تحتدم المعارك على مدار الأيام القليلة الماضية في ليبيا، عسكرياً وسياسياً، وسط مخاوف من أن تشهد العاصمة طرابلس معارك عنيفة قد تزيد من معاناة المدنيين.وتحاول قوات العقيد المتمرد المتقاعد خليفة حفتر، المدعوم من الإمارات ومصر وروسيا، السيطرة على العاصمة طرابلس، التي تتواجد بداخلها حكومة الوفاق المدعومة دولياً، والتي صمدت خلال 8 أشهر أمام جميع محاولات اقتحام العاصمة.وعقب الاتفاقية التي وقعتها ليبيا مع تركيا حول ترسيم الحدود البحرية بينهما، شن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هجوماً ضد الحكومة الليبية التي قال إنها "أسيرة لميليشيا"، في وقتٍ تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتقديم الدعم العسكري لحكومة الوفاق إن طلبت ذلك، بالتزامن مع إعلان مصراتة النفير لمواجهة حفتر.وفي 13 ديسمبر، وبعد 8 أشهر من فشل قواته في اقتحام العاصمة الليبية، أعلن حفتر، عن بدء "المعركة الحاسمة" للتقدم نحو قلب طرابلس، وهي رابع مرة يعلن عن معركة مماثلة منذ أبريل الماضي.أمس الأحد 15 ديسمبر الجاري، أعلنت مدينة مصراته الليبية، شرق طرابلس، حالة النفير ووضع كل ثقلها وإمكانياتها تحت تصرف الدولة من أجل معركة الحسم في العاصمة الليبية.وأصدر المجلس البلدي للمدينة، بيان نشره المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، التابعة للحكومة الليبية، شدد فيه على عمله بغية "استئصال شأفة الطغيان والاستبداد ونصرة إرادة الشعب ورد كيد المتربصين بليبيا الساعيين للهيمنة على قرارها وثروتها"، في إشارة إلى قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.كما أعلنت مصراته عن تشكيل غرفة طوارئ بالمدينة تعمل بطاقتها القصوى لتسخير كافة الإمكانيات والقدرات لمعركة الحسم.وأوضحت أن الغرفة مكونة من ممثلين عن المجلس البلدي والمؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية ومجالس الأعيان ومنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال والإعلام.ودعا البيان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، المعترف بها دولياً، إلى استغلال كل هذه الفرص والإمكانيات في معركة الحسم وتسخير كافة إمكانيات القطاعات الحكومية في الدولة لتحقيق هذه الغاية.وطالب البيان كل المدن الليبية بتسجيل موقفها في معركة الوطن ضد قوى "البغي والعدوان" التي تستهدف فيها إمكانيات الليبيين وحريتهم وتهديد أمنهم وسلمهم والمشاركة في معركة الحسم.وتعتبر مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية، وتقع على بعد 200 كلم شرق طرابلس، ويقطنها نحو نصف مليون نسمة، كما تعد من أكبر الداعمين للمجلس الرئاسي الليبي في المعركة التي يخوضها في أطراف العاصمة الجنوبية.من جانبه هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اللواء المتقاعد خليفة حفتر واصفاً إياه بـ "زعيم غير شرعي".وأضاف في حوار تلفزيوني مع قناة "خبر" المحلية" أمس الأحد: "إن مذكرة التفاهم التي أبرمتها تركيا مع ليبيا بشأن مناطق الصلاحية البحرية "قلبت وضعا فرضته معاهدة سيفر (عام 1920)".ولفت إلى أن مذكرة التفاهم المتعلقة بالتعاون الأمني والعسكري مع ليبيا ستدخل حيز التنفيذ فور تصديق البرلمان التركي عليها.كما شدد على أن بلاده "مستعدة لتقديم أي دعم عسكري تحتاجه ليبيا، بعد أن وقعت أنقرة مع الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس اتفاقا أمنياً".وتابع في هذا الصدد: "سنحمي حقوق ليبيا وتركيا في شرق المتوسط، نحن على أتم الاستعداد لتقديم أي دعم لازم إلى ليبيا".ووصف الرئيس التركي حفتر الذي يقود مليشيات في شرق ليبيا بأن "زعيم غير شرعي، ويمثل هيكلاً غير شرعي".وصدق البرلمان التركي على مذكرة التفاهم المتعلقة بتحديد مناطق الصلاحية البحرية يوم 5 ديسمبر الجاري،كما اتخذت أنقرة خطوة أخرى صوب تقديم دعم عسكري لحكومة الوفاق الوطني الليبية، في 14 ديسمبر عندما أحيل إلى البرلمان اتفاق ثنائي يشمل تزويدها بقوة للرد السريع إذا طلبت طرابلس ذلك.وفي ذات السياق، واصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هجومه ضد حكومة الوفاق الوطني، وقال إنها أسيرة لما سماها بـ"المليشيات المسلحة والإرهابية في العاصمة طرابلس".وجاءت كلمة السيسي بعد أن قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا بلقاسم دبرز، إن مصر تريد ممارسة دور الهيمنة والوصاية على الليبيين من خلال الانقلابات العسكرية.وتساءل الرئيس المصري: "لماذا لا توجد لدى الحكومة إرادة حرة وحقيقية؟ هذا لأن الحكومة في طرابلس رهينة للمليشيات المسلحة والإرهابية".وخلال كلمة ألقاها في مؤتمر شبابي بشرم الشيخ قال السيسي إن "أمن مصر يتأثر بشكل مباشر بالوضع في ليبيا".!!<br />
طرابلس..ليبيا : احتدام المعارك وتوسع رقعتها : نذر مواجهة شاملة في ليبيا.. ومصر وتركيا تراقبان المشهد!!
16.12.2019