انطلقت صباح يوم الأحد ، قافلة من الشاحنات المحملة بحاويات في حجم حقيبة السفر تحتوي على لقاح كورونا من مجمع التصنيع التابع لشركة فايزر في مدينة كالامازو بولاية ميشيغان.وكانت السلطات الأميركية المعنية اعتمدت مساء يوم الجمعة الماضي استخدام اللقاح الذي أنتجته شركتا فايزر وبيونتيك pfizer biontech ، وسيرافق ضباط أمن الشاحنات منذ خروجها من المصنع حتى تصل إلى وجهتها النهائية.وتشترط فايزر حفظ اللقاح في درجة حرارة 70 تحت الصفر مئوية، وتضم كل حاوية من الحاويات المبردة بالثلج الجاف ما يصل إلى 4875 جرعة من اللقاح، تنقل إلى طائرات على مقربة من المصنع، وبعدها إلى مراكز الشحن الجوي التابعة لشركتي يونايتد بارسل سيرفيس يو.بي. إس UPS وفيديكس FedEx في مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي ومدينة ممفيس بولاية تينيسي.ومن مراكز الشحن تلك ستنقل اللقاحات بعدها بشاحنات أو طائرات لتوزيعها على 145 موقعا خصصتها الولايات المتحدة لاستقبال الجرعات الأولى. وتقرر أن يكون العاملون في الرعاية الصحية وكبار السن المقيمون في دور رعاية المسنين أول دفعة يتم تحصينها باللقاح.وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية يوم السبت عن بدء عملية توزيع لقاحات كورونا في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وقال الجنرال الأميركي غوستاف بيرنا في مؤتمر صحفي إنه سيتم توفير 40 مليون جرعة لقاح كورونا حتى نهاية الشهر الحالي.ووصف الجنرال الأميركي اليوم بأنه هو الأهم "لبداية نهاية فيروس كورونا" في أميركا، وأوضح بيرنا أن خطة التلقيح تشمل كل الشعب الأميركي واللقاح سيصل للجميع، وسيتم توزيعه بشكل متساو على كل الولايات.وأشار بيرنا إلى أن عملية توزيع الشحنة الأولى من لقاحات كورونا ستنتهي الأربعاء المقبل وثم ستبدأ الشحنة الثانية، كما لفت إلى أن هناك نحو مئة ألف أميركي شاركوا حتى الآن في التجارب السريرية على لقاحات كورونا.وبذلك تكون الولايات المتحدة قد انضمت إلى بريطانيا وكندا، بعدما أجازت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA لقاح فايزر- بيونتيك للاستخدام الطارئ، على أنّ تبدأ في حملات التلقيح في غضون أيام، علماً أنّ لكل من الدول الثلاث أنظمة رعاية صحية مختلفة.وقد اعتمدت الدول الثلاث اللقاح نفسه، الخاص بشركتي فايزر وبيونتيك، والذي قد يحصل على موافقة الاتحاد الأوروبي في غضون أسابيع، ولكن سيتم الاعتماد على لقاحات أخرى لاسيما ذلك الذي طورته شركة موديرنا وآخر من أسترازينيكا وجامعة أكسفورد، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".ويستخدم لقاح فايزر أسلوباً جديداً، إذ يعتمد على مادة جينية تحاكي الـ "mRNA" الذي يحمله فيروس كورونا، ويتطلب تخزيناً شديد البرودة، وذلك عند درجة حرارة أقل من 70 درجة مئوية، والتي ليست معظم مرافق الرعاية الصحية مجهزة للتعامل معها.وقد بدأت بريطانيا توفير اللقاح من العاصمة لندن، حيث اختارت الحكومة المستشفيات الخمسين التي ستحصل في البداية على اللقاح وتأكدت من استعدادها.وفي الولايات المتحدة ستقوم الحكومة الفيدرالية بتوزيع اللقاح على كل ولاية بناءً على عدد السكان، وليس الحاجة. وهذا يعني أنّ الأمر سيكون متروكاً للولايات لتقرير كيفية تقسيم الجرعات بين المستشفيات والعيادات، وفي النهاية، الصيدليات ومكاتب الأطباء، ولكن في البداية، على الأقل، سيذهب اللقاح إلى المستشفيات ذات التخزين شديد البرودة.ولكندا نظام رعاية صحية شامل، لا مركزي وتديره المقاطعات والأقاليم، وتخطط الحكومة المركزية للعمل من خلال تلك الحكومات الإقليمية.ولا يزال عدد الأشخاص الذين سيتلقون اللقاح في كل من الدول الثلاث غامضاً، إلا أنّ كندا طلبت ما يكفي مواطنيها من لقاح فايزر، وبريطانيا حصلت على ما يكفي 30 في المائة من حاجتها، أما بالنسبة للولايات المتحدة فلديها 15 في المائة حتى الآن.وتعكس هذه الأرقام عمليات التسليم التي من المتوقع أن تستغرق شهوراً حتى تكتمل، والشحنات الأولية هي جزء صغير من المشتريات المسبقة، 800 ألف جرعة إلى بريطانيا و 249 ألف جرعة متوقعة هذا الشهر إلى كندا.وقال المسؤولون الأميركيون إنّهم يأملون في الحصول على 40 مليون جرعة من اللقاح بحلول نهاية الشهر الجاري، وسيكون ذلك كافياً لتلقيح 20 مليون شخص.واتبعت كل من بريطانيا وكندا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي استراتيجيات مماثلة، وطلبت مسبقاً كميات ضخمة من الجرعات، أكثر من حاجتها.وطلبت الولايات المتحدة جرعات أقل بكثير من كندا أو بريطانيا. وفي ظل مواجهة الطلب العالمي المكثف، ليس من الواضح مدى السرعة التي ستتمكن بها شركات الأدوية من تلبية الطلبات التي لديها، عدا عن أي طلبات إضافية.
واشنطن..امريكا : انطلاق حملة تاريخية في أميركا لتوزيع اللقاح ضد كورونا تحت حماية أمنية مكثفة!!
13.12.2020