أصبحت عائلة العقيد السابق معمر القذافي محط أنظار وعلى رأس أحاديث وسائل الإعلام المحلية والدولية ومواقع التواصل الاجتماعي منذ أكثر من شهر وحتى اليوم، فعقب ظهور سيف الإسلام القذافي بشكل مفاجئ، ها هو نجل القذافي المسجون لأكثر من عشر سنوات يخرج علناً حراً طليقاً ويمارس حقوقه المتمثلة في السفر والتنقل.وأكد الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية محمد حمودة، في تصريحات صحافية، أن الحكومة وجهت بإطلاق سراح الساعدي القذافي تنفيذاً للإفراج الصادر عن النيابة العامة في حقه منذ سنتين.وتابع أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية قد أكد أنه لا يمكن الإبقاء على أي سجين خارج نطاق القانون، وأن المصالحة لا تتحقق إلا بإقامة العدل والامتثال لأحكام القضاء.وقالت مصادر مطلعة إن الساعدي القذافي قد غادر ليبيا عبر طائرة خاصة إلى إسطنبول، موضحاً أن الإفراج عنه جاء بعد مساع من وزيرة العدل، التي تعتبر المرشحة من قبل أنصار القذافي للوزارة.كما نشرت حكومة الوحدة الوطنية هي الأخرى بياناً في وقت مبكر صباح الإثنين، أعلنت فيه عن الإفراج عن الساعدي معمر القذافي تنفيذاً لقرار قضائي صادر قبل عامين بالتعاون مع مكتب النائب العام.وجاء في البيان ذاته الذي نشره المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية على فيسبوك، أنه جرى تسليم الساعدي إلى عائلته وفقاً للإجراءات القانونية.وأضاف: “إذ تؤكد حكومة الوحدة الوطنية التزامها بما تعهدت به بالعمل على الإفراج عن جميع المساجين ممن تقضي أوضاعهم القانونية ذلك دون استثناء، فإنها تأمل أن تكون مثل هذه الجهود تصب في مسار المصالحة الوطنية الشاملة، التي أساسها إنفاذ القانون واحترامه”.وفي السياق ذاته، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، في تغريدة له على تويتر، إن الإفراج عن الساعدي القذافي جاء تنفيذاً للإفراج الصادر في حقه من النيابة العامة، وتحقيقاً للعدل والمصالحة وإنفاذ القانون.وقال رئيس الحكومة إنه لا يمكن أن نتقدم للأمام دون تحقيق المصالحة، ولا إقامة للدولة دون تحقيق العدل وإنفاذ القانون واحترام مبدأ الفصل بين السلطات واتباع الإجراءات والأحكام القضائية. وعلى هذا الأساس، تم الإفراج اليوم عن المواطن الساعدي القذافي، تنفيذاً للإفراج الصادر في حقه من قبل النيابة العامة .ولم يكن نجل القذافي هو وحده من أعلن عن إطلاق سراحهم من المقربين للنظام السابق، بل أعلن المجلس الرئاسي إطلاق سراح أحمد رمضان، وهو السكرتير الخاص لمعمر القذافي.وقال المجلس، في بيان الإثنين، إن إطلاق رمضان يأتي في إطار إرساء المصالحة الوطنية الشاملة، والإفراج عن السجناء السياسيين الذين انتهت مدة محكوميتهم، أو الذين لم تتم إدانتهم قضائياً.وبالفعل، وصل أحمد رمضان، السكرتير الخاص للقذافي، إلى مدينة الأصابعة بعد ساعات من إطلاق سراحه.وأعلنت الناطقة باسم المجلس الرئاسي، نجوى وهيبة، عن عزم المجلس الإفراج عن مزيد من المسجونين الأيام المقبلة، وذلك بعد ساعات من الإفراج عن الساعدي وأحمد رمضان .وأوضحت، خلال مؤتمر صحافي في طرابلس، الإثنين، إن الإفراجات الأخيرة جاءت تنفيذاً لأحكام قضائية وتشمل الجميع في كل ربوع ليبيا، وليست حكراً على فئة معينة، وهي جزء من عملية المصالحة.وتابعت وهيبة: “لا يمكن أن تقوم عميلة مصالحة وهناك أناس مظلومون، سواء استكملت محكوميتهم أو لم تحل للقضاء وعدم بدء المحاكمة من الأساس، أو غير ذلك”.وأضافت: “هذه النقطة التي يؤكدها المجلس الرئاسي، وهي تأسيس أرضية للمصالحة سواء كانت المشاورات التي نجريها، أو تعزيز أوضاع المسجونين واحترام حقوق الإنسان، وإطلاق المساجين، كل هذا حتى تكون المصالحة ناجحة وليست مجرد شعارات”.وقد جاء إطلاق سراح الساعدي رغم اتهامه بقضية جنائية، وهو ما أوضحته الناطقة باسم الرئاسي، حيث قالت إن المجلس غير معني بتفاصيل وسلسلة إجراءات محاكمة الساعدي القذافي في قضية نجل بشير الرياني، وأن هذا الأمر تبت فيه المحاكم والمراسلات التي تصدر بشأن أحقية الإفراج من عدمه عن رأس السلطة القضائية المتمثلة في النائب العام صديق الصور. وتابعت أن سلطة المجلس الرئاسي تتمثل في دفع وتسهيل إجراءات من صدر في حقه حكم إفراج بناءً على التنسيق مع النائب العام والمشرف على السجون المتمثلة في وزارة العدل.وقد أثارت أخبار عن رغبة في تسليم جثة القذافي جدلاً أضيف إلى جدل إخلاء سبيل نجله، حيث أعلنت بعض وسائل الإعلام نقلاً عن مصدر أمني من مدينة سرت الليبية، أن أعيان مدينة مصراتة أبلغوا أعيان قبيلة القذاذفة لاستلام رفات كل من معمر القذافي ونجله المعتصم، وأبو بكر يونس المجبري.وأكد المصدر أنه تم الإفراج عن شخصيتين مقربتين من نظام القذافي، إثر تفاهمات بين أعيان قبيلة القذافي وأعيان مدينة مصراتة خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن منصور ضو وكذلك اللواء ناجي حرير، أطلق سراحهما يوم الأحد من أحد سجون مصراتة في القاعدة الجوية في المدينة.
