أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
بيروت..تونس..العالم العربي :التوسيون يصوتون في أول انتخابات بلدية حرة واللبنانيون يقبلون على صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد!!
06.05.2018

بدأ التونسيون في المغرب العربي الأحد التصويت في أول انتخابات بلدية حرة في خطوة أخرى لترسيخ الانتقال الديمقراطي الصعب الذي تشوبه خيبة الأمل من نقص الوظائف والفرص الاقتصادية.وفتحت مكاتب الاقتراع في حدود الساعة الثامنة صباحا أبوابها أمام الناخبين، للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات بلدية بعد ثورة يناير كانون الثاني 2011 على أن تنتهي عملية التصويت في الساعة السادسة مساء.وسيختار المقترعون، وعددهم 5.3 مليون ناخب في هذه الإنتخابات، ممثليهم في 350 دائرة بلدية بمختلف جهات البلاد وهي خطوة هامة لإرساء تجربة الحكم المحلي ونظام اللامركزية الذي نصّ عليه الباب السابع من الدستور.ووفقا للهيئة العليا المستقلة للانتخابات يتنافس أكثر من 57 ألف مرشح كثيرون منهم من النساء والشباب.ويتوقع أن يحصد حزب النهضة الإسلامي ومنافسه العلماني نداء تونس غالبية المقاعد في الانتخابات البلدية بينما تسعى أحزاب المعارضة إلى تعزيز حضورها واقتناص مكاسب هامة في هذه الانتخابات. كما تسعى قوائم مستقلة عديدة يترأسها شبان إلى خلق المفاجأة.ووسط توقعات بعزوف عن الانتخابات بسبب خيبة الأمل مع تفشي البطالة وخصوصا في صفوف الشباب، دعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي التونسيين يوم الجمعة للتوجه لصناديق الاقتراع لاختيار مرشحيهم.وقال “هذا الأحد لن يكون كالمعتاد، لأول مرة الشعب التونسي مدعو للمشاركة في الانتخابات البلدية..على الشعب التونسي التجند للتصويت..الدستور منح التونسيين حق تقرير المصير وهذه مناسبة لنختار من نريد”.وبعد حوالي ساعتين من فتح مكاتب الاقتراع بدا الإقبال ضعيفا أمام مراكز الاقتراع في أغلب المناطق في تونس. ومازلت الحركة بطيئة في أغلب مراكز الاقتراع بتونس العاصمة.ولاقت تونس إشادة لكونها قصة النجاح الوحيدة في ثورات الربيع العربي إذ أطاحت برئيسها السلطوي زين العابدين بن علي الذي حكمها لسنوات طويلة دون أن يتسبب ذلك في الكثير من العنف أو حرب أهلية أو العودة إلى الحكم الاستبدادي.لكن منذ فترة طويلة أفسح الحماس للتغيير الديمقراطي الطريق للغضب من مستويات المعيشة المنخفضة والتي دفعت بعض التونسيين لعبور البحر المتوسط في رحلات الهجرة غير الشرعية المحفوفة بالأخطار إلى أوروبا بحثا عن عمل كما دفعت قلة للتحول إلى التشدد الإسلامي. وفي المشرق العربي يقبل اللبنانيون منذ صباح الأحد على مراكز الاقتراع في لبنان لانتخاب برلمان جديد هو الأول منذ نحو عقد، في عملية من شأنها حماية التوافق السياسي الهش في بلد يخضع باستمرار لأهواء التجاذبات الاقليمية.ويتوقع محللون أن يكون حزب الله “المستفيد الأكبر” من نتائج الانتخابات التي تجري وفق قانون جديد يقوم على النظام النسبي، ما دفع غالبية القوى السياسية الى نسج تحالفات خاصة بكل دائرة انتخابية بهدف تحقيق مكاسب أكبر. وفي معظم الأحيان، لا تجمع بين أعضاء اللائحة الواحدة برامج مشتركة أو رؤية سياسية واحدة، إنما مصالح آنية انتخابية.وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحاً (04,00 ت غ) أمام الناخبين البالغ عددهم وفق لوائح الشطب أكثر من 3,7 ملايين شخص، ليبدأ بعدها ظهور النتائج تباعاً. وشهد بعضها منذ ساعات الصباح اقبالاً كثيفاً.وانتشر مندوبو الأحزاب والمرشحين وفق مراسلي فرانس برس منذ الصباح الباكر أمام مراكز الاقتراع البالغ عددها 1880 موزعين على 15 دائرة انتخابية. وأحاطت بها إجراءات أمنية مشددة مع وضع الأجهزة الأمنية والعسكرية ما بين 20 و30 ألف عنصر في حالة جهوزية، وفق وزارة الداخلية اللبنانية.وقالت تيريز (60 عاماً) قبل دخولها الى مركز اقتراع في بيروت “هذه أول مرة أنتخب فيها. وجئت لأشجع دماً جديداً لأن أحداً لا يعجبني في هذا البلد”.