صادق الكونغرس الأميركي، اليوم الخميس، على انتخاب الديمقراطي جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، وذلك بعد ساعات من اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، للمبنى وتحطيم نوافذه وإحداث فوضى عارمة، ما أدى إلى تعطيل التصديق على الانتخابات لعدة ساعات.وترأس الجلسة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، وبدأت باستعراض نتائج مختلف الولايات والمصادقة عليها، ليصادق لاحقا رسميا على فوز جو بايدن في ولاية ميشيغان.ورفض مجلس الشيوخ، الاعتراض الذي تم التقدم به في وقت سابق، على نتائج الانتخابات في عدة ولايات، قبل أن تتم المصادقة بشكل رسمي على فوز الديموقراطي بايدن بالانتخابات الأميركية.وجاء ذلك عقد اجتماع لمجلس الشيوخ، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، ومجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، ليصدقا رسميا على فوز بايدن في انتخابات يوم الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، في جلسة شهدت أعمال عنف إثر اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكونغرس وسقوط عدد من القتلى، دفعت سلطات واشنطن لفرض حظر للتجوال.وتعليقا على هذه التطورات وتصديق الكونغرس على الانتخابات وبادين رئيسا، قال الرئيس الأميركي المنتهية ولايته ترامب في بيان إنه "حتى لو أخالف نتيجة الانتخابات سيكون هناك انتقال قانوني للسلطة في 20 يناير الحالي".وفاز بايدن بالانتخابات بأغلبية 306 أصوات مقابل 232 في المجمع الانتخابي لكل ولاية على حده، وبهامش يزيد على سبعة ملايين بطاقة اقتراع في التصويت الشعبي على مستوى البلاد، لكن الرئيس الجمهوري ما زال يدعي أن هناك تزويرا على نطاق واسع وأنه الفائز.ودحضت مراجعات في الولايات وعلى مستوى اتحادي مزاعم ترامب بحدوث تزوير كبير في الانتخابات، حتى في الوقت الذي فشلت فيه الجهود القانونية اليائسة بشكل متزايد من جانب حملته وحلفائه بخصوص الحق في إلغاء الانتخابات في العديد من المحاكم وصولا إلى المحكمة العليا الأميركية.واستأنف الكونغرس في وقت سابق اليوم، جلسة التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية وفوز بايدن، بعد تعليق استمر 6 ساعات على خلفية اقتحام أنصار ترامب مقره، حيث قتل أربعة أشخاص واعتقل 52 شخصا بعد اقتحام مبنى الكابيتول في محاولة غير مسبوقة لمنع الكونغرس من التصديق على فوز بايدن في الانتخابات.وأسقط مجلس النواب الاعتراض على فوز بايدن في أريزونا بأغلبية أصوات 303 مقابل121، ورفض مجلس الشيوخ الاعتراض الذي تم التقدم به في وقت سابق، على نتائج الانتخابات في ولاية أريزونا، والتي فاز فيها بايدن، إذ رفض 93 عضوا من مجلس الشيوخ الاعتراض على نتائج الانتخابات فيما صوت 6 أعضاء فقط لصالح الطعون.يأتي ذلك، فيما قتل أربعة أشخاص خلال الاحتجاجات أمام مبنى الكونغرس الأميركي، كما تم اعتقال 52 شخصا، بعد أن اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول في محاولة غير مسبوقة لمنع الكونغرس من التصديق على فوز الرئيس بايدن في الانتخابات.وأعلنت شرطة واشنطن في وقت سابق أن امرأة قتلت بالرصاص خلال الأحداث التي شهدها مبنى الكونغرس الليلة الماضية.قال رئيس شرطة العاصمة الأمريكية واشنطن، روبرت ج.كونتي، إن السيدة التي توفيت في العاصمة تعرضت لإطلاق نار من قبل أحد أفراد الشرطة المكلفة بحماية الكونغرس، مضيفا أن التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث.