قرابة 50 هدفاً للمسلحين منها مراكز قيادة ومخازن أسلحة ومغارات وكهوف يستخدمها المسلحين.وفور إنتهاء الضربات الجوية، بدأت مروحيات بنقل جنود الجيش التركي من قوات النخبة “الكوماندوس” إلى مكان العملية البرية وهو محيط المغارة التي حصلت المخابرات التركية على معلومات مفصلة حول مداخلها ومخارجها وتقسيمها، وكان لديها تصور دقيق حول مكان احتجاز الرهائن الأتراك داخلها.وبحسب رسم بياني أعدته وزارة الدفاع التركية للمغارة، فإنها تقع داخل أحد الجبال وتتكون من 9 غرف مختلفة وممرات معقدة وبداخلها 7 مغارات صغيرة ببوابات حديدية على شكل معتقلات، ولديها 3 مداخل ومخارج مختلفة، كان يحتجز داخلها الرهائن الأتراك الـ14.وفي بداية العملية، جرت اشتباكات قوية جداً ومن مسافة قريبة بين قوات الكوماندوس التركية والمسلحين، وبحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية فإن العملية أسفرت عن مقتل 50 مسلحاً بينهم قياديان كبيران بالتنظيم، والقبض على 2 من المسلحين على قيد الحياة، كما أعلنت مقتل 3 جنود أتراك وإصابة 3 آخرين.يقول وزير الدفاع التركي: “عندما اقتحمنا مغارات المنظمة الإرهابية عثرنا على جثث 14 من مواطنينا المدنيين الذين اختطفتهم المنظمة سابقا”، مضيفاً: “وفقا لإفادة أحدهم، فإن الإرهابي المسؤول عن المغارة أقدم على قتل المدنيين عندما اقتربت القوات التركية من المغارة المذكورة”.


1