أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
الخرطوم.. السودان : بالطبول النحاسية وشعارات المدنية.. السودانيون يحتفلون بالإعلان الدستوري!!
05.08.2019

جاءت نهاية مراسم التوقيع بالأحرف الأولى على وثيقة الإعلان الدستوري بالسودان مع توقيت الثوار المحبب "الساعة الواحدة بتوقيت الثورة"، فملؤوا الشوارع كما اعتادوا طوال سبعة أشهر مضت.وعند الساعة الثانية عشرة ظهرا بتوقيت السودان، وقع المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير وثيقة دستورية ستحكم البلاد على مدى ثلاث سنوات، وتؤسس لانتقال السلطة والوصول إلى الانتخابات العامة.وما إن انتهت مراسم التوقيع حتى تدفق عشرات الثوار إلى الباحة الداخلية لقاعة الصداقة المطلة على شارع النيل يحملون أعلام السودان، وهتف الثوار خارج القاعة وهم في حالة من الانتشاء بشعارات تمجد المدنية "البلد دي حقتنا.. مدنية حكومتنا.. ثورة"، و"حرية سلام وعدالة.. مدنية خيار الشعب".وسارع الحضور داخل القاعة للخروج منها والالتحام بعشرات الثوار الذين توافدوا إلى قاعة الصداقة حيث جرت مراسم التوقيع. وفي الأحياء التي شكلت وقودا للاحتجاجات منذ اندلاع الثورة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حرص المواطنون على الخروج إلى الشوارع رافعين الأعلام، ومرددين هتافاتهم بمدنية السلطة.وأخرج ثوار في شارع المعونة عند حي شمبات بالخرطوم بحري طبول "النحاس" وقرعوها وسط أهازيج الفرح وزغاريد النساء.والنحاس مجموعة طبول تقرع بعيدان استخدمها السودانيون منذ مئات السنين في التعبئة للحرب أو التحذير من خطب ما.وقالت عبير -وهي سيدة في العقد الخامس من العمر- إنها فرحة بالرغم من أنها غير ملمة بتفاصيل الوثيقة التي تم التوقيع عليها، وأضافت للجزيرة نت أن أهالي شمبات قدموا تضحيات كبيرة للثورة منذ احتجاجات سبتمبر/أيلول 2013.وعند تقاطع شارعي المعونة والزعيم الأزهري، أغلق المحتفلون الشوارع وتسلقوا أماكن عالية وهم يلوحون بعلامة النصر، بينما تفاعل سائقو السيارات معهم بإطلاق الأبواق.وفي حي بري القريب من وسط الخرطوم، احتفل الثوار بالتوقيع على الإعلان الدستوري بمشاركة قيادات من تجمع المهنيين السودانيين.ورغم أجواء الفرح فإن الشهداء الذين سقطوا خلال الثورة كانوا حاضرين من خلال الشعارات التي هتف بها ثوار حي بري الذي شهد فصولا من النضال بين المحتجين والقوات النظامية سقط خلالها العديد من الثوار.وكان المحتفلون يهتفون بشيء من الأسى "شهدانا ما ماتوا.. عايشين مع الثوار" و"دم الشهيد ما راح.. لابيسنوا نحن وشاح".وقال الشاب العشريني وائل للجزيرة نت إنهم كثوار يريدون التزام الطرفين بإجراء تحقيق شفاف يقدم قتلة الثوار للمحاكمة العادلة، وتابع "المتحدثون في حفل التوقيع وعدوا بمحاسبة القتلة ونريدهم أن يفوا بهذه الوعود". وظهر القيادي في تجمع المهنيين السودانيين إسماعيل تاج وسط مجموعة من الشباب المحتفلين في شارع النيل بالخرطوم، ولم تخل الأحياء الجنوبية في جبرة والصحافة والعشرة من مظاهر الاحتفال.وخرج محتفلون أيضا في ضاحية الثورة بأم درمان وحي العباسية الذي اشتهر كأحد الأحياء التي شهدت حراكا ثوريا لافتا منذ أيام الثورة الأولى.وفي تقاطع شقلبان في ضاحية الثورة بأم درمان، تجمهرت الأسر أمام الشارع نساء وأطفالا بينما كان شباب على سيارات يبثون عبر مكبرات الصوت أغاني وطنية وهم يصيحون "مدنية".وقال وليد بكري خرسهن القيادي في الاتحادي الديمقراطي بينما كان يشاهد الاحتفالات، إن قوى الحرية والتغيير أمام مسؤولية وما زالت الثورة على ميزان سياسة الحق و"قوتنا في وحدتنا".وشدد خرسهن على أن الثوار لن ينسوا ولن يغفروا دماء الشهداء التي سالت منذ الاحتجاجات وحتى فض الاعتصام وما تلاه من استهداف لشباب الثورة!!


1