في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام أمريكية عن إمكانية لجوء الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، لشن هجمات ضد خصومه قبل مغادرته للبيت الأبيض، كشفت تقارير خليجية عن اتصالات أمريكية مع جهات عسكرية في المنطقة تمهيدا لعمل عسكري مفاجئ ضد إيران، في وقت حذر فيه مراقبون من تبعات هذه “الخطوة المجنونة واليائسة” على استقرار منطقة الشرق الأوسط.وكان مسؤولون في البنتاغون عبروا لصحيفة “نيويورك تايمز” عن مخاوفهم من أن تقوم إدارة ترامب بعمليات (علنية أو سرية) ضد إيران أو خصوم آخرين خلال الأسابيع الأخيرة المتبقية لها في البيت الأبيض. وذلك على خلفية إقالة ترامب لوزير الدفاع مارك إسبر.ودون المركز الفلسطيني للإعلام، نقلا عن موقع “والا” الإسرائيلي: “سيروج ترامب مع إسرائيل لسلسلة من العقوبات على إيران لمنع بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي، حيث أعدت الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها بالتنسيق مع إسرائيل ودول الخليج “بنك أهداف” في إيران ستفرض عليها عقوبات كل أسبوع حتى تنصيب بايدن في 20 يناير”.وكشف حساب “مجتهد” المعروف على تويتر عن “اتصالات أمريكية مفاجئة مع جهات عسكرية سعودية وخليجية تشير إلى احتمالية التحضير لعمل عسكري في المنطقة ربما يكون ضربة لإيران”.وعلّق المحلل العسكري الكويتي، ناصر الدويلة، على قرار إقالة إسبر بقوله: “وفقا لمنهجي في التحليل القائم على حساب أسوأ الاحتمالات فإن ترامب اتخذ قرارين أعتبرهما تمهيدا لعمل عسكري ضد إيران، الأول هو تغيير المسؤول عن الملف الإيراني وهو صهيوني متطرف يؤمن باستخدام القوة. والثاني هو إقالة وزير الدفاع قبل أسابيع من انتقال السلطة”.وأضاف: “السيناريو هو أن تشن إسرائيل ضربة مركزة ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال الأسبوعين القادمين وترد إيران بقصف إسرائيل فتتدخل أمريكا من قواعد في الخليج فترد إيران على منشآت النفط والغاز ومحطات الطاقة والمصافي الخليجية وبعد تحقيق الغاية تعلن أمريكا وقف العمليات وتسحب قواتها”.وتابع بقوله: “ترامب لا يوجد لديه الآن شيء يخسره ونتنياهو في أمس الحاجة لعمل تاريخي ينتشله من ورطته، وإن تدمير المشروع النووي الإيراني هو العمل الأكثر توافقا مع عقلية ترامب ونتنياهو وكوشنر، وسيولعها ترامب ويطفيها بايدن بعد أسابيع، وأنصح دول الخليج بعدم الانخراط في هذا الصراع لأنه مدمر لنا جميعا”.وكتب الباحث العُماني، حيدر بن علي اللواتي: “تتداول تكهنات عن حرب يشنها ترامب على إيران، فهل هذا ممكن؟ وما هي السيناريوات المتوقعة؟ حرب، أم هجمات محددة ضد قواعد ومواقع عسكرية ونووية؟ أم حصار بحري وجوي شامل لإيران؟ وما هي ردود فعل إيران المتوقعة؟ وهل سيشتعل الخليج إن وقعت الهجمات؟”.وأضاف بقوله: “الحرب تحتاج إلى تفويض من الكونغرس ولكن شن عمليات عسكرية عدائية ضد إيران فممكن وقد وافق مجلس النواب على منع ترامب من شن هذه العمليات في مايو ولكن ترامب استخدم فيتو رئاسيا ضد القرار، والنتيجة أن العمليات العسكرية دون الحرب الشاملة ممكنة ومن صلاحياته”.وتحت عنوان “ترامب في الربع ساعة الأخيرة”، كتب الخبير العسكري العراقي ماجد القيسي: “أعطى ترامب الكونغرس إخطارًا رسميًا بشأن نقل كميات ضخمة من الأسلحة إلى الإمارات: 50 طائرة من طراز F35 و18 MQ-9 Reapers وذخائر بقيمة 10 مليارات دولار ضمنها آلاف القنابل Mk 82 والقنابل الموجهة بعد ساعات من إقالة إسبر. (هذا) يترك وضعا متفجرا مع إيران للإدارة الجديدة”.فيما استبعد د. سالم الدليمي، الخبير في شؤون إيران والخليج، قيام ترامب بعمل عسكري ضد إيران، حيث كتب: “ترددت أخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن نوايا ترامبية لمهاجمة إيران وحلفائها خلال الفترة الانتقالية، وأنا أعلق: لا يمكن أن يحدث شيء من هذا القبيل في ظل تقييد شبه كامل لتوجهات الرئيس الأمريكي خلال هذه الفترة، خصوصًا أن قرار الحرب ليس بهذه السهولة، يضاف لما تقدم أن ترامب لم يكن رجل حرب”.وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، رحب بخسارة ترامب في السباق الانتخابي، حيث دوّن (بالعربية) على حسابه في موقع تويتر: “رحل ترامب ونحن وجيراننا باقون. الرهان على الأجانب لا يجلب الأمن ويخيب الآمال. نمد أيدينا إلى الجيران للتعاون في سبيل تحقيق المصالح المشتركة لشعوبنا وبلداننا. ندعو الجميع إلى الحوار باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الخلافات والتوترات. معا لبناء مستقبل أفضل لمنطقتنا”.
واشنطن..امريكا : تقارير: إدارة ترامب تتواصل مع جهات خليجية تمهيدا لعمل عسكري ضد إيران !!
11.11.2020