وأعلنت عمدة واشنطن، موريل باوزر، تمديد حالة الطوارئ لمدة أسبوعين وهي المدة المتبقية للرئيس ترامب في الحكم.واستهل نائب الرئيس مايك بنس الجلسة بالتنديد بـ"أعمال العنف" التي شهدها مقرّ الكونغرس والتعبير عن أسفه لهذا "اليوم المظلم".وقال بنس "حتى بعد أعمال العنف والتخريب غير المسبوقين في مبنى الكابيتول هذا، هام هم ممثلو الشعب الأميركي المنتخبون يجتمعون مرة أخرى في نفس اليوم للدفاع عن الدستور".ودان زعماء الجمهوريين والديمقراطيين "السلوك الإجرامي"، وشددوا على أن الفوضى لن ترهب الكونغرس، ولن تعيق الديمقراطية الأميركية.وشدد زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل على أن المجلس "لن يتم ترهيبه". وأضاف "لقد حاولوا تعطيل ديمقراطيتنا وفشلوا".من جهته قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، إن ما جرى الأربعاء هو نتيجة "كلمات وأكاذيب" دونالد ترامب وسيترك "لطخة لن تمحى بسهولة".وفي مستهل الجلسة، ندّدت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي بـ"الاعتداء على الديموقراطية".وأضافت بيلوسي "إلى من حاولوا صرف انتباهنا عن مسؤوليتنا: "لقد فشلتم. وإلى من شاركوا في تدنيس معبد ديموقراطيتنا، العدالة ستتحقق".وعصر الأربعاء اقتحم متظاهرون مؤيّدون لترامب مبنى الكابيتول وعطّلوا جلسة المصادقة على فوز بايدن بالرئاسة ودارت بينهم وبين قوات الأمن مواجهات وسادت المكان فوضى تخللها مقتل امرأة بالرصاص، واضطر البرلمانيون للاحتماء ريثما وصلت تعزيزات أمنية واستعادت السيطرة على المبنى بعد حوالي أربع ساعات.واقتحم أنصار الرئيس المنتهية ولايته المبنى بعدما شاركوا في تظاهرة قرب البيت الأبيض دعا إليها ترامب احتجاجا على هزيمته في الانتخابات التي ما زال يصر على أنها "سرقت" منه.وأفادت وسائل إعلام أميركية أن عددا من الوزراء في إدارة الرئيس المنتهية ولايته ترامب ناقشوا إمكانية تنحيته بعد أن اقتحم مئات من أنصاره مبنى الكابيتول لتعطيل جلسة المصادقة على نتيجة الانتخابات الرئاسية التي خسرها ويرفض الإقرار بنتيجتها.ونقلت ثلاث شبكات تلفزيونية هي "سي إن إن" و"سي بي إس" و"إيه بي سي" عن مصادر لم تسمها أن الوزراء بحثوا إمكانية تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الأميركي. ويسمح هذا التعديل لنائب الرئيس وأغلبية أعضاء الحكومة أن يقيلوا الرئيس إذا ما وجدوا أنه "غير قادر على تحمل أعباء منصبه".ويتطلب تفعيل هذا التعديل أن تجتمع الحكومة برئاسة نائب الرئيس مايك بنس للتصويت على قرار تنحية ترامب.ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين جمهوريين لم تسمهم قولهم إن الوزراء ناقشوا فكرة تفعيل التعديل الخامس والعشرين بعدما اعتبروا أن ترامب أصبح "خارج السيطرة".بدورها نقلت شبكة "إيه بي سي" عن "مصادر متعددة" أن مناقشات جرت بشأن هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة.لكن شبكة "سي بي إس" أكدت أن الأمر لا يزال مجرد فكرة قيد البحث وأنه لم يتم تقديم "أي شيء رسمي" إلى بنس.وانقلب العديد من حلفاء ترامب عليه بعد أن اقتحم أنصاره مبنى الكونغرس في واشنطن إيمانا منهم بما يكرره دوما من أن الانتخابات الرئاسية "سرقت" منه.
واشنطن..امريكا : بعد مقتل 4 أشخاص بأعمال عنف: الكونغرس يصادق على انتخاب بايدن رئيسا لأميركا!!
07.01.2021