أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
الخرطوم..السودان : السودانيّون يهتفون من جديد: مدنيّاو!!
22.10.2021

تظاهر عشرات الآلاف من أنصار الحكم المدني في السودان، الخميس، في شوارع الخرطوم، للمطالبة بالحكم المدني.وتحاشى المتظاهرون الاقتراب من خيام نصبت أمام مقر المجلس السيادي الذي يترأسه الفريق أول، عبد الفتاح البرهان، والذي يعقد اجتماعاته في القصر الجمهوري، تأييدًا لـ"حكومة عسكرية"، يقولون إنها وحدها قادرة على إخراج البلاد من أزمتين اقتصادية وسياسية متفاقمتين.وفي استعراض قوّة في مواجهة المؤيدين لحكومة عسكرية، هتف المتظاهرون في الخرطوم "الشعب اختار المدنية"، بينما يواصل أنصار العسكر اعتصامهم أمام القصر الجمهوري في وسط العاصمة السودانية، منذ السبت الماضي.وسارات المسيرات في هدوء في غالبية أنحاء البلاد. ووقع حادث واحد في أم درمان، العاصمة التوأم للخرطوم، عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مسيرة كانت تقترب من مقرّ البرلمان، مما أدى إلى إصابة 40 شخصا بعضهم بجروح والبعض الآخر بحالات اختناق، وفق "لجنة أطباء السودان المركزية" القريبة من المتظاهرين.وأعلنت اللجنة في بيان نشرته في صفحتها على "فيسبوك" أن "القوات النظامية استخدمت القوة والرصاص والغاز المسيّل للدموع ضدّ الأبرياء ما أدى إلى حدوث إصابات متفاوتة".والإثنين الماضي، فرقّت الشرطة بالوسيلة ذاتها متظاهرين مؤيدين للجيش عند أبواب مقرّ الحكومة.وعقب أداء الصلاة، نزل متظاهرون في مدن سودانية أخرى لتأييد نقل السلطة إلى المدنيين، منها بورتسودان (شرق) حيث يوجد، أيضًا، اعتصام مناهض للحكومة، وفي عطبرة (شمال) وفي إقليم دارفور (غرب)، وفي نيالا (جنوب)، وغيرها.والخميس، أشاد رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، بالتظاهرات المطالبة بالتحول الديموقراطي وبالحكم المدني.وقال حمدوك "لقد أثبت وجدّد الشعب السوداني اليوم تمسكه بالسلمية، والتزامه بالسير في درب الحرية والديموقراطية والتحول المدني الديموقراطي، ولقد أسمعت الجماهير صوتها وأوصلت رسالتها بأن لا تراجع عن أهداف الثورة، ولا مجال للردّة عنها"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا".ورفع مئات الشباب منهم أعلام السودان هاتفين "مدنية.. خيار الشعب"، و"ثوار.. أحرار.. حنكمل المشوار"، و"مدنيّاو".كما رفعوا شعار "الردة مستحيلة"، في إشارة إلى رفضهم العودة إلى الحكم العسكري أو النظام الإسلامي الذي حكم السودان على مدى ثلاثين عامًا بقيادة عمر البشير، الذي أطيح به تحت ضغط انتفاضة شعبية عارمة في نيسان/أبريل 2019.ونظم عشرات من الصحافيين مسيرة رافعين لافتات كتب عليها "السلطة للشعب"، وارتفعت شعارات مناهضة لعبد الفتاح البرهان وسط أنصار الحكم المدني. وهتف المتظاهرون "سلّم سلّم يا برهان".ومساء الأربعاء، أكّد البرهان حرص القوات المسلحة والمكوّن المدني على "إنجاح الفترة الانتقالية وصولا إلى حكومة مدنية منتخبة تلبي تطلعات الشعب السوداني"، وشدّد على "الشراكة بين المكونين المدني والعسكري".وأعلنت وزارة التربية والتعليم أن الخميس يوم عطلة في جميع المدارس "حرصا على سلامة" التلاميذ والطلاب، وأغلقت العديد من المحلات التجارية أبوابها.وانتشرت الشرطة لحماية المباني الحكومية، فيما أغلق الجيش كل الطرق المحيطة بمقر قيادته في وسط الخرطوم بوضع حواجز إسمنتية ونشر جنود.وسار مؤيدو الجيش من جهتهم على أحد الجسور في الخرطوم، وهم يرفعون لافتات تحمل صور حمدوك مع إشارة X عليها، في إشارة إلى مطلبهم حل حكومته.وأطاح الجيش في العام 2019 نظام عمر البشير الذي حكم السودان لأكثر من ثلاثين عاما بقبضة من حديد، بعد انتفاضة شعبية عارمة استمرت شهورا، وتسلّم السلطة. لكن الاحتجاجات الشعبية استمرت مطالبة بسلطة مدنية وقد تخللتها اضطرابات وفض اعتصام بالقوة سقط خلاله قتلى وجرحى.في آب/أغسطس 2019، وقّع العسكريون والمدنيون (ائتلاف "قوى الحرية والتغيير") الذين كانوا يقودون الحركة الاحتجاجية، اتفاقًا لتقاسم السلطة نصّ على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا. وبموجب الاتفاق، تم تشكيل سلطة تنفيذية من الطرفين، على أن يتم تسليم الحكم لسلطة مدنية إثر انتخابات حرة في نهاية المرحلة الانتقالية.ومساء، دعا "تجمع المهنيين السودانيين" الذي لعب دورا محوريا في الانتفاضة على عمر البشير، إلى أن تكون تظاهرات الخميس "المليونية صافرة النهاية وسقوط شراكة الدم وسلطتها البغيضة"، مؤكدا أن "لا تراجع عن الشوارع حتى تسليم السلطة".!!


1