كتب حسين مجدوبي...دخل النزاع الروسي- الأوكراني مرحلة خطيرة وشائكة، لكن هذا لا يعني غزو روسيا لأوكرانيا باستثناء التقدم في الأقاليم الشرقية ذات السكان الموالين لموسكو، وذلك لتجنب الوقوع في مستنقع أفغانستان جديدة.وزاد الحديث عن فرضية غزو عسكري لأوكرانيا في أي لحظة، منذ أمس الجمعة، إذ بدأت دول في سحب مواطنيها. وتعددت النظريات والسيناريوهات لهذه الحرب المرتقبة بين التهويل كما حدث في الماضي بشأن فرضيات هجوم الولايات المتحدة على إيران وفنزويلا وهجوم إسرائيل على إيران، وبين القراءات الواقعية التي تأخذ بعين الاعتبار الواقع العسكري.وعلى ضوء التجارب الحربية الأخيرة والميزان العسكري والتفكير العسكري الروسي، فإن كل المؤشرات تشير إلى عدم مغامرة موسكو بغزو أوكرانيا بل قد تندلع الحرب وفق سيناريو مختلف وهو غزو الأقاليم الشرقية ذات السكان الموالين لموسكو لتصبح على شاكلة شبه جزيرة القرم، ذلك لأن هذه الأقاليم لن تشهد أي مقاومة شعبية بل العكس، ربما انخراط المواطنين مع القوات الروسية في طرد واعتقال القوات الأوكرانية.ولن تتورط روسيا في غزو باقي أراضي أوكرانيا لأسباب متعددة، منها أن مساحة البلاد شاسعة للغاية ولا يمكن السيطرة عليها بمئة ألف جندي بل يتطلب الأمر على الأقل 300 ألف جندي. في الوقت ذاته، لا تعد أوكرانيا دولة ضعيفة عسكريا بل هي دولة تصنع أسلحتها، وقامت بإنشاء مليشيات وطنية مساعدة للجيش لمواجهة أي انتشار عسكري روسي. وكل الدول تتجنب خوض حروب مع شعب مسلح لصعوبة السيطرة عليه ثم سقوط عشرات الآلاف من القتلى. وعليه، كل هذه المعطيات ستجعل “مغامرة الغزو” بمثابة مستنقع أسوأ عشرات المرات من تجربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، أو تجربة الولايات المتحدة في فيتنام، ولهذا لن تنجر روسيا إلى حرب سترهقها إلى مستوى الهزيمة.لا تعد أوكرانيا دولة ضعيفة عسكريا بل هي دولة تصنع أسلحتها، وقامت بإنشاء مليشيات وطنية مساعدة للجيش لمواجهة أي انتشار عسكري روسيفي المقابل، إلى جانب السيطرة على الأقاليم الشرقية ستنتهج روسيا تدمير البنية العسكرية لأوكرانيا من خلال التركيز على ضرب القواعد العسكرية لإضعاف الجيش الأوكراني بشكل كبير للغاية. ويضاف إلى هذا محاولة تدمير الصناعة العسكرية الأوكرانية، التي تسجل تطورا وتعتمد على التصاميم السوفييتية السابقة، وهو أمر يقلق موسكو كثيرا وطلبت منها في عدد من المناسبات عدم استغلال هذه التصاميم.ولا تمتلك أوكرانيا سلاح جو متطورا قادرا على الصمود أمام المقاتلات الروسية من نوع سوخوي- 35 وسوخوي- 57 ثم أنواع الميغ المتطورة والمقنبلات توبولوف، كما لا يوجد أي حظ للمقاتلات الأوكرانية في مواجهة منظومات الدفاع الجوي الروسي مثل أس- 400 لأنها مقاتلات سوفييتية قديمة ولم يتم تحديث غالبيتها.في الوقت ذاته، يجري الحديث عن توظيف أوكرانيا للطائرات المسيرة التركية، لكن نوعية هذه الحرب تجعل هذه المسيرات لا تقوم بالدور الذي قامت به في ليبيا وإثيوبيا وناغورو كارباخ. أولا، هذه المسيرات عددها قليل، ثانيا المضادات الروسية متطورة قادرة على إسقاطها. وأخيرا، ستنتهج روسيا القوة النارية المرعبة بصواريخها الفائقة الصوت بضرب القواعد العسكرية سواء البرية أو الجوية، وهذا يعني تدمير القوة العسكرية الأوكرانية بما فيها المسيرات. وهذا هدف رئيسي لهذه الحرب ليكون ردعا لباقي دول أوروبا الشرقية.
*المصدر: القدس العربي
موسكو..روسيا : روسيا قد تدمر قدرات الجيش والصناعة العسكرية الأوكرانية دون التورط في غزو على شاكلة “أفغانستان جديدة”!!
13.02.2022