أُصيب رجل وامرأة في هجوم بسكين وقع وسط باريس، قرب بناية تضم المكتب السابق لصحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة، المثيرة للجدل.وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن صحافي وصحافية يعملان في شركة الإنتاج التلفزيوني “بروميير لين”، التي يوجد مقرها في البناية، كانا يدخنان قرب بابها، خلال فترة راحة، عندما تعرضا للهجوم.وأشارت إلى أن حياتهما ليست في خطر بعد نقلهما للمستشفى، وأنه يبدو أكيدا أن المهاجم لا يعرفهما، كما صرح مدير شركة الإنتاج لقناة “بي أف أم” الإخبارية الفرنسية.وقال مصدر بالشرطة الفرنسية إنها ألقت القبض على مشتبه بهما في الهجوم، الأول على درج مبنى أوبرا الباستيل، والثاني في محطة مترو بالعاصمة الفرنسية.المشتبه به الرئيسي، الذي عثر على آثار دم على وجهه، “باكستاني الأصل” يبلغ من العمر 18 عاما، معروف لدى مصالح الأمن الفرنسية وقد اعترف بما قام به.أما المشتبه الثاني فيبلغ من العمر 33 عاما، ولم يتضح بعد دوره في الهجوم، ولكن أظهرت تسجيلات كاميرا المكان وجوده جانب المشتبه الرئيسي، الذي أكدت وسائل الإعلام الفرنسية أنه هو المهاجم.وأعلنت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب استلام التحقيق المرتبط بالهجوم.وقالت إن تحقيقا فتح بشأن “محاولة اغتيال مرتبطة بعمل إرهابي” و”جمعية إرهابية إجرامية”.وذكرت إذاعة “فرانس إنفو” نقلا عن مصادر بالشرطة أنه لا يوجد أي أثر لمواد ناسفة في لفافة مريبة عُثر عيها في موقع الهجوم.وقال مسؤول في بلدية المدينة إن المدارس في المناطق المحيطة بموقع الهجوم لم تسمح للطلاب بالانصراف لفترة.وفي بداية الشهر الحالي أعادت صحيفة “شارلي إيبدو” الهزلية نشر رسوم الكاريكاتور المسيئة للنبي محمد، والتي جعلتها عرضة لهجوم مسلح أوقع 12 قتيلا من هيئة تحريرها في كانون الثاني/يناير 2015.وجاء ذلك بالتزامن مع بدء محاكمة شركاء “الجهاديين” الذين قتلوا في الهجوم على مقر الصحيفة. وكتب مدير الصحيفة الأسبوعية لوران “ريس” سوريسو: “لن نستسلم أبدا”، مبررا قرار نشر الرسوم.هذه الرسوم الاثنتي عشرة، التي نشرتها في البداية صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية في 30 أيلول/سبتمبر 2005، ثم شارلي إيبدو في عام 2006، تُظهر النبي محمد يعتمر قنبلة بدلاً من العمامة، أو كشخصية مسلحة بسكين محاطة بامرأتين منقبتين.وتعرضت المجلة الأسبوعية للتهديد عدة مرات بعد ذلك، حيث أضرمت النار في مقر هيئة تحريرها إلى أن تم الهجوم عليها في 7 كانون الثاني/ يناير، وتم خلاله قتل عدد من أركانها، مما تسبب في صدمة عالمية وتظاهرات ضخمة في فرنسا.وإضافة إلى هذه الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية، تضمنت الصفحة الأولى من صحيفة شارلي إيبدو كذلك تحت عنوان “كل ذلك من أجل هذا” رسما كاريكاتوريا للنبي محمد بقلم رسام الكاريكاتير كابو، الذي قُتل في هجوم 7 كانون الثاني/ يناير 2015.وذكرت هيئة التحرير في مقال نشر بنفس العدد: “كثيرا ما طُلب منا منذ كانون الثاني/ يناير 2015، نشر رسوم كاريكاتورية أخرى لمحمد. لكننا كنا نرفض القيام بذلك، ليس لأن ذلك محظور، فالقانون يسمح لنا بذلك، ولكن لأنه يلزمنا بسبب وجيه للقيام بذلك، سبب يحمل معنى ويضيف شيئا ما إلى النقاش”.وأضاف فريق شارلي إيبدو: “إن إعادة نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية هذا الأسبوع الموافق لبدء محاكمة منفذي الهجوم الإرهابي في كانون الثاني/ يناير 2015 يبدو أمرا ضروريا بالنسبة لنا”. !!
باريس.. فرنسا : إصابة صحافي وصحافية طعناً قرب مكاتب “شارلي إيبدو” سابقا في باريس !!
25.09.2020