شقيقان قتلا بآلة حادة وبدم بارد وأصيب والدهما بجراح بالغة.تلك آخر تطورات الجرائم الاجتماعية التي تقرع كل أجراس الإنذار في الأردن وبدأت توحي بالمساس بهيبة الدولة والأهم برأي سياسيين وخبراء كبار أنها واحدة من الجرائم الناتجة عن إشكالية تتفاقم وتضرب بقوة في أعماق المجتمع الأردني قوامها المخدرات.سرعان ما تحولت أحدث جريمة في الشارع الأردني إلى قضية رأي عام فالقاتل شاب في الـ 24 من عمره ومدمن معروف على المخدرات في إحدى ضواحي شمالي المملكة.والضحية عائلة بأكملها حيث قتل شقيقان شابان طعنا بالسكاكين بعدما ترصد لهما القاتل ثم هاجم والدهما العجوز قصدا طعنا حتى الموت. أدلى المجرم باعترافات كاملة وأحيل إلى المحكمة وذريعته الوحيدة خلافات سابقة مع الشابين ومديرية الأمن العام تعالج بقوة القضايا والجرائم وبحرفية واضحة وشفافية أيضا. لكن الأهم هو إصرار الأردنيين عموما وخصوصا على منصات التواصل الاجتماعي على التعبير عن الشعور بالقلق جراء نمو ظاهرة تعاطي المخدرات وتأثيراتها التي تنتهي بمدمنين بالشارع خارج الحجز القانوني يواصلون ارتكاب جرائم بشعة. في الأثناء تسجل الجريمة الأردنية مستجدات تزيد القلق خصوصا وأن الضائقة الاقتصادية والمعيشية مفتوحة على احتمالات إضافية لزيادة معدلات الجريمة فأمس انتهت مشاجرة جماعية في بعدها المناطقي بين عائلتين في منطقة البلقاء بقتيل واحد وعدة مصابين.والأسبوع الماضي وقع 6 جرحى بآلات حادة وبالرصاص في مشاجرة أخرى في مدينة معان جنوبي البلاد. المؤشر المقلق هنا أن هذا النوع من الجرائم المقلقة والتي تمس بالاستقرار الأمني بدأ يظهر في الشمال والجنوب والوسط.والأهم أنه يستنزف القدرات الأمنية ويتطلب دوما بسبب تعقيدات مناطقية وأخرى عشائرية واجتماعية خطوات استثنائية من قوات الدرك تحديدا والتي تضطر للتواجد احتياطا هنا وهناك.في الأثناء أيضا تنشر السلطات الرسمية إحصاءات جديدة تؤشر على ارتفاع معدلات ارتكاب المخالفات والجرائم حيث زاد أيضا معدل الجرائم الإلكترونية حصريا والتي وصلت إلى ما يزيد عن تسجيل عشرة آلاف جريمة مسجلة وقيد التحقيق.وتفيد سجلات جرائم الأردن في العام 2021 بوقوع 80 قضية قتل جميعها باستثناء واحدة اكتشفت وتسجيل أربع قضايا سطو جميعها مكتشفة و311 قضية سرقة سيارات و21 تزوير شهادات مطاعيم. الأرقام الأكثر إثارة تلك المتعلقة بقضايا المخدرات والتي زادت عن 15 ألف قضية مسجلة في عام واحد منها نحو 25 % لها صلة بالاتجار بالمخدرات إضافة إلى ظاهرة جديدة في المجتمع الأردني قوامها 143 حالة انتحار!!
