أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
الجزائر..الجزائر:دعم بريطاني- أمريكي لتمدد “الإنكليزية” في الجزائر وتذمر فرنسي!!
24.11.2022

تبدي الولايات المتحدة وبريطانيا دعمهما لقرار الجزائر توسيع دائرة تدريس اللغة الإنكليزية لتشمل التعليم الابتدائي، بينما تُظهر فرنسا تذمرا من تراجع لغتها في منطقة المغرب العربي التي ظلت تاريخيا واقعة تحت نفوذها اللغوي والثقافي.ولقي القرار الجزائري إشادة من قبل النخب السياسية البريطانية على أعلى مستوى، خلال احتفال الغرفة السفلى للبرلمان البريطاني بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمملكة المتحدة، يوم الإثنين الماضي.وأعرب نائب كاتب الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية ديفيد راتلي، بالمناسبة، عن ارتياحه لإعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إدخال اللغة الإنكليزية في الطور الابتدائي، معتبرا أن “تقاسم اللغة سيجمع بلدينا ويعزز روابطنا الثقافية والتجارية”.وتحضر بريطانيا في الجزائر من خلال مركزها الثقافي ومعهدها الدولي لتعليم الإنكليزية وتساهم بعدة نشاطات لترقية تعليم لغتها في أوساط الشباب والطلبة في الجامعات.من جانبها، جددت السفيرة الأمريكية إليزابيث مور أوبين، خلال تنشيطها ندوة صحافية يوم الإثنين الماضي، دعم بلادها لجهود الجزائر لتحسين وتوسيع نطاق استعمال لغة شكسبير.وأعلنت أن عدد المراكز الثقافية الأمريكية في الجزائر سيبلغ خمسة، بعد حصول سفارة الولايات المتحدة الأمريكية على الموافقة بفتح مركز آخر في ولاية بشار جنوب غربي الجزائر.وتعمل السفارة الأمريكية حاليا على برنامج مدته ثلاث سنوات مع وزارة التعليم العالي لإعادة تنظيم برامج تدريس اللغة الإنكليزية لجامعات الجزائر، كما يتم تدريس الإنكليزية بالمجان في إطار برنامج على شبكة الإنترنت وفي مقر السفارة.ويأتي الحماس البريطاني الأمريكي لانتشار الإنكليزية في الجزائر، في وقت تبدي فرنسا انزعاجا واضحا، عبّر عنه الرئيس إيمانويل ماكرون بوضوح خلال مشاركته في القمة الفرانكوفونية التي انعقدت مؤخرا في تونس.وأوضح ماكرون في حديثه مع عدد من الشباب على هامش القمة، أن الفرنسية شهدت تراجعا في استخدامها لدى الشعوب المغاربية على عكس ما كان عليه الوضع قبل 20 أو 30 سنة.وأشار ماكرون إلى أن ثمة أسبابا سياسية لهذا التراجع، ووجود رغبة في استعمال لغات أخرى، وكذلك “وجود لغة إنكليزية سهلة الاستعمال”.وشدد ماكرون على أن قمة الفرانكوفونية يجب أن تحمل مشروعا “لاستعادة مكانة اللغة الفرنسية”، وحتى مشروع صمود وتعزيز استخدام هذه اللغة ولو بشكل غير أكاديمي وخاصة في القارة الإفريقية، حيث تظل اللغة الفرنسية هي الأكثر شيوعا.كما أوصى في إطار تنفيذ مشروع استعادة مكانة اللغة الفرنسية، بالاهتمام بالتعليم والثقافة والرياضة، وضرورة تعزيز شبكة تعليم الفرنسية عبر العالم.وتعد الجزائر رغم أنها ليست عضوا في منظمة الفرانكوفونية، من أكثر البلدان اعتمادا على اللغة الفرنسية خاصة في الإدارة والتعليم، لأسباب تعود إلى الماضي الاستعماري للبلاد، لكن مع مرور الزمن، استعادت اللغة العربية مكانتها كما تعمل الدولة على ترقية اللغة الأمازيغية التي تحولت إلى رسمية منذ دستور سنة 2016.وخلال زيارته الأخيرة للجزائر، حرصت السلطات الجزائرية على تمرير بعض الرسائل الرمزية المتعلقة بالهوية اللغوية للجزائر، حيث ألقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كلمته الترحيبية بضيفه الفرنسي باللغة العربية، كما وجد ماكرون نفسه محاطا بشباب يتحدثون الإنكليزية والعربية، خلال لقائه مع مجموعة من أصحاب المؤسسات الناشئة.وفي السنوات الماضية، برز اهتمام لافت بتدريس اللغة الإنكليزية وجعلها تأخذ مكانتها المستحقة كأول لغة في العالم على حساب الفرنسية. وبات الطلبة في الجامعة يقبلون أكثر فأكثر على إعداد مذكراتهم باللغة الإنكليزية خاصة في التخصصات التقنية. كما أنشئت مدرسة عليا للرياضيات والذكاء الاصطناعي، يتم التدريس فيها باللغة الإنكليزية بدل الفرنسية.وخلال الصيف المنقضي، قرر مجلس الوزراء في الجزائر، استباق الموسم الدراسي، بإصدار قرار جريء يقضي بتدريس اللغة الإنكليزية في الطور الابتدائي، بعدما كان التلميذ ينتظر لغاية السنة الأولى من التعليم المتوسط، ليبدأ تعلم هذه اللغة، على عكس الفرنسية التي يبدأ تدريسها في السنة الثالثة من التعليم الابتدائي.وأخذت السلطات الجزائرية مسألة تدريس الإنكليزية بجدية هذه المرة، من خلال الإعلان عن توظيف 30 ألف أستاذ عبر كامل التراب الجزائري، وتخصيص ميزانية ضخمة لذلك، على الرغم من الجدل السياسي والأيديولوجي الذي رافق القرار، إذ اعتبرت عدد من الأحزاب أن الجزائر ليست جاهزة بعد لاعتماد الإنكليزية، ورأى آخرون أنها ليست مسألة ذات أولوية.


1