أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
فلسطين المحتلة : الفلسطينيون يستعدون لمليونية "الأرض والعودة" ولاحياء الذكرى ال43 ليوم الأرض الخالد!!
30.03.2019

يستعد الفلسطينيون اليوم السبت لإحياء الذكرى الخالدة ليوم الأرض الذي بدأ مسيرتة الأولى عام 1976 ; حيث يحيي فلسطينيي الداخل االذكرى ال43 ليوم الارض، تخليدا لذكرى ستة فلسطينيين استشهدوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تظاهرهم احتجاجا على أمر بمصادرة آلاف الدونمات من أراضيهم.ودعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الأراضي المحتلة الى المشاركة في مسيرة مركزية السبت في مدينة سخنين في الجليل الأسفل تنطلق الساعة 16،30 (13،30 ت غ) من مركز المدينة.وكان سكان بلدات سخنين ودير حنا وعرابة في الجليل الأسفل نزلوا الى الشارع بشكل عفوي في الثلاثين من آذار/مارس 1976 تعبيرا عن غضبهم على أمر بمصادرة آلاف الدونمات من أراضيهم في سهل البطوف وهو من أخصب الاراضي الزراعية. وإثر تدخل جيش الاحتلال الاسرائيلي لقمع التظاهرة استشهاد ستة فلسطينيين قبل أن تتراجع سلطات الاحتلال عن قرارها بمصادرة الأراضي.وفي كل عام تنطلق مسيرة مركزية في واحدة من هذه البلدات احتفالا بالذكرى التي باتت تعرف بيوم الأرض.وتنطلق المسيرة السبت تحت عنوان “لمواجهة سياسة التمييز العنصري وسياسة الحرب والاحتلال، خاصة في هذه الأيام التي يشتد فيها العدوان على شعبنا الفلسطيني بالعدوان حربيا على قطاع غزة، وبالحصار الجغرافي والاقتصادي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة”.بموازاة الاحتفال بيوم الأرض في منطقة الجليل يحيي الفلسطينيون في قطاع غزة السبت الذكرى السنوية الأولى لانطلاق “مسيرات العودة” على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل بتظاهرات حاشدة, حيث يستعد الفلسطينيون في قطاع غزة، اليوم السبت، لتنظيم مليونية" الأرض والعودة" بعد عام على إطلاق فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار على طول السياج الحدودي شرق القطاع .وتتزامن هذه المناسبة مع إحياء الذكرى الـ 43 لـ"يوم الأرض"، وتأتي قبل أسبوعين من موعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، وبعد أيام قليلة من مواجهة عسكرية جديدة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية بدأت بإطلاق صواريخ من القطاع، طال أحدها تل أبيب، ما دفع الاحتلال إلى الرد بعنف بقصف وغارات تسببت في دمار واسع.وتسعى حكومة الاحتلال لتجنب موجة جديدة من التصعيد مع قطاع غزة، قبل انتخابات الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي المقررة في التاسع من أبريل.وجذبت مسيرات العودة وكسر الحصار التي انطلقت للمرة الأولى قرب حدود قطاع غزة في 30 مارس من العام الماضي وتواصلت على مدى سنة، لا سيما أيام الجمعة، انتباه العالم، إلا أن الفلسطينيين ومحللين يتساءلون، بعد عام استشهد فيه 266 فلسطينيا وجرح نحو 30398، ما إذا كان التحرك حقّق أهدافه، وعن الاستراتيجية التي ينبغي اتباعها مع بدء العام الثاني. ويطالب الفلسطينيون المتظاهرون برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من عقد، وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين طردوا أو غادروا ديارهم لدى قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي في 1948.وبلغت المواجهات ذروتها في 14 مايو عندما نقلت الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، واستشهد يومها 62 فلسطينيا على الأقل برصاص إسرائيلي وأصيب المئات.في بدايتها، أخذت المسيرات طابعا شعبيا وسلميا، وحددت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، التي تضم حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى الموجودة في القطاع ومؤسسات مدنية وأهلية، خمسة مواقع رئيسية أقامت فيها مخيمات قرب السياج الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 1948 لتجمع المحتجين.