باشر الجيشان الروسي والبيلاروسي، اليوم الخميس، مناورات عسكرية مشتركة تستمر عشرة أيام في بيلاروسيا، رغم مخاوف الدول الغربية من أن موسكو تخطط لتصعيد كبير في النزاع مع أوكرانيا، في حين أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ أن المناورات تمثّل "لحظة خطيرة" على أمن أوروبا. وقال ستولتنبرغ: "نتابع عن كثب انتشار روسيا في بيلاروسيا، وهو الأكبر منذ انتهاء الحرب الباردة... هذه لحظة خطيرة بالنسبة لأمن أوروبا"، محذرا بأن "عدوانا جديدا من روسيا (على أوكرانيا) سيقود إلى تعزيز وجود الحلف الأطلسي وليس إلى خفضه".وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأن "التدريبات تجري بهدف الاستعداد لوقف وصد هجوم خارجي في إطار عملية دفاعية".وسيتدرّب الجنود على تعزيز أجزاء من الحدود البيلاروسية لمنع إيصال أسلحة وذخيرة إلى البلاد إلى جانب سيناريوهات أخرى، وفق الوزارة.وفاقمت المناورات التوتر بين روسيا والغرب الذي يتّهم موسكو بحشد حوالى مئة ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية تحضيرا لغزو محتمل.ولم تكشف موسكو ومينسك عدد الجنود المشاركين في المناورات، لكن الولايات المتحدة قالت إن روسيا تخطط لإرسال 30 ألف عنصر إلى مناطق عدة في بيلاروس، التي كانت منضوية في الاتحاد السوفياتي.وفي ردّه على المخاوف الغربية، شدد الكرملين على أن لا نية لديه لإبقاء قوات بشكل دائم في الأراضي البيلاروسية.من جانبه، ندد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي اليوم، بالمناورات العسكرية المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا، معتبرا أنها وسيلة "ضغط نفسي".وقال زيلينسكي في بيان صدر عن مكتبه إن "حشد القوات عند الحدود يمثّل وسيلة ضغط نفسي من قبل جيراننا".لكنه أضاف في تصريحات إلى مجموعة من رواد الأعمال الاوروبيين في كييف: "لا نرى أي جديد في ذلك. بالنسبة للمخاطر، إنها قائمة ولم تتوقف منذ العام 2014" عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت تمرّدا انفصاليا في جنوب شرق البلاد.وتابع: "القضية مرتبطة بمستوى هذه المخاطر وكيفية استجابتنا لها".في السياق، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، إن إنذارات الغرب وتهديداته لروسيا لن تؤدي إلى خفض التوتر بشأن أوكرانيا.وقال في مستهل لقاء مع وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس في موسكو، إن "الإنذارات والتهديدات لا تؤدي إلى أي نتيجة... لدى الكثير من زملائنا الغربيين شغف بهذا الأسلوب" في التعامل.وتأتي محادثات وزير الخارجية الروسي مع نظيرته الأميركية في موسكو اليوم، في إطار سلسلة اجتماعات دبلوماسية تهدف إلى خفض التصعيد حيال أوكرانيا.واتّهم لافروف الأوروبيين والأميركيين باستخدام نهج اعتبره غير دبلوماسي يقوم على التهديدات والإنذارات.في الأثناء، وصف لقاءه مع تراس، أول وزيرة خارجية بريطانية تزور روسيا منذ العام 2017، بـ"غير المسبوق".وذكر أنه إذا كانت بريطانيا ترغب بتحسين العلاقات مع موسكو "سنقوم بالمثل بالتأكيد"، مضيفا أن العلاقات الثنائية "بلغت أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة".ويسبق اجتماع موسكو، لقاء آخر سيجري غدا الجمعة في العاصمة الروسية، بين وزير الدفاع البريطاني، بن والاس ونظيره الروسي، سيرغي شويغو.بدروها، شددت تراس على أن بريطانيا "لا يمكنها تجاهل" حشد القوات عند حدود أوكرانيا، ولا "محاولات تقويض سيادتها".وقالت: "هناك مسار بديل، مسار دبلوماسي يتجنّب النزاع وسفك الدماء"، مضيفة: "أنا هنا لحض روسيا على سلوك هذا المسار".من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان-ايف لودريان، أن المناورات العسكرية المشتركة، تُشير إلى "عنف بالغ" قرب حدود أوكرانيا.وقال لودريان لإذاعة "فرانس إنتر" الفرنسية العامة معلقا على المناورات: "إنها ضخمة للغاية. هناك تزامن تدريبات كبيرة للغاية، خصوصا عند حدود أوكرانيا"، مضيفا: "كل ذلك يدعونا إلى الاعتقاد أنها خطوة تنطوي على عنف بالغ، وهو أمر يقلقنا".وأضاف لودريان: "أُعلنَ عن مناورات تستمر حتى 20 شباط/ فبراير. يمكننا الافتراض بأنه عند حلول هذا التاريخ، ستنسحب القوات، سنرى عندها إذا كان ذلك سيتحقق".ورأى أن "هذا سيكون اختبارا يحمل دلالة كبرى... سنرى إذا كانت ستجري عملية خفض للتوتر".وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس الأربعاء، أن جولة إيمانويل ماكرون في موسكو وكييف وبرلين "حقّقت هدفها" بإتاحة "المضيّ قدما" نحو خفض حدّة التوتر بين روسيا وأوكرانيا.وقال لودريان معلقا إن "الحوار مع الروس حيويّ ومتطلّب وأحيانا حتى عسير"، ووصف محادثات ماكرون مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنها كانت "مواجهة، طلب توضيحات وصراحة كبرى".وشدد على أن "قوة هذه الزيارة تكمن في وضوح المواقف" مثنيا على نوعية المحادثات بين الأوروبيين وأعضاء الحلف الأطلسي.وقال: "لدينا شفافية وثقة داخلية لم أشهد مثيلا لهما منذ زمن بعيد بين الحلفاء وبين الأوروبيين".
موسكو.. روسيا : مناورات روسيّة - بيلاروسيّة مشتَرَكة: "لحظة خطيرة" على أمن أوروبا!!
10.02.2022