بدأ تنفيذ إضراب شامل بمدينة عقارب جنوبي تونس، اليوم الأربعاء، احتجاجا على وفاة شاب بعد استنشاقه غازا مسيلا للدموع كانت قد استعملته قوات الأمن التونسية لتفريق محتجين خرجوا للتظاهر ضد إعادة فتح مكب للنفايات بالمنطقة، يوم الإثنين. وشمل الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد)، إغلاق المؤسسات الرسمية والمحلات التجارية بالمدينة.وشهدت المدينة انتشارا واسعا لوحدات الجيش، فيما بدأت مسيرة احتجاجية بالمدينة.وكانت قد نفت السلطات أن يكون الشاب البالغ من العمر 35 عاما، توفي بسبب الغاز، وزعمت أنه قضى إثر وعكة صحية.ونقلت وكالة "فرانس برس" للأنباء عن مسؤول في المستشفى، أمس الثلاثاء القول: "نُقل عبد الرزاق لشهب لمستشفى عقارب وكان في حالة اختناق".وقال قريبه حسين لشهب: "أصيب باختناق خلال التظاهرة بسبب الغاز، ونقلته إلى المستشفى حيث توفي". وأضاف أن "الغاز المسيل للدموع تسرّب داخل المستشفى".وأكدت شقيقته التي تعمل ممرضة في المستشفى في تصريحات إعلامية أن شقيقها توفي جرّاء استنشاقه للغاز، وقالت: "رموه بالغاز، قتلوه بالغاز".وتجدّدت الاحتجاجات أمس الثلاثاء، لا سيما بعد الغضب الذي أثارته وفاة الشاب. وأضرم محتجون النار في مركز أمني، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية، ياسر مصباح.وتتزامن الاحتجاجات مع أزمة سياسية حادة تمر بها تونس منذ 25 تمّوز/ يوليو، حين أعلن الرئيس، قيس سعيّد تولي السلطات في البلاد وتجميد أعمال البرلمان وإقالة رئيس الحكومة السابق، هشام المشيشي، معتمدا في ذلك على تأويله للمادة 80 من دستور 2014.ومنذ ذلك التاريخ علّق سعيّد بابين من الدستور وعيّن رئيسة للحكومة هي نجلاء بودن، وأصدر مراسيم قانونية تخوّله تسيير الحكومة وسط انتقادات واسعة من قبل حقوقيين وسياسيين عبروا عن مخاوف من "انحراف سلطوي" تشهده تونس البلد الوحيد الناجي من ما عرف "بالربيع العربي".وأعيد أول أمس الإثنين، فتح مكب نفايات "القُنّا" بعقارب، وشهدت المنطقة احتجاجات ليلية قامت بها مجموعة من الشباب رشقت بالحجارة قوات الأمن التي ردّت باستعمال الغاز المسيل للدموع.وأغلق مكب النفايات في عقارب في أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، وجاء القرار إثر احتجاجات على رمي نفايات كيميائية في الموقع المخصص للنفايات المنزلية، لكن شهدت مدينة صفاقس بعد ذلك تكدسا للنفايات في الشوارع.