وشكل إشعال إطارات السيارات وإلقاء الحجارة والطائرات الورقية أبرز أدوات المسيرات في أشهرها الأولى، قبل أن تتطوّر إلى استخدام بالونات حارقة ومتفجرة. ورد جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.وانتقد الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان الاحتلال الإسرائيلي بسبب نوعية رده على الفعاليات السلمية، معتبرين أن الجنود يطلقون النار على متظاهرين لا يشكلون تهديدا كبيرا. وترى حكومة الاحتلال أن ردها ضروري للدفاع عن الحدود، وتتهم حماس التي خاضت ضدها ثلاث حروب منذ 2008 بالوقوف وراء التظاهرات.وقال تقرير للأمم المتحدة: "إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار عمداً على المدنيين في ما يمكن أن يشكل جرائم حرب".وقتل خلال هذه الفترة ذاتها جنديان إسرائيليان.ويقول أحمد أبو ارتيمة، أحد أبرز الناشطين الذين أسسوا لفكرة مسيرات العودة، لوكالة "فرانس برس": "إن حلمي أصبح واقعا بنجاح الاحتجاجات أسبوعيا"، لكنه يقر بأن "تحقيق الأهداف ليس بالأمر السهل، وينبغي الكفاح لمواصلة المسيرات بطابعها الشعبي والسلمي".ويؤكد أن "ما حدث ليس بالضبط ما كنت أتمناه، لكن هناك فرقا بين الحلم والواقع".ويعمل أبو ارتيمة، وهو من عائلة فلسطينية لاجئة، مع آخرين، على نشر دعوات عبر "فيسبوك" للتجمع قرب الحدود للاحتجاج على استمرار الحصار على قطاع غزة الفقير، وتثبيت حق العودة.ويرى مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، أن "المسيرات بدأت سلمية ثم أدرجت فيها فعاليات عنف مثل البالونات الحارقة والمتفجرة، هذا أعطى لإسرائيل مبررا للقتل بوحشية، هذا إخفاق".ويضيف: "مع تحكم حماس بالمسيرات، تراجع الاهتمام العالمي بها، ينبغي أن تبقى قيادة المسيرات شعبية بعيدة عن الفصائل".ودعا رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، يوم الأربعاء، الفلسطينيين "للخروج في ذكرى يوم الأرض والمشاركة في مليونية العودة".ودعت الهيئة العليا إلى إضراب عام، يوم السبت، في كل الأراضي الفلسطينية.ويرى أبو سعدة أن المسيرات حققت بعض أهدافها بـ"إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وقضية اللاجئين بعدما تراجعت بسبب الانقسام الفلسطيني والربيع العربي".ويؤكد الكاتب أسعد أبو شرخ أن "مسيرة العودة الكبرى بأدواتها النضالية الشعبية والسلمية المشروعة هي أقوى رسالة للعالم، لأن شعبنا متمسك بحق العودة ولن يمل المقاومة الشعبية السلمية غير العنيفة".وتباينت آراء المواطنين بقطاع غزة بين متفائل ومتشائم إزاء تحقيق أهداف المسيرات، في وقت تجاوزت فيه نسبة البطالة لدى الشباب في القطاع 70 في المئة، وفق إحصاء فلسطيني رسمي.ويشارك أيمن المفلح (20 عاما) كل يوم جمعة في المسيرات، وقال : "نحن مللنا ولا نعرف إذا كنا سنحقق أهدافنا برفع الحصار وعودة اللاجئين، أنا غير متأكد لأن الكل ضدنا ونحن بعضنا ضد بعض".أما بثينة العايدي (22 عاما)، وهي خريجة جامعية، فقالت: "مسيرات العودة أفضل وسيلة حتى لا نتهم بالإرهاب، أريد أن أسمع صوتي الحر بسلام لكل العالم وبدون عسكرة، أنا أريد حرية وعودة إلى بيت جدي في بئر السبع".وقال عبد الجبار عبد الله (65 عاما) إنه يشارك في المسيرات في كل يوم جمعة لأنه يشعر بـ"الشوق" لمدينة يافا التي هجرت منها عائلته. ويضيف: "لا أتوقع أن أعود إلى يافا، ممكن أن يعود إليها أولادي وأحفادي".وقبل أسبوعين، نظم ناشطون في غزة حراكا شعبيا تحت عنوان "بدنا نعيش"، عن طريق دعوات أطلقوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية الصعبة. ومنعت أجهزة الأمن في غزة، التي تديرها حركة حماس، تظاهرات الحراك.وعبر أبو ارتيمة عن شعور بـ"خيبة أمل" إزاء إجراءات حماس ضد الحراك، قال: "بدل القمع الأمني للمتظاهرين، كان يمكن ببساطة أن تدعو حماس أنصارها للمشاركة الحاشدة مع هؤلاء المواطنين وكذلك فتح حوار معهم. كيف سنقنع العالم بحقنا في التظاهر السلمي ضد الاحتلال ونحن نقدّم صورا يفهم منها قمعنا لحق الناس في التظاهر السلمي؟".!!


1