ويتنافس 597 مرشحاً بينهم 86 امرأة، منضوين في 77 لائحة، للوصول الى البرلمان الموزع مناصفة بين المسيحيين والمسلمين في البلد الصغير ذي التركيبة الطائفية الهشة والموارد المحدودة.وتجري الانتخابات للمرة الاولى منذ العام 2009، بعدما مدد البرلمان الحالي ولايته ثلاث مرات متتالية بحجة الانقسامات السياسية في البلاد والخشية من مخاطر أمنية على خلفية النزاع في سوريا المجاورة.وقال الرئيس اللبناني ميشال عون بعد ادلائه بصوته في منطقة حارة حريك، جنوب بيروت، “اليوم يمارس فيه اللبنانيون أهم عملية سياسية ووطنية (..) ومجلس النواب هو المؤسسة الأم التي تتوزع منها كل السلطات”، داعياً اللبنانيين الى الاقبال بكثافة على صناديق الاقتراع.واذا كانت الصور والشعارات الانتخابية تملأ الشوارع، فلا يعرف بالتحديد إن كانت نسبة الاقتراع ستكون مرتفعة اكثر من سابقاتها. وسجلت نسبة الاقتراع في آخر انتخابات نحو 54 في المئة.وفي منطقة صور في جنوب لبنان، قال جلال نعنوع (26 عاماً) لفرانس برس “جئت لانتخب من أجل التغيير ولنأتي بنواب جدد الى البرلمان لأنه اذا لم تغير الناس سيبقى وضعنا كما هو وربما أسوأ”.وتعبر شرائح واسعة من اللبنانيين عن خيبة أمل من تكرر الوجوه ذاتها وخوض القوى التقليدية نفسها المعركة، علما انها لم تنجح على مدى عقود في تقديم حلول للانقسامات السياسية والمشاكل الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها لبنان.لكن قانون الانتخاب الجديد أعطى فرصة للناشطين في المجتمع المدني أو الاحزاب الصغيرة للترشح، ما أثار حماسة عدد كبير من الناخبين، وإن كان خبراء ومحللون يتوقعون ألا يتخطى عدد المقاعد التي سيحصدها هؤلاء أصابع اليد الواحدة.- وتظهر اللوائح التي تخوض الانتخابات زوال التحالفات التقليدية التي طبعت الساحة السياسية منذ العام 2005، لجهة الانقسام بين فريقي 8 آذار الذي يعد حزب الله المدعوم من ايران أبرز أركانه، و14 آذار بقيادة رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة الحالية سعد الحريري.وتجري الانتخابات في ظل توافق سياسي بدأت مفاعيله في تشرين الاول/ اكتوبر 2016 مع الاتيان بميشال عون، حليف حزب الله، رئيسا للجمهورية بعد حوالى سنتين من الفراغ في سدة الرئاسة، ثم بالحريري رئيسا للحكومة. وكان الرجلان على طرفي نقيض منذ أكثر من عشر سنوات.ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت عماد سلامة لفرانس برس “التحالفات البرلمانية بعد الانتخابات ستشبه التحالفات الانتخابية الحاصلة اليوم، بمعنى انه ليس لها طابع ايديولوجي محدد بقدر ما هي قائمة على أساس المنفعيةويضيف “المنفعية ستشكل التحالفات المختلفة بدلاً عن فريقي 8 و14 آذار، لن يكون هناك تكتلات واضحة المعالم أو تحالفات طويلة أو ثابتة، بل (بلوكات متحركة) يتم اعتمادها بحسب كل موضوع″.. يعد موجودأ”.وهكذا يتحالف التيار الوطني الحر الذي ينتمي اليه الرئيس اللبناني ميشال عون، على سبيل المثال، مع حزب الله وحركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، في منطقة بعبدا قرب بيروت (الاطراف الثلاثة من فريق 8 آذار)، فيما يخوض الانتخابات ضدهما متحالفاً مع تيار المستقبل في إحدى دوائر الجنوب.ويتنافس التيار وحزب الله في كل من جبيل (شمال بيروت) وبعلبك (شرق) التي تعد احدى مناطق نفوذ الحزب.والثابتة الوحيدة في التحالفات الانتخابية هي اللوائح المشتركة بين حزب الله وحركة امل، بما يكرس إلى حد بعيد احتكارهما للتمثيل الشيعي في البلاد.لكن بغض النظر عن نتائج الانتخابات لناحية توزيع المقاعد على الكتل والأحزاب السياسية وطبيعة التحالفات السياسية في البرلمان لاحقاً، يقول محللون إن حزب الله سيكون “المستفيد” الأكبر.ويوضح سلامة “لن يكون البرلمان الجديد مصدر إزعاج لحزب الله (..) الذي سيستفيد من شرعنة دولية من دون تقييد حركته العسكرية والسياسية في المنطقة”.ولطالما شكل سلاح حزب الله المدعوم من إيران والذي يقاتل إلى جانب قوات النظام في سوريا، مادة خلافية بين الفرقاء اللبنانيين. لكن الجدل حول سلاحه تراجع إلى حد كبير قبل الانتخابات بفعل “التوافق السياسي” القائم حاليا.!!


1