ارتكبت قوات النظامين الروسي والسوري مجزرة صباح الخميس، في ريف إدلب الجنوبي شمال غربي سوريا، قضى فيها 12 شخصا بينهم أم وطفلها، ومجموعة من العسكريين على رأسهم المتحدث الرسمي للجناح العسكري لدى هيئة تحرير الشام ومسؤول تنسيق الإعلام، و5 عناصر من هيئة تحرير الشام وفصيل صقور الشام، إضافة لعدد من الإصابات، في حصيلة غير نهائية.يجري ذلك وسط حملة هي الأعنف منذ شهور، تشنها قوات النظام البرية بمشاركة المقاتلات الحربية الروسية، بالتزامن مع تعاظم المخاوف من حملة نزوح شاملة من المنطقة في ظل استمرار التصعيد. ورد الجيش الوطني والجيش التركي بتوسيع نطاق قصفهما على مواقع قوات النظام.مصدر عسكري من قرية إبلين قال لـ«القدس العربي» «استهدف الطيران الروسي منزلاً في البلدة، ما أدى لمقتل واصابة عدد من المدنيين بينهم امرأة وطفل، وفي هذه اللحظة كان الناطق العسكري لهيئة تحرير الشام وبرفقته عدد من العسكريين وهم قريبون من موقع الاستهداف، فحاولوا اسعاف المصابين وأثناء عملية الاسعاف تم استهداف الموقع مرة اخرى من قبل الطيران الروسي ليقتل على إثر ذلك ابو خالد الشامي المتحدث الرسمي باسم الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام، حيث كان يجري مقابلة صحافية مع أحد الإعلاميين في منطقة الجبهة».الدفاع المدني السوري، قال إن سلاح الجو الروسي نفذ غارات تزامنت مع قصف مدفعي من قبل قوات النظام منذ صباح الخميس على قرى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، مشيراً إلى أن التصعيد على المنطقة بدأ منذ بداية الأسبوع الحالي، بالتزامن مع عودة جزئية للمدنيين لجني محاصيلهم الزراعية حيث يعتمدون بشكل أساسي عليها لتأمين معيشتهم.وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصا قتلوا في بلدة إبلين جنوبي إدلب وهم 3 مدنيين (رجل وامرأة وطفلها) والبقية من العسكريين قتلوا بصاروخ موجه استهدف سيارة مدنية أمام منزل في بلدة إبلين، وعند وصول مقاتلين من الفصائل إلى مكان الاستهداف، هرعوا لإسعاف المصابين حيث جرى استهدافهم بصاروخ موجه آخر. وتعرضت قرى عدة في جبل الزاوية لقصف مدفعي وصاروخي وغارات جوية روسية منذ ساعات الصباح الباكر، حيث تم استهداف قرى «الموزرة والفطيرة ومجدليا» بست غارات جوية روسية، وقريتي «كفرعويد وسان» بأكثر من 40 قذيفة مدفعية، وبلدة «البارة» بعشرين صاروخ راجمة حتى اللحظة، وسط صعوبة كبيرة في الحركة نتيجة القصف المكثف والمزدوج.ونتيجة للقصف، شهدت قرى جبل الزاوية ومناطق عدة من سهل الغاب حركة نزوح للمدنيين نحو مخيمات الشمال الحدودية مع تركيا. ومنذ بداية العام تعرضت إدلب لأكثر من 525 هجوماً من قبل النظام وروسيا، تسببت بمقتل 58 شخصاً بينهم 12 طفلاً 9 نساء، فيما أصيب أكثر من 155 شخصاً بينهم 7 أطفال، وتركزت تلك الهجمات على منازل المدنيين والحقول الزراعية وعدد من المنشآت الحيوية.فريق «منسقو استجابة سوريا» قال إن قوات النظام السوري استهدفت خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 26 نقطة وأسقطت ضحايا مدنيين والعديد من الإصابات، إضافة إلى مئات الخروقات من قبل قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه التي وثقها الفريق منذ بدء الاتفاق، مؤكداً في بيان له الخميس، أن المنطقة غير قادرة على استيعاب موجات النزوح المستمرة، إذ لا زال الآلاف من المدنيين النازحين من مناطق ريف ادلب وحلب، غير قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب سيطرة النظام السوري على قراهم وبلداتهم، إضافة إلى استمرار الخروقات وعلى رأسها استهدف «أحد مخيمات النازحين في بلدة طعوم شرقي إدلب، وذلك ضمن سياسة النظام السوري في تدمير مقومات الحياة في إدلب، وهي جريمة حرب خطيرة تُضاف إلى سجل الجرائم التي ارتكبتها قوات النظام السوري وروسيا في المنطقة» معتبراً أن الاستهدافات المتعمدة على المستشفيات، والمدارس، والأسواق والمخيمات في إدلب والتي أظهرت استخفافاً واضحاً بالحياة المدنية، هي جزء من استراتيجية عسكرية متعمدة لتدمير البنية التحتية المدنية وإجبار السكان على النزوح، لتسهيل سيطرة النظام السوري على مناطق جديدة.واعتبر الفريق أن الاستهداف الأخير أثبت إصرار روسيا على فرض حالة عدم الاستقرار في المنطقة، وإبقاء المنطقة في حالة النزوح المستمر والتجويع للأهالي، لإرغامهم على العودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري، في وقت ينتظر فيه ملايين المدنيين.المعارض السوري أحمد أبا زيد، قال إن جبل الزاوية وجسور الشغور يشهدان تصعيداً روسياً كبيراً منذ بداية الأسبوع، وأضاف «استهدف القصف منذ الأمس على قرية إبلين ومناطق عدة، واشتد صباح اليوم، بالتزامن مع المحادثات التركية الروسية، ومع ذكرى انشقاق المقدم حسين هرموش، ابن قرية إبلين».وأضاف «استهدف القصف الروسي مجموعة من الجبهة الوطنية للتحرير صباح أمس في قرية إبلين في جبل الزاوية، «استشهد بالضربة أربعة مقاتلين مع أم وطفلها وهم محمد العاصي، هو شقيق الدكتور يوسف العاصي (قتل في اغتيال قادة أحرار الشام 9-9-2014) واليوم قتل مع ابنته ولاء العاصي وطفلها، ابنته أرملة طارق العاصي (قتل في صد الحملة الروسية نهاية 2019».
دمشق..سوريا : القوات السورية والروسية ترتكب مجزرة شمال غربي سوريا!!
10.06.2021