تشهد مدن عراقية جنوبي البلاد ووسطها، فضلاً عن العاصمة بغداد، تظاهرات واسعة منذ عصر اليوم الاثنين، تشارك فيها نقابات واتحادات عمالية مختلفة، وطلاب جامعات ومدارس، الذين دخلوا أسبوعهم السادس على التوالي في الإضراب الذي عمّ أغلب مدن جنوبي البلاد.وتتركز التظاهرات في ساحات الاعتصام وميادينه الرئيسة، في ردّ على ما يبدو من قبل المتظاهرين على رهانات قوى وأحزاب سياسية على تراجعها مع بدء موسم الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، حيث تجمّع الآلاف في تلك الساحات بتظاهرات تضمنت شعارات مختلفة ترفض ما وصفوه بـ"رقع الأحزاب لقاربهم المثقوب"، وقد ردد متظاهرو بغداد أيضاً شعارات مماثلة.وشهدت ساحة التربية في كربلاء، والصدرين في النجف، وساحتا البحرية وذات الصواري في البصرة، والحبوبي في الناصرية، وساحة الساعة بالديوانية، ومناطق أخرى في بلدات عدة بمحافظة واسط وميسان والقادسية والمثنى وذي قار، تظاهرات واسعة، بالتزامن مع تظاهرات في ساحتي التحرير والخلاني ببغداد. واحتشد آلاف المتظاهرين في بغداد بعد عصر اليوم الاثنين، في ساحة التحرير وسط العاصمة، وسط تحشيد أمني واضح بمحيط الساحة.وقال الناشط علي العبيدي إن "الرهان على الشتاء والبرد والأمطار لم يعد متاحاً الآن أمام أحزاب السلطة"، مبيناً، " أن تنسيقيات التظاهرات في بغداد ومدن جنوبي العراق ووسطه اتفقت على "عمل منظم لمواجهة خبث أحزاب السلطة ومحاولة إدخال الناس بدوامة الكتلة الأكبر والحكومة الجديدة ومرشحها، وكأنها هذه هي مشكلة العراق"، وفقاً لقوله.وأضاف العبيدي أن "عدم تلبية المطالب يعني استمرار التظاهرات، ولن يكون صعباً ذلك مع وجود 38 مليون عراقي"، وفقاً لقوله.وفي الجنوب العراقي، وتحديداً بمحافظة كربلاء، أقدم متظاهرون غاضبون على إغلاق دوائر تابعة لوزارة التربية في المحافظة، وأبلغوا الموظفين باستمرار الإضراب حتى يوم الخميس المقبل، تأييداً للتظاهرات الشعبية.وشهدت محافظة النجف إغلاق دائرة صحة المحافظة، بعدما وصل إليها متظاهرون قبل ظهر اليوم.وقد حاول عناصر الأمن منع المتظاهرين من خلال إطلاق قنابل الغاز، لكنهم استطاعوا الوصول إلى الدائرة في مركز المدينة وأغلقوها.ولم يختلف الحال في الديوانية (مركز محافظة القادسية)، إذ أغلق المحتجون دوائر الصحة والضريبة والبلديات، ومنعوا الموظفين من الدوام الرسمي، وأغلقوا أيضاً مكتب مفوضية الانتخابات ودائرة عقارات الدولة، وصندوق الإسكان والرقابة التجارية.وأغلق متظاهرو محافظة بابل مبنى جامعة بابل، وعلقوا عليها لافتة كتب عليها (مغلقة بأمر الشعب).وفي واسط، ومركزها الكوت، امتدت الاحتجاجات قرب محطة كهرباء الزبيدية الحرارية في المحافظة، وتمكن المتظاهرون من إغلاقها، رغم محاولات الأمن منعهم.وجرى كل ذلك وسط انتشار أمني في عموم تلك المحافظات، بينما تجنب عناصر الأمن التصادم مع المتظاهرين بالرصاص الحيّ، مكتفين بإطلاق قنابل الغاز، ما سبّب حالات اختناق في صفوفهم.في غضون ذلك، تحدثت مفوضية حقوق الإنسان العراقية عن تصاعد "خطير" في عمليات استهداف الناشطين.وأشارت المفوضية، في بيان، إلى "اغتيال إعلامي في منطقة الشعب، واختطاف الناشطين بندر الشرقي وغيث الجبوري في بغداد ساحة التحرير، وتعرض الناشطين (علي حمزة المدني) من سكنة محافظة بغداد، والناشط المدني (ثائر كريم الطيب) من سكنة محافظة الديوانية لمحاولة اغتيال بعبوة لاصقة في السيارة التي يستقلونها، أدت إلى إصابتهم بجروح".ودعت المفوضية الحكومة والأجهزة الأمنية إلى "اتخاذ خطوات جريئة ومسؤولة، وتعزيز جهدها الاستخباري وتفعيل خلية مكافحة الخطف والجريمة المنظمة لضمان حياة المتظاهرين السلميين والناشطين والإعلاميين".!!
بغداد.. العراق : تظاهرات حاشدة في مناطق عدة في العراق من بينها بغداد... وتحذيرات من اغتيال ناشطين!!
16.12.2019