أيّد الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي، أمس الإثنين، المحادثات بين إيران وست قوى عالمية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكنه رفض بوضوح الاجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن حتى لو رفعت واشنطن جميع العقوبات.وفي أول مؤتمر صحافي يعقده منذ انتخابه يوم الجمعة الماضي، قال رئيسي، وهو “أصولي” محافظ في بلاده، إن الأولوية في السياسة الخارجية لبلاده ستكون لتحسين العلاقات مع دول الجوار في الخليج، ودعا السعودية إلى وقف التدخل في اليمن على الفور.ومن المقرر أن يتولى رئيسي (60 عاما) السلطة خلفا للرئيس حسن روحاني في الثالث من أغسطس/ آب، مع سعي إيران لإنقاذ الاتفاق النووي والتخلص من العقوبات الأمريكية التي تسببت في تراجع اقتصادي حاد.وقال رئيسي: “نحن نؤيد المفاوضات التي تضمن مصالحنا الوطنية (…) على أمريكا أن تعود فورا إلى الاتفاق وتفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق” .وتجرى مفاوضات في فيينا منذ أبريل / نيسان لتحديد كيفية عودة إيران والولايات المتحدة للالتزام بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في 2018 في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.وقال رئيسي إن السياسة الخارجية لإيران لن تتقيد بالاتفاق النووي. وأضاف: “يجب رفع كل العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران”.ويقول مسؤولون إيرانيون وغربيون على حد سواء إن صعود رئيسي للسلطة لن يغير على الأرجح موقف إيران التفاوضي في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي.وللمرشد الأعلى علي خامنئي بالفعل القول الفصل في كل القرارات السياسية الكبرى. ولدى سؤاله عما إذا كان سيلتقي مع الرئيس الأمريكي إذا تم رفع تلك العقوبات، أجاب رئيسي “لا” .واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أنه من الممكن أن يكون رئيسي هو الشخصية الأكثر قمعاً التي تتولى الرئاسة في إيران على الإطلاق، علماً أنه متهم بقتل آلاف المعارضين السياسيين عندما كان عضوا في لجان الموت عام 1988. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم توثيق هذه الأحداث من قبل هيئات مراقبة حقوق الإنسان مثل منظمة “العفو الدولية”، مشيرةً إلى أن رئيسي أشاد بعمليات القتل. واعتبرت الصحيفة أنه من المرجح أن تؤدي رئاسته إلى تكتيكات أكثر قمعية من قبل الدولة ومساءلة أقل لأولئك الذين يسيئون استخدام السلطة.ولدى سؤاله عن مزاعم جماعات حقوق الإنسان بتورطه في عمليات القتل، قال: “إذا دافع قاض أو مدع عام عن أمن الناس، فينبغي الإشادة به” . وأضاف: “أنا فخور بأنني دافعت عن حقوق الإنسان في كل منصب شغلته حتى الآن” .وفيما يتعلق بمطالبات دول الخليج في ضم برنامج إيران للصواريخ الباليستية إلى محادثات الاتفاق النووي في فيينا، قال رئيسي: “أنشطة (إيران) في المنطقة وبرنامج الصواريخ الباليستية غير قابلة للتفاوض” . وأضاف “هم (الولايات المتحدة) لم يلتزموا بالاتفاق السابق، كيف يريدون الدخول في مناقشات جديدة؟” .وبدأت السعودية وإيران، اللتان قطعتا العلاقات في 2016، محادثات مباشرة في العراق في أبريل/ نيسان بهدف احتواء التوتر بينهما. وقال رئيسي: “إعادة فتح السفارة السعودية لا يمثل مشكلة لإيران” .وفي السياق، أفادت صحيفة “التايمز” البريطانية إن إسرائيل نفضت الغبار عن خطط لضرب المنشآت النووية الإيرانية بعد فوز رئيسي. وقالت إن نفتالي بينيت رئيس الوزراء الجديد استخدم أول لقاء لحكومته ودعا العالم للاستيقاظ على انتخاب رئيسي واصفاً إياه بـ “القاتل السفاح”، ومتعهداً بعدم السماح لإيران بالحصول على السلاح النووي.وقال مسؤول لم تكشف عن هويته للقناة الإسرائيلية 12: “لا خيار إلا العودة للوراء والتحضير لمهاجمة المشروع النووي الإيراني، وهذا يحتاج لميزانية وتخصيص الموارد”.واعتبرت الصحيفة أن انتخاب رئيسي في انتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة كانت نتيجة متوقعة.وتابعت أنه الواضح أن حملة المتشددين بمن فيهم الحرس الثوري والمرشد الأعلى علي خامنئي كانوا مصممين على تزوير الانتخابات لصالح مرشحهم رئيسي، وقرروا انتخاب رجل متطرف ومحافظ في معتقداته الإسلامية وقاض سابق لديه سجل قاس، ولهذا السبب “تواجه إيران مستقبلا قاتما”.وأضافت الصحيفة أن الكثير من الإيرانيين وبخاصة الجيل الشاب الحانق على منع أي مرشح وعد بالإصلاح وتحرير الاقتصاد بدا واضحا في الطريقة الوحيدة للرفض وهي مقاطعة الانتخابات. ولم يصوت سوى نصف من سمح لهم بالتصويت، وهي أدنى نسبة مشاركة في تاريخ الجمهورية الإسلامية.
طهران..إيران: رئيسي يطالب برفع كامل العقوبات ووقف تدخل السعودية في اليمن… ويرفض لقاء بايدن!!
22.06